عادت الحياة لتدب مجدداً في أروقة السركال أفنيو، ليشعل ذلك جذوة النشاط في الحركة الفنية والإبداعية في دبي، انطلاقاً مما قاله الفرنسي فولتير يوماً إن «كل فن يحمل نوراً إلى الآخر». وها هو السركال أفنيو يعيد تقديم روائع الفنون مجدداً إلى عشاقها، عبر سينما عقيل، ومجموعة الغاليريهات التي يضمها، التي أعادت افتتاح أبوابها، لتعانق زوارها، بعد وهلة من الزمن، حافظت فيها على «مسافة آمنة»، لحماية الناس، ممن تواصلت معهم «عن بعد». يفتح السركال أفنيو أبوابه، وسط إجراءات احترازية عديدة، غرضها بالدرجة الأولى حماية الزوار، وتتواءم مع شعار «الجميع مسؤول عن الجميع»، وهو ما يؤكده عبدالمنعم السركال، مؤسس «السركال أفنيو»، في حديثه لـ«البيان». حيث قال: «لطالما كان السركال أفينيو جزءاً من مدينة دبي، من خلاله نخدم جمهوره المحلي، جنباً إلى جنب مع المجتمعات الإقليمية والدولية، فالسركال أفنيو كان ولا يزال موطناً لرواد محليين في عالم الفن والثقافة والسينما والتصميم وغيرها من الأعمال الإبداعية، والتي عادت جميعها لتفتح أبوابها أمام عشاق الفنون». وأضاف: «لعبت مفاهيم السركال دوراً محورياً في تطوير الصناعات الإبداعية في داخل الإمارات وخارجها أيضاً، ولا تزال تواصل المساهمة بنشاط في النظم البيئية الاقتصادية والاجتماعية»، مشيراً إلى أن الأوضاع التي يشهدها العالم قد غيرت الكثير. وتابع: «رغم التغيير ما زلنا جميعاً بحاجة إلى الفنون والثقافة أكثر من أي وقت مضى، وها نحن نجتمع اليوم مجدداً، كمجتمع، لإعادة تصور مستقبلنا وإعادة بنائه من جديد». الفن السابع على وقع دراما فيلم «ذا ترايب تو غريس» لمايكل وينتربوتوم، نفضت سينما عقيل الغبار عن مقاعدها، لتكون جاهزة لاستقبال عشاق الفن السابع، وفي هذا السياق، أكدت بثينة كاظم، مؤسسة سينما عقيل، لـ«البيان» أهمية عودة الحياة إلى دبي والسركال أفنيو. وقالت: «أعتقد أنه لا يمكننا الاستمرار في حالة العزلة لوقت طويل. ولذلك فهذه العودة ضرورية جداً من أجل المحافظة على وتيرة النشاط الفني والإبداعي الذي تشهده دبي، وبتقديري أن السينما في الوقت الراهن تلعب دوراً مهماً في ظل الظروف الراهنة، وبالتالي فإن عودتها تعد أمراً مهماً بالنسبة لنا وللجمهور على حد سواء». وأشارت بثينة كاظم إلى أن سينما عقيل، قامت بإعادة صياغة مساحاتها لتتناسب مع طبيعة الإجراءات الاحترازية المتبعة، وقواعد التباعد الاجتماعي. وقالت: «خلال الفترة الماضية قمنا بإعادة صياغة المساحة الداخلية لسينما عقيل، من حيث توزيع الكراسي لتتوافق مع النسبة المصرح بها من قبل الجهات المختصة، حيث أصبحت الطاقة الاستيعابية الجديدة للصالة 35 شخصاً بعد أن كانت 133 فرداً، ونأمل رفع العدد تدريجياً خلال الفترة المقبلة»، مبينة أنه تم أيضاً إعادة برمجة جداول العرض، بحيث يكون هناك عرض واحد فقط يومياً. وقالت: «نحن نستعد لافتتاح الصالة، وقد اخترنا لذلك فيلم «ذا ترايب تو غريس»، وهو من الأفلام التي تبث الروح الإيجابية في الناس». وأكدت بثينة عدم وجود نية لرفع أسعار التذاكر في المرحلة الحالية. وقالت: «نحن نقدر طبيعة الظروف التي يمر بها الناس بشكل عام، والتأثيرات التي خلفتها فيهم الجائحة، ونعد أن إبقاء الأسعار كما هي، أحد أشكال التضامن مع الشريحة التي تعودت مشاهدة أفلامها لدينا». ونوهت إلى أن إدارة الصالة تعمل على وضع خطط جديدة على المدى القصير والطويل، لتتناسب مع طبيعة الظروف الراهنة، التي قالت إنه بات يجب علينا جميعاً التعايش معها. تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :