كتبت - هبة البيه: أكد عدد من الباحثين الحاصلين على منح بحثية في إطار الدورة الأولى لدعوة الاستجابة السريعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، والتي أطلقها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، على مساهمتهم في تقديم حلول مؤثرة ومبتكرة في وقت قياسي، من خلال المشاريع البحثية التي تدعم جهود قطر للحد من انتشار جائحة كوفيد-19 وآثارها. وقالوا في تصريحات ل الراية إن من بين المشروعات، تطبيقًا للواقع المعزز، يوفر نظامًا تعليميًا شاملاً للتعلم عن بُعد، ويهدف إلى تطوير منصّة تعليمية تفاعلية لدعم تعلّم الأطفال ذوي التوحّد، يمكنهم الاستفادة منه، خاصة في الظرف الحالي الذي فرضته جائحة كورونا وتعليم الأطفال بُعد، كما تضمنت المشروعات معالجة قضية تنفيذ الحجر الصحي، التي ستكون ذات صلة حتى بعد الأزمة، وكذلك في حالة الموجات المستقبلية من كوفيد-19، عن طريق تطوير سوار ذكي يعمل بمثابة رابط افتراضي بين المستخدم وهاتفه الذكي. وعلى الرغم من إطلاق المنحة بشكل خاص استجابةً لوباء كوفيد-19، إلا أن برنامج دعوة الاستجابة السريعة سيكون أداة ثابتة في مجموعة برامج الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي المتنوعة التي تهدف إلى تعزيز استجابة قطر لأي مواقف مستجدة. كان قد تلقى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي 230 مقترحًا من باحثين من جميع أنحاء قطر، وبعد عملية مراجعة علمية وتقنية تنافسية شاملة، تم اختيار 21 مقترحًا بحثيًا لتلقي التمويل. وسيُمنح الباحثون تمويلًا تصل قيمته إلى 100ألف ريال قطري لكلٍ منهم، مع مهلة ثلاثة أشهر لاستكمال مشاريعهم. وتركز المقترحات الفائزة على إجراء البحوث لمساعدة القطاعات المختلفة على التعامل مع تأثير فيروس كورونا في قطر، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصحة، واستمرارية التعليم، والاتصالات والنقل، والثقافة، والاقتصاد، والحياة الاجتماعية. وبهذا الخصوص قامت لجنة التحكيم، التي ضمت ممثلين عن جهات حكومية، وصناعية، وأكاديمية، بتقييم المقترحات وفقا لإمكانية تطبيقها العملي وإمكانية استخدام الحلول المقترحة. د.حميد منوار: سوار مرتبط بالهاتف الذكي قال د. حميد منوار، مدير الإنتاج بمركز قطر للابتكارات التكنولوجية، وعضو فريق البحث: إن المشروع البحثي الذي يعملون عليه يهدف إلى تطوير آلية فعالة لضمان الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، لافتا إلى أن فكرة المشروع نابعة من مسؤوليتنا، بضرورة المساهمة في الجهود الوطنية لمواجهة أزمة كوفيد-19 وتداعياتها. وتابع: يُعالج مشروعنا قضية تنفيذ الحجر الصحي، التي ستكون ذات صلة حتى بعد الأزمة، وكذلك في حالة الموجات المستقبلية من كوفيد-19، عن طريق تطوير سوار ذكي يعمل بمثابة رابط افتراضي بين المستخدم وهاتفه الذكي، لافتاً إلى أنه لم يتم تصميم السوار لاستشعار أي خصائص صحية، ولكنه يستخدم فقط للتأكد من أن المستخدم قريب فعليًا من هاتفه الذكي، وبمراقبة موقع الهاتف الذكي، يمكننا ضمان ما إذا كان المستخدم يلتزم بتدابير الحجر الصحي، وذلك عبر آلية فعالة من حيث التكلفة. وأضاف: فكرنا فيما يخص بالتحدي المرتبط بعدم الالتزام بالحجر الصحي، وفي ظل معدل إصابة تبلغ ما يصل من 1500 حالة يومياً مما يعني أن المستشفيات وأماكن العزل لا يمكنها تحمل مثل هذه الأعداد فضلاً عن التكاليف الكبيرة المرتبطة بالأمر والحل الأمثل في العزل المنزلي ولكن تحت رقابة خاصة وأنه لوحظ عدم التزام العديد من الأشخاص بالحجر المنزلي. وتابع: وهنا يأتي دور التكنولوجيا حيث قمنا بتطوير أسور ذكية يتم تركيبه من جانب الجهات المعنية بتقنية معينة لا يمكن للشخص العادي فكه مع مراعاة معايير الأمن والسلامة فيه، على أن يرصد مدى الالتزام بالحجر ومدى قرب الشخص من هاتفه الذكي. وأضاف: نسعى لتوفير حلول وتطبيقات عملية عبر البحوث تطرح في السوق كمنتجات قابلة للاستخدام ولا تبقي كبحث فقط، والهدف الأساسي هو توفير حلول حقيقية للمشكلات أو التحديات التي تواجه قطر وطرحها في الأسواق وللجهات المعنية، مشيراً إلى أن المركز يتبع جامعة قطر ولكن بشكل مستقل ومقره في واحة العلوم والتكنولوجيا. وأكد على أهمية الأبحاث في توفير حلول مبتكرة لقطر والعالم، وأن نكون في مصاف الدول المتقدمة التي تقدم حلولاً للمشكلات، مثنياً على خطوة الصندوق القطري للبحث العلمي بتوفير منحة سريعة لهذه الأزمة. د. دينا آل ثاني: منصّة تفاعلية لدعم تعلّم الأطفال ذوي التوحّد قالت الدكتورة دينا أحمد آل ثاني، الأستاذ المساعد في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر والحائزة على منحة دعوة الاستجابة السريعة: نقترح عبر مشروعنا تطبيقًا للواقع المعزز، يوفر نظامًا تعليميًا شاملاً للتعلم عن بُعد، ويهدف إلى تطوير منصّة تعليمية تفاعلية لدعم تعلّم الأطفال ذوي التوحّد، يمكنهم الاستفادة منه، خاصة في الظرف الحالي الذي فرضته جائحة كورونا وتعليم الاطفال عن بُعد». وتابعت: يُظهر الأطفال المصابون بالتوحّد اضطراب نقص الانتباه والتحديات السلوكية والتواصلية الأخرى التي تعوقهم عن التواصل عبر الإنترنت باستخدام الإعداد التقليدي للتدريس عبر الإنترنت وهذا يعني مواجهة الوالدين بعض التحديات، وعدم تواجد أدوات لمساعدة أطفالهم على مواصلة التعلّم من المنزل، موضحة أن العزل المنزلي ونظم التعليم عن بُعد أكثر المتضرين منه هم ذوو الإعاقة خاصة أن طريقة التعامل معهم تعتمد على الدروس المباشرة بينهم وبين الأخصائي أو المدرس، والتوحد درجات ولا توجد أنظمة على مستوى العالم تعطي حلولاً وتدعم تجربة التعلم عن بُعد لهؤلاء الأطفال تحديداً ولذلك فكرنا في إنشاء المشروع. ولفتت إلى أن فريق عمل المشروع يضم أساتذة وباحثين مساعدين من كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة منهم، د.دينا أحمد آل ثاني أستاذ مساعد بالكلية، ود. كمران خواجة، باحث ما بعد الدكتوراه مساعد بالكلية، ود. يونس ماتو -مهندرس برمجيات بالكلية، وكل من أسماء حسن ومحمد حجاب طلاب الماجستير بكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة. ولفتت إلى أننا نسعى لتعزيز تقنيات الواقع المعزز والاستفادة منه لجذب انتباه ذوي التوحد ومن ثم تعليمهم، لافتة إلى أنهم يقومون بالتعاون مع عدد من المدارس المختصة بذوي التوحد مثل مركزالشفلح ومدرسة ستيب باي ستيب المعنيين بالتوحد. وعن حصولهم على المنحة من جانب الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي أفادت بأن حصولهم عليها يعد امتدادا لمشروعاتنا المهتمة بتعليم أطفال التوحد ونعمل على تطوير المشروع ليكون بمثابة منصة تعليمية تستهدف تعليم الأطفال الحروف من خلال الواقع المعزز وتطويره ليشمل تكوين كلمات وجُمل ويمكن إضافة أشياء مستقبلاً. وأضافت: إن المنصة حالياً في طور التطوير ومدة المنحة هي 3 شهور وتنقسم لمرحلتين الأولى عرض المشروع على المعلمين والخبراء في التربية الخاصة والمرحلة الثانية تطبيقه مع عدد من الأطفال المستهدفين، مشددة على أهمية التكنولوجيا في توفير البدائل المختلفة والحلول للمجتمع والمساعدة في المحن المختلفة، ويعد دور البحث العلمي دائماً في إيجاد الحلول لكافة التحديات التي تواجه المجتمع خاصة في قطر فالبحث العلمي يحظى بدعم كبير من الدولة ومن المؤسسات التعليمية ويحظى بالقبول في مختلف المدارس سواء في مؤسسة قطر وخارجها. وأفادت بأن الفريق البحثي مهتم بالقضايا ذات الصلة بالتوحد منذ أربع سنوات وعمل من قبل على تطوير برنامج لتعلم المفردات باستخدام الواقع المعزز لأطفال التوحد، وحاز هذا المشروع على منحة من مركز جامعة حمد بن خليفة للابتكار، وكان المشروع لقياس انتباه أطفال التوحد من خلال مراقبة تعابير الوجه وحركة العين، وشاركنا بالمشروع في عدد من المنشورات البحثية في مجلات علمية مرموقة، وحاز على براءة اختراع في الولايات المتحدة.
مشاركة :