باريس - أكد رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الفرنسي جان تود أن العواقب المالية لجائحة فيروس كورونا المستجد "طالت كل عالم" الفورمولا واحد، وليس فقط الفرق التي يواجه البعض منها تبعات قاسية.وكان من المقرر ان تنطلق بطولة العالم للفورمولا واحد في منتصف آذار/مارس الفائت في جائزة أستراليا الكبرى، لكن بدء تفشي فيروس "كوفيد-19" دفع الى إلغائها قبل أن تلقى السباقات العشرة الاولى المصير ذاته أو التأجيل الى موعد غير محدد.وبحسب الجدول الجديد، ستستضيف النمسا أول سباقين في الخامس و12 تموز/يوليو المقبل.وقال تود في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس إن "للجائحة تبعات مالية لا تقتصر فقط على فريق او اثنين مشاركين في الفورمولا واحد. فهي تؤثر على كل الصانعين والشركاء ومصنعي المعدات وكل عالم" الفورمولا واحد.وأضاف "ولكن ذلك يؤثر بشكل خاص على فرق معينة مثل وليامس الذي عرض فريقه للبيع. الى جانب ذلك، سررنا بمعرفة أن رينو سيستمر (في البطولة). يشكل ذلك جزءا من تاريخ رياضة السيارات والفورمولا واحد، بعض الفرق تغادر وأخرى تنضم".وذكر المدير السابق لفريقي بوجو-تالبو وفيراري أن الهيئتين المشرفتين على البطولة، فيا ومجموعة "ليبيرتي ميديا" الاميركية المالكة لحقوق البطولة، ترغبان في "جعل الفورمولا واحد أقل تكلفة"، لا سيما بعد القرار الاخير الذي يفضي بتحديد سقف لميزانية الفرق.مختبروأبدى تود ثقته حيال مستقبل سباقات التحمل بعد إرجاء "سباق لو مان 24 ساعة" من حزيران/يونيو الى أيلول/سبتمبر المقبل بسبب الجائحة.وقال في هذا السياق "لقد وضعنا نظاما جديدا مع 'اوتوموبيل كلوب دو لويست' (منظم سباق لو مان) من أجل السماح بانضمام سيارات نسميها 'هايبركار'. إنها سيارة الاحلام، تم تصنيعها بنسخة محدودة وتتمتع غالبا باسم مرموق".وتابع "بشكل عام، رياضة السيارات، ليست فقط عرضا. بل يجب أن تكون أيضا مختبرا".وأوضح "ندرك أنه لو لم نتخذ قرار تجهيز فرق الفورمولا واحد بمحركات هجينة، الفكرة التي لاقت الكثير من الانتقادات عند طرحها، كنا سنُنتَقَد اليوم لعدم قيامنا بذلك، الامر ذاته بالنسبة لإدخال منافسات الفورمولا اي (للسيارات الكهربائية). من أجل التحمل، قد تكون لدينا سيارات ذات محركات هجينة وأخرى مختبرية تستخدم تقينات مثل الهيدروجين والوقود النظيفة وهي مشاريع جدية جدا ومتقدمة نعمل عليها مع شركائنا".انضباط على الطرقاتوأبرز تود أن تبعات جائحة فيروس كورونا المستجد ستظهر تدريجيا في مجال رياضة السيارات.وتوقع سائق الراليات السابق أننا "سنرى لاحقا انضمام صانعين جدد أو فرق جديدة سترغب في الاستفادة من مختبر حقيقي من أجل تحسين منتجاتها".وذكر تود أن الاتحاد الدولي لا يهتم فقط بمسابقات السيارات بل أيضا بسلامة الطرقات.وقال "من الواضح أن التنقلات ستكون الآن مختلفة. عندما يستقل الناس وسائل النقل العام (...) سيأخذون العديد من الاجراءات الوقائية وسيرغبون حتما في أن يكونوا أكثر استقلالية في التنقل. ويعني ذلك أننا سنرى المزيد من استخدام لوسائل النقل على عجلتين وغالبا من دون التنبه للقواعد"، مضيفا ان اللجوء المتزايد لاستخدام السيارات يؤدي الى "مزيد من التلوث والازدحام".وأشار الفرنسي البالغ من العمر 74 عاما، إلى أن الجائحة أظهرت أهمية الانضباط الجماعي وداعا الى "انضباط مماثل على الطرقات".وختم قائلا "90 في المئة من مآسي الطرقات تحدث في البلدان النامية. إذا قمنا بتطبيق انضباط مماثل للانضباط الذي طلبته الدول لمواجهة وباء كوفيد-19، يمكنني أن أضمن لكم أن أهداف التنمية المستدامة والتي تسعى الى خفض عدد ضحايا حوادث الطرقات إلى النصف بحلول عام 2030 ستتحقق".
مشاركة :