لقاء الروح مع مليكنا حمد صاحب نهضتنا وعزتنا

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كعادته سنويا في شهر رمضان المبارك، يحرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على لقاء أهالي البحرين، وقد شُرفت بلقاء جلالته في قصر الصخير مساء الاثنين الماضي ضمن المهنئين لجلالته من أهالي المحافظة الجنوبية بمناسبة شهر رمضان المبارك. إنها فرصة سنوية لنا جميعا لنسلم على جلالة الملك المفدى، ونقدم له خالص التهنئة والتبريك بهذه المناسبة الكريمة. لحظات رائعة قضيناها بمعية صاحب الجلالة، لتنشرح أسماعنا وتفرح قلوبنا بحديثه الشيق عن شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والتواصل والتراحم، شهر تتعزز فيه قيم الترابط الاجتماعي والتضامن بين أهل البحرين كافة.. حقا، كنا جميعا على قلب رجل واحد ونحن نجلس مع جلالته، ليذكرنا بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فنحن أهل وجماعة واحدة وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا واحد وليس فيه اختلاف، وليؤكد الجميع لجلالته وقوفهم صفا واحدا خلف قيادة مملكة البحرين العظيمة. حقا.. لقد غمرتنا سعادة بالغة ونحن في معية جلالة الملك، الذي يحرص دوما على تعزيز قيم الترابط الاجتماعي والتضامن بين أهل البحرين كافة، وهي مناسبة عظيمة حيث نقلنا جميعا لجلالته عظيم شكرنا وبالغ تقديرنا وصادق اعتزازنا بما حظيت وتحظى به ليس فقط محافظتنا الجنوبية بل كل ممكلتنا من اهتمام ورعاية كريمة من لدن جلالته حفظه الله وما تشهده من مشروعات تنموية عديدة بفضل توجيهات جلالته السامية، مجددين وقوفنا صفا واحدا خلف قيادة صاحب الجلالة رعاه الله. وإذا كان شهر رمضان الكريم يتميز بمعاني المحبة والتسامح والألفة والتآخي، فمن حسن الطالع أن نحظى بشرف هذه المقابلة الغالية في هذه الايام المباركة من شهر الخير والرحمة لنستلهم التوجيه من قيادته الحكيمة.. فهذا هو صراط نهج حكم جلالته الحكيم، وهذا هو النهج الذي وعدنا به وأوفي به جلالته حفظه الله، فكان مفتاح غبطة القلوب وسعادة ورحابة الصدور وبناء وعمار نهضة البحرين الحديثة. لقد أكدنا جميعا لمليكنا في اللقاء مدي تطلع شعب البحرين دوماً بعين الفخر والاعتزاز إلى قيادته الحكيمة التي رسخت معاني الكرامة والقيم الانسانية والتي أصبحت نموذجاً فريداً وعنواناً كبيرة في مسيرة كتاب الوطن الزاخرة. نعم لقد وحدتنا قيادتنا الرشيدة، فأصبحنا كالجسد الواحد، بغض النظر عن مذهبيته ولونه ودينه، فتوحدنا جميعا للحفاظ على الثوابت والمكتسبات متحدين جميعاً بمختلف الطوائف والمذاهب خلف قيادتنا في التصدي ومواجهة قوى الشر والتطرف والارهاب التي تسعى للامتين العربية والاسلامية بالتفكك والدمار.. لقد شاهدنا ما مرت به المنطقة وجيراننا، فلم تسلم شعوبها من شر الإرهاب حتي في هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولكن قوى الشر والإرهاب لم تأبه لذلك وواصلت غيها وتطرفها، ولكن حنكة وحكمة جلالة الملك، كانت بمثابة نبراس طريق التوفيق لسفينة الوطن وسط بحور مليئة بالرياح العاتية وأمواج الخطر من كل ناحية.. فقد أرسى بعدله وتسامحه وصونه للحقوق بمراسي اللحمة والترابط بين المجتمع البحريني، وهي الحكمة التي نجت شعبا ووطنا من ويلات ما أسموه بالربيع العربي والذي انقلب على شعوبه بالزوابع والعواصف التي قلعت الأخضر واليابس، وأخذ معه كل ما كانوا ينعمون به في سنوات عجاف مرت بالامة العربية تحت ما يسمى ربيعا وما هو بالربيع الذي مسح بويلاته مقدرات ومكتسبات الشعوب العربية، حتى فقدوا ما كانوا ينعمون وأصبحوا اليوم نادمون. غادرنا اللقاء بأجسادنا وبقيت أرواحنا لعلها تتنفس الحكمة لتظل تدعو المولى عز وجل أن يديم علي الملك المفدى الصحة والسعادة وأن تنعم مملكتنا بالخير والازدهار والأمن والأمان في ظل قيادة جلالته الحكيمة، وأن تظل البحرين دوما عالية خفاقة، وأن يلهم قيادتنا التوفيق والسداد ويحفظنا ومملكتنا وٍشعبها من كل مكروه، وأن يحفظ جلالته رمزا عربيا ومليكا قائدا للوطن وأهله، ودامت المملكة عزيزة مهابة بهيبة جلالته..حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه بعين رعايته وأمتعه بموفور الصحة والسعادة وطول العمر. وبقدر فرحتنا وغبطتنا بلقاء مليكنا المفدي وبما دار فيه من حوار، كانت أحزاننا جمة بسبب ما تشهد المنطقة، خصوصا السعودية والكويت، فالإرهاب يأبى أن يترك شهر رمضان بلا أحزان ودماء وخراب وقتل وتشريد، فأي ذنب اقترفه المصلون في مسجد الصوابر بالكويت، وهل ذنبهم أنهم لبوا نداء الصلاة فهرولوا الى المسجد ملبين مكبرين، وبأي حق يموت نحو 37 مسلما ويصاب أكثر من 200 آخرين سوى أنهم يقضون شعيرة الجمعة التي أمرنا بها الله عز وجل، ففي يوم الجمعة ساعة دعاء نستغلها جميعا انتظارا لاستجابة العلي القدير، لقد تهيأ المصلون وتوضأوا وذهبوا الى المسجد لينهلوا خيرا وعلما وموعظة من خطبة الجمعة، فكان مصيرهم الموت والدم، فأي إسلام هذا الذي يتحدثون عنه، وأي دين هذا الذي يبشروننا به ويحثوننا على اتباعه؟ فالإسلام دين محبة وود وسلام وسكينة وقرب من الله، وليس كما يروج هؤلاء الكفرة المتطرفون الإرهابيون. فالإرهاب ينتشر كالعشب، ولم يصبح في موطن واحد، فمن العراق وسوريا امتد للسعودية والكويت، وحاول المتطرفون بث بذور الفتنة والفرقة بين الشيعة والسنة، لتأتي النتيجة عكس ذلك تماما، فتفجير دور العبادة يؤدي الى تراجع حدة النزعة المذهبية بين السنة والشيعة، بعكس ما ظن الإرهابيون، لأن الخليجيين رأوا شر ذلك عند سواهم، فكان تفجير مسجد الصوابر موحدا لكل الكويتيين، ووقفوا صفا واحدا ضد المجرمين الذين سفكوا دماء الأبرياء والمصلين في يوم جمعة، وهو ما جعل الجميع يتضرعون داعين المولى بأن لا يجعل للإرهابيين ديارا ولا مقاما في هذه الدنيا، وأن يهلك الظالمين بقدرته، ويرحم وجوها تعفرت بالانفجارات وهم يصلون ويسكنهم فسيح جناته هو الرحمن الرحيم. وحسنا فعل وزير العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، في البحرين بتأكيده أن الأحداث الخطيرة التي تمر بها المنطقة تستوجب بذل أقصى درجات المسؤولية الوطنية، وكل من موقعه، باتجاه صون الخطاب الجامع، وضرورة إببعاد المنبر الديني عن كل أشكال الاستغلال لغير أهدافه السامية والجليلة.. وكذلك تشديده علي متابعة خطب وأنشطة دور العبادة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يتورط في التحريض على الكراهية ويشق الصف الوطني والإسلامي أو مخالفة ضوابط الخطاب الديني..فهذا هو الدور المنوط برجال الدين وخطباء المساجد وضرورة أن يتحملوا دورهم ومسؤولياتهم في هذه المرحلة، التي تتطلب الحيطة والحذر الواجب، خاصة وإن الإرهاب يشكل اليوم أكبر عدو للدين.. وهو ما يسعي إليه الجماعات الإرهابية أيا كان اسمها، فهدف كل هذه الجماعات هو تقويض ما تعيشه الشعوب والإوطان من استقرار، وهدم منجزات الدول، والقيم الحضارية، والنسيج الوطني، ووحدة الصف الاسلامي، وإثارة الطائفية خدمة لهذه الأهداف الشريرة.. ولهذا ينبغي علينا جميعا، مواطنون ورجال دين الحرص الشديد بالالتفات إلى مضامين خطاب المنبر الديني، وإدراك تبعاته كاملة، والحفاظ على قدسية المنبر الديني من خلال إبعاده عن التسييس والتحزيب والمصالح الضيقة. فمن الواضح أن أدعياء الإسلام، لديهم حرصا شديدا على تشويه الإسلام فى نظر العالمين، وعلينا جميعا يقع عبء مواجهة هؤلاء. حقا، فإن الصورة بشعة، فمن شاهد الصورة التي جمع فيها عدة أفراد في قفص مغلق تماما ثم ألقى به بمن فيه من بشر مكتوفة أيديهم وأرجلهم إلى قاع البحر ليموتوا غرقا دون أن يستطيعوا حراكا ولا يملكوا حتى إمكانية الاستغاثة. وحاول الإرهابيون ببث هذه الصورة إلينا لبث الرعب في قلوبنا، وهذا يقترب من أفعال هؤلاء الإرهابيين في قتل المصلين في المساجد، فلا حرمة لمكان ولا حرمة لدين وشعائر، ثم يدعون أنهم يعملون لرفع راية الإسلام خفاقة عالية بالمخالفة لقوله تعالي لرسولنا الكريم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. فهؤلاء لم يقرأوا ما جاء بالقرآن الكريم وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. وأمامنا مشهد قاتل رجل الأمن في مصنع ليون بفرنسا عند ما صور نفسه سيلفي مع رأس القتيل، فأي دين هذا الذي يتحدثون عنه ويبشروننا به، وما معني أن يتزامن في يوم واحد ثلاثة أحداث إرهابية، في مسجد الكويت، ومنتجع سوسه التونسي، وفي مدينة ليون الفرنسية؟.. فهل أصبح هؤلاء علي درجة عالية من التنسيق لتمر أعمالهم علي كل أجهزة الأمن والمخابرات في العالم. إن مغزي هؤلاء من وراء تطرفهم وإرهابهم هو السيطرة علي المنطقة ولكن بعد أن يبثوا الرعب والفزع في قلوب ساكنيها، حتي لا يكون هناك وطن عربي كنا نتغني به في الماضي من المغرب للخليج والمحيط للمحيط، لكي تنعم القوي الخفية التي تحركهم عن بعد بضعفنا وتهالكنا الذي يهلك الحرث والنسل ولا يبقى خيرا قط لأى عربى على وجه الأرض التى كانت عربية خالصة فى يوم من الأيام. والسؤال.. ما كل هذا الشر الذي يضمره هؤلاء لنا في الدول العربية؟.. هذا الشر الذي تؤججه الرغبة في التشويه وبث الفرقة والفتنة بين المسلمين واضعاف معنوياتهم وقوتهم، ثم نراهم بعد كل هذا يتمسحون بالإسلام، ويدعون العلم والتفقه في الدين، وهو منهم بريء، فالدين الصحيح يدعو للحق والبر والتعاون والتسامح. لنرفع الأكف جميعاً داعين المولى عز وجل أن يحفظ البحرين وشعبها وسائر شعوب الأمة العربية والإسلامية من كل سؤ ومكروه وأن يبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن أنه سميع مجيب.

مشاركة :