اشتدت حدة الحرب الكلامية بين المسؤولين اليونانيين من جهة وبين الجهات الدائنة وشركاء اليونان في منطقة اليورو من جهة أخرى، قبل يوم واحد من استفتاء مزمع حول حزمة إنقاذ اقتصادي، ينقسم اليونانيون حول تأثيرات الموافقة عليها أو رفضها. فيما دعا رئيس الوزراء اليوناني مواطنيه إلى رفض حزمة الإنقاذ التي وصفها بالابتزاز الأوربي، دعا مسؤولون أوربيون اليونانيين إلى قبول الحزمة، غير أنهم لم يروا في قبولها حلا لأزمة ديون اليونان. وقال رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إن تحليل صندوق النقد الدولي الذي يظهر أن ديون اليونان لا يمكن تحملها يبرر قرار حكومته رفض حزمة مساعدات من الدائنين لا تشمل أي تخفيف للديون. وفي خطاب ألقاه تسيبراس وبثه التلفزيون أمس، جدد رئيس الوزراء دعوته لليونانيين إلى التصويت برفض حزمة الإنقاذ وأن يقولوا لا لما وصفه بالابتزاز والإنذارات. وقال تسيبراس شهد أمس الخميس حدثاً ذا أهمية سياسية كبيرة، فقد نشر صندوق النقد الدولي تقريراً عن الاقتصاد اليوناني يثبت صحة موقف الحكومة اليونانية كونه يؤكد الأمر الواضح، ألا وهو أن الديون اليونانية لا يمكن تحملها. ويأمل رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس أن تكون نتيجة استفتاء الغد سلبية بغرض تعزيز موقفه لإرغام الدائنين الدوليين على إسقاط شروط التقشف المذلة. على الجانب الآخر، أكد يورين ديسلبلوم رئيس مجموعة اليورو التي تضم وزراء مالية دول منطقة اليورو إن اليونان تواجه مستقبلاً صعباً بغض النظر عن نتيجة استفتاء الغد على حزمة الإنقاذ، مضيفا أنه لا مفر من اتخاذ إجراءات مالية صعبة. وأضاف ديسلبلوم وهو أيضاً وزير المالية الهولندي بعد اجتماع لمجلس وزراء هولندا أمس أي سياسي يقول إن الإجراءات المالية الصعبة لن تكون ضرورية في حالة التصويت بلا فهو يخدع شعبه ونفى ديسلبلوم ما قاله وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس إن اليونان قريبة من التوصل لاتفاق مع دائنيها واصفاً كلامه بأنه عار تماماً عن الصحة. من جانب آخر قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن التصويت بالرفض في استفتاء اليونان المقرر يوم غد سيضعف موقف أثينا كثيراً في مفاوضات الديون لكنه أحجم عن ذكر ما إن كان الدائنون سيعيدون إجراء المفاوضات في تلك الحالة. وأضاف يونكر في مؤتمر صحفي بمناسبة بدء تولي لوكسمبورغ الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر لقد انتهى البرنامج ولا مفاوضات حالياً، وإذا صوت اليونانيون بلا فإنهم بذلك يفعلون كل شيء إلا تعزيز موقف اليونان في المفاوضات. وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ خافيير بيتيل إنه على الاتحاد الأوروبي بناء جسور مع اليونان وبريطانيا التي تنوي إجراء استفتاء على عضويتها في الاتحاد. وزير الخارجية الروسي: اليونان لم تطلب منا مساعدات مالية نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله أمس إن اليونان لم تطلب مساعدات مالية من روسيا. ومن المقرر أن تجري اليونان استفتاء على حزمة الإنقاذ يوم الأحد قد يحدد مصيرها في منطقة اليورو بعدما تخلفت عن سداد ديون لصندوق النقد الدولي. من جانبه، اعتبر وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله ان أي مفاوضات جديدة حول الديون مع اثينا ستستغرق وقتا طويلاً للتوصل إلى نتائج، حتى لو صوت اليونانيون بنعم في استفتاء نهاية الأسبوع. وأضاف ان مثل هذه المحادثات ستجري على أسس جديدة تماماً وفي ظل ظروف اقتصادية أكثر صعوبة. وتشير تصريحاته إلى أن اليونان ستواجه صعوبات في التفاوض مجدداً بسرعة بعد استفتاء الأحد على شروط خطة إنقاذ الاتحاد ألأوروبي وصندوق النقد الدولي. واوضح شويبله انه يتعين على أثينا أولاً تقديم طلب رسمي لإعادة بدء المفاوضات بشأن برنامج جديد للمساعدات. وتابع إذا كان هناك طلب يوناني، سيجتمع وزراء المالية للنظر فيه، وإذا تمت تلبية شروط معينة، فإن مجموعة اليورو ستوافق على مفاوضات جديدة. وقبل ذلك، فان البوندستاغ (الغرفة السفلى في مجلس النواب ألألماني) سيجري تصويتا. وقال في هذا السياق نتحدث عن برنامج مع مبدأ واضح: الدعم في مقابل تحرك حقيقي. وتحتاج اليونان للاصلاحات لكنني اعلم مسبقا بانها ستكون محادثات صعبة، فقد تدهورت الأوضاع بشكل كبير في اليونان خلال الأسابيع الأخيرة.
مشاركة :