تظاهر عشرات من سكان مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، الثلاثاء، مطلقين هتافات مناوئة للنظام في محافظة بقيت بمنأى نسبياً عن النزاع الدائر في البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشبكة أنباء محلية. وتشهد المدينة منذ الأحد تظاهرات مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية تزامنت مع انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية بين يومي السبت والاثنين من 2300 ليرة ليتخطى عتبة ثلاثة آلاف، ما أدى إلى ارتفاع قياسي في أسعار السلع والمواد الغذائية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بدأت التظاهرات بشعارات مطالبة بتحسين الوضع المعيشي قبل أن تتحول إلى احتجاجات سياسية". وتظاهر عشرات لليوم الثالث على التوالي أمام مبنى المحافظة قبل أن يجوبوا شوارع المدينة.هتافات بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين والحكومة السورية موجودة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش في محيط المحافظة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكة السويداء 24 المحلية للأنباء الثلاثاء عشرات المتظاهرين يجوبون شوارع المدينة ويهتفون مطالبين بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين. ورددوا شعارات عدة بينها "الشعب يريد إسقاط النظام". وبثت الشبكة ذاتها الأحد مقطعاً مصوراً أظهر عشرات الشبان يهتفون "ثورة، حرية، عدالة اجتماعية"، و"سوريا بدها حرية"، في تذكير بشعارات رفعها السوريون خلال احتجاجات العام 2011 والتي انطلقت من محافظة درعا المجاورة قبل أن تتحول نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص.تذكر باحتجاجات 2011 وطوال سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا، الذين يشكلون ثلاثة في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم. وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة إلى هجوم واسع لتنظيم داعش عام 2018 تسبّب بمقتل أكثر من 280 شخصاً.
مشاركة :