غرِّدعندما يكتب الشعراء الكبار مثل”محمد مسعود العبدلي” الشعر، يجعلون الناس أبياتا في شعرهم، ثم يوثقونهم بقوافيهم ..وأنا حاولت أن أفكّ وثاقي بهذه الأبيات، فزادت استحكامًا، وكذلك يفعلون :ما أجمل الحرف من عز ومن شمموأروع الأمس من سهل ومن قمم ..هذا ابن مسعودَ قد وافى على قَدَرٍيعيد هندسة الأيام بالقلم ..كالبحتريِّ إذا ما رُمت نغمتَه ..أو كالمعرّي يُذيبُ الشعر في الحِكَميا أيها الرجل المُرخي ذؤابته ..جعلت وجه الهوى يبدو بلون دمِها أنت تَظهر كالطائيّ ملتحفًا ..عباءةَ الشعر والتاريخ والكرمِ ..ها أنت يا لغة الراعي وجبّته ..وعبقريّته في السعد والسأم ..ها أنت تعزف أيامًا ومعتركًا ..وشوقَ أرواحنا للدوح والأجمِكم (حيفة) ضحكت من شعركم طرباوكم (حبيل) بكى من شدّة الألم ..الشعر يُنتج روحًا كلها أملٌ ..والشعر ينفخ تلك الروح في الأممِيا بقعة من شذى التفاح عابقة ..هذا ابن مسعودَ صب العطر في الكلِمهذا ابن مسعودَ .. في أنغامه وجع ..وفي تباريحه شيء من القِدم ..تحسّ بالأمس، أصوات الخراف ضحىأشعة الشمس، لون العشب في الأكمدفء الحياة التي كانت تعلمنا ..أن السعادة لا تنزاح بالهرم ..أن الجمال إذا ما كنت مبتهجًافي مجلس كل من فيه ذوو رحمفي شعر هذا الذي يبكي فتوّتهنهر من الحب أو جسر من النغمفي شِعْره امرأة حنّت أناملها ..في ليلة العيد والجاوي على الضّرَمفي شعره طعم يوم العيد، بهجتهوسمنه ولذيذ الشهد و(الكعم) ..في شعره صبية يلهون في فرح ..ويقذفون عذوق الموز بالرّجَمفي شِعره (ريعةٌ) طالت غدائرُهافصبّتِ الطيْب فيما اسودّ من لِممِفي شعره (جابر) تعتاده علل ..فيحمد الله -في صدق- على النعمِفي شعره الناي والراعي ونغمتهوحقله عندما يكتظ بالغنم ..في شعره صخبُ الماضي وضجّتُهوألفُ أنشودة صيغت بألف فم ..كم كنت أحتاج أن يجتثَني نغمٌأنا الذي عشت كل العمر في صممكم كنت أحتاج روحًا أستعيد بهامعنى الجمال الذي قد صار كالصنم؟معنى الجمال الذي ما زلت ألمحهفي البن والهيل بل في التمر (والفصم)في أُنس بيتي وفي أهلي ومكتبتيوذكريات تعيد الأمس كالحلمفي وجه أمي التي ترفو عباءتهاكأنها الكعبة السوداء في الحرم ..في مصحف لم أزل أتلو هدايتهفتستفيق هداياتي من العدم ..https://www.faifaonline.net/portal/2020/06/05/556295.html
مشاركة :