أعاد تقرير تلفزيوني، أنتجته إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، وجرى بثه ليلة أمس الأول على العديد من المحطات الفضائية، النوم إلى عيون المصريين، بعد يومين غابت فيهما الابتسامة عن الوجوه، وارتفعت فيهما الأيادي إلى السماء بالدعاء لمصر، وأن يحمي الله عيونها الساهرة على الحدود الشرقية، من طعنات الغدر وأنياب ذئاب الإرهاب المتعطشة للدم. استعاد المزاج العام للمصريين توازنه، وعادت الدموع تتلألأ في العيون، لكنها دموع الفخر هذه المرة، بعدما تابع الملايين على شاشات الفضائيات، كيف تصدى وحوش الجيش للذئاب الجائعة، وكيف كبدوهم خسائر ربما تكون الأكبر، منذ بدأت عمليات تطهير سيناء من الميليشيات المسلحة قبل نحو عام. مجندون صغار السن، يتصدون بأسلحتهم الخفيفة، لهجوم كاسح يضم عشرات من فرق الموت التابعة لتنظيم ما يسمى بولاية سيناء، وبطولات جسورة لأفراد مصابين في كمائن لا تزيد قوتها على سبعة عشر فرداً، بلغت حد إسقاط عشرات القتلى من المهاجمين، والاستيلاء على ما بحوزتهم من أسلحة ثقيلة وذخيرة. على سريره في مستشفى المعادي العسكري يصف أحد الضباط المصابين في أرض المعركة التي جرت، جنوده بأنهم كانوا وحوشاً، إذ لم يهتز لأحد منهم جفن، وهم يواجهون هذا الهجوم الكثيف على نقطة الارتكاز الأمنية التي يخدمون بها، بالقرب من مدينة الشيخ زويد، ويروي الضابط المصاب كيف تصدى المجند عبد الرحمن للهجوم وهو مصاب بطلقة في جانبه، مشيراً إلى أنه تمكن وحده من اصطياد اثني عشر عنصراً من العناصر التكفيرية المهاجمة، قبل أن يسقط شهيداً برصاصة في رأسه. يكشف التقرير الذي بثته إدارة الشؤون المعنوية، مدى الأكاذيب التي روجت لها محطات ووكالات أنباء عالمية عن عدد الشهداء الذين سقطوا من قوات الجيش، حيث لم تزد الخسائر عن نسبة لا تذكر مقارنة بحجم الهجوم الذي تعرض له أكثر من 12 نقطة ارتكاز للجيش في المنطقة الواقعة ما بين رفح والعريش، ويروي الجنود المصابون في تلك المواجهات، كيف كان زملاؤهم يصطادون الميليشيات المهاجمة لنقاط الارتكاز الأمني مثل الدجاج، وكيف أنهم كانوا يسقطون بالعشرات في المواجهة، مشيرين إلى أن الجثامين التي بقيت في أرض المعركة، لا تمثل إلّا نسبة ضئيلة من حجم الخسائر التي منيت بها تلك الميليشيات، التي كانت تحمل قتلاها وجرحاها من أرض المعركة في سيارات الدفع الرباعي وتنطلق إلى الصحراء، وهو ما رصده تقرير إدارة الشؤون المعنوية، عندما قدم نصاً لمكالمة تمت عبر جهاز لاسلكي جرت بين العناصر الإرهابية، يستنجد المتحدث فيها من شدة وضراوة مواجهة قوات الجيش، ويظهر التسجيل الذي التقطته القوات المسلحة، صوت أحد الإرهابيين وهو يقول: الحقونا الحقونا.. إحنا مصابين.
مشاركة :