في إطار اللقاءات التي يجريها اتحاد كتاب الإمارات - فرع أبوظبي، كان جمهور الشعر، أول أمس، على موعد مع أمسية افتراضية للشاعر كريم معتوق، ألقى خلالها باقة مختارة من قصائده، وأوضح في حديثه وجهات نظره في عديد من الموضوعات المتعلقة بالإبداع الشعري، حضرها محمد شعيب الحمادي رئيس الهيئة الإدارية في فرع الاتحاد بأبوظبي، ود. محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد أدباء وكتاب الإمارات، وأدارتها الإعلامية نجاة فارس التي قدمت لمحة موجزة من سيرة الشاعر وأهم أعماله. واستهل الشاعر الأمسية، التي تضمنت محطات متعددة من حياته وتجربته الإبداعية ورحلاته، بقصيدة يقول فيها: «دخلت بشبهة الكلمات أحفر خندق المعنى/ معي من وجهك القاموس من كل الورى أغنى/ أجدد سيرة الإبداع منك وأهدم المبنى». ثم ألقى مقطعاً من قصيدة «الحُزنَيْـن»: «حزن ماله آخر/ وحزن عمره كالعطر.. لا ذكر ولا ذاكر/ أنا من ذاك هل تدرين حزن العاشق الشاعر». وتابع الشاعر معتوق لوحات جميلة ومتنوعة من قصائده، مشيراً إلى الأماكن التي ولدت فيها القصيدة، ناقلاً المستمعين إليه «عن بُعد» بين بلدان ومدن شتى، حيث تولد القصيدة بومضة شعورية خاطفة مثل انبثاق الينابيع من قمم الجبال. كانت أمسية شعرية ممتعة، واللافت في أمسية الشاعر كريم معتوق، هو الوضوح المريح في سماع الشعر والانسجام الموسيقي مع إلقائه، وسعة قاموسه الشعري، مع اهتمامه بالصورة الفنية والجمالية لكل بيت في القصيدة التي يكتبها. واستمرت الأمسية بالتناوب بين الشعر والنثر، مشيراً إلى أن الرواية تحتاج إلى مخزون ثقافي وتتضمن حوادث من الواقع والتاريخ، موضحاً أن كتابه «سيرة ذاتية تشبهني» ليست يوميات، ولكنه تناول فيها رحلاته وحواراته مع شعراء وأدباء عرب. وتلقى الشاعر سؤالاً من طفلة، اسمها (سجى)، تحلم بأن تصبح شاعرة، فأكد لها أن القراءة هي الرافد الأساسي لإبداع الشعر. وحول أهمية الثقافة في الإمارات ودور الكتاب والشعراء في إثراء الحياة الفكرية والثقافية، أكد على ضرورة الاهتمام بالشباب والتواصل مع البلدان العربية والعالم، متمنياً أن تقوم المؤسسات الثقافية بهذا الدور من خلال «تصدير» الإبداع الإماراتي في الأدب والموسيقا والتشكيل.
مشاركة :