يتصاعد القلق في الجزائر يوما بعد آخر، حيال ما يحدث في الجارة ليبيا، التي تؤرق همومها المتراكمة، الكثير من دول العالم، خاصة بعد التطورات الميدانية الأخيرة، واستمرار القتال، ما يرهن جهود التسوية السياسية، ويفتح الباب على مصراعيه لأسوأ السيناريوهات التي تعمق جروح الليبيين، وشعوب المنطقة برمتها. مباحثات دبلوماسية حثيثة، لاحتواء الوضع في ليبيا، تقول بشأنها، د. في العلاقات الدولية، نبيلة بن يحيي، لـ"الرياض"، أنها تعكس عقلانية الطرح الجزائري، وثبات الموقف الداعم للحل السياسي والسلمي، ولذا نجد أن كل الأطراف تستأنس بنضج وخبرة الدبلوماسية الجزائرية في حل النزاعات بين الدول، والتاريخ شاهد على تحرير الرهائن الأميركيين، ودور الجزائر في العديد من النزاعات في إفريقيا، ومازال دورها متواصلا، رغم الأزمة السياسية والاقتصادية والصحية العالمية، خاصة على المستوى الإقليمي في الإدارة المتبصرة للملف الليبي. وتؤكد ابن يحي، أنه لا بد من تفعيل آلة الدبلوماسية وتنسيق الجهود مع الدول المؤثرة في الملف الليبي، للضغط على أطراف الصراع للعودة إلى طاولة الحوار، وتسوية الأزمة سلمياً. وحذر عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائري، إلياس سعدي في حديث لـ"الرياض"، من تداعيات استمرار الاقتتال في ليبيا، ومخاطره على المنطقة برمتها، خاصة الجزائر. ومكمن الخطر، حسب سعدي، في عشرات الإرهابيين، الذين أرسلتهم تركيا تم استقدامهم من سورية، ما يمكن أن يشكل تهديدا حقيقيا، لأمن الجزائر، لا سيما، وأن بعض الدول تريد من ليبيا قاعدة خلفية للتمدد في إفريقيا، واستهداف الجزائر. ويضيف البرلماني الجزائري، الجزائر ستضطر مع تأزم الأوضاع الأمنية على حدودها إلى مضاعفة وحداتها القتالية، لحماية الحدود، هذا إذ لم تجد نفسها مضطرة لحفظ السلام بعد دسترة مقترح إرسال وحدات قتالية جزائرية خارج الحدود، لافتا إلى أن الضريبة الاجتماعية ستكون باهظة مع نزوح الليبيين نحو أراضيها، هربا من ويلات الحرب، ورغم تضاءل فرص السلام في المنطقة، وفرض الحل الأمني منطقه في المشهد الليبي، تسابق الجزائر الزمن، بالتنسيق مع حلفائها الاستراتيجيين، لتفكيك ألغام الحرب في ليبيا، بالاستثمار في عامل الترابط الجغرافي، والرباط التاريخي، والأخوي بين الشعب الجزائري والشعب الليبي.
مشاركة :