لوسيل أرنيتون، الطبيب الشاب، عاش منذ منتصف فبراير الماضي وحتى أول يونيو الجاري تجارب علمته دروساً لم يتعلمها خلال حياته قبل أزمة «كورونا». تجارب لم تكن تخطر في خياله. من الانعزال عن أسرته طوال شهور، إلى تجربة مشاهدة المرضى يئنون ويموتون جراء الفيروس، والأكثر ألماً بالنسبة له هو إصابة نجله الوحيد، لويس، بالفيروس، وحجزه في نفس المستشفى حيث يعمل. يقول لوسيل (38 عاماً)، الطبيب المناوب في مستشفى كوشان بباريس لـ«البيان»، مع بداية انتشار جائحة كورونا في فرنسا، تم عزلنا داخل المستشفيات ومُنعنا من الاختلاط بعائلاتنا. كانت الحالات تتزايد، وكنا نشعر بالخوف، إذ إن الفيروس جديد، ولا نعرف «بروتوكولاً علاجياً» محدداً له. مرّت الأيام الأولى طويلة، وخاصة أننا كنا نقيم بشكل كامل في المستشفى، نتواصل مع عائلتنا بالهاتف والفيديو.. كان يُسمح لنا مرة أو مرتين في الأسبوع أن نذهب إلى المنزل لإحضار مستلزمات وأغراض، وكان علينا التعامل بحذر مع الأسرة لعدم نقل العدوى إليهم. أيام ثقيلة ويضيف: مر الشهر الأول ثقيلاً، كنا نصارع المرض ولا نعلم ماذا يخبئ لنا الغد، ومع حلول منتصف مارس، فوجئت باتصال من زوجتي تخبرني أن ابني، لويس، (7 سنوات) يعاني الحمى، شعرت بالفزع، وهرعت إلى المنزل وحملته إلى المستشفى، أجريت له ولوالدته مسحات كورونا، فجاءت نتيجته إيجابية ووالدته سلبية، عادت زوجتي إلى المنزل، وبقي لويس معي في المستشفى. وهنا بدأت قصة جديدة، يقول لوسيل: كنت أمر على المرضى قبل مجيء لويس كطبيب، أرعاهم بما يمليه عليّ ضميري وأخلاقيات المهنة، ولكن بعد أن احتل ابني الوحيد سريراً في المستشفى أصبحت أرى الجميع أبنائي، اختلفت منذ تلك اللحظة دقات صوت جهاز قياس نبضات القلب وضغط الدم في أذني، أمضيت الأيام الـ18 التي بقي فيها نجلي في المستشفى أمامي أتحدى ذلك الفيروس اللعين في جسد كل من رأيتهم. شفي ابني بعد أن عشت تجربة صعبة رأيت فيها الموت يرفرف حوله، وأنا الطبيب المكلف بإنقاذه. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :