توافد المشيعون إلى هيوستن بولاية تكساس يوم الاثنين لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان جورج فلويد، الرجل الأمريكي من أصل أفريقي الذي توفي أثناء احتجازه لدى الشرطة. وسجي جثمان الرجل في كنيسة نافورة الحمد في هيوستن، حيث نشأ فلويد البالغ من العمر 46 عاما. وستقام جنازة خاصة في نفس المكان اليوم (الثلاثاء). وبدأت مراسم إلقاء النظرة الأخيرة عند الظهر واستمرت حتى الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لمركز فورت بيند لخدمات دفن الموتى، منظم مراسم عرض الجثمان والجنازة. وقبل ساعات من بدء مراسم عرض الجثمان، انتظر أشخاص جاءوا من هيوستن ومن جميع أنحاء البلاد خارج الكنيسة لتأبين فلويد. كما انتشرت قوات الشرطة في المكان. واصطف المشيعون في طابور طويل خارج الكنيسة تحت حرارة الشمس الشديدة. وحضرت دوريثا ووكر، وهي امرأة أمريكية من أصل أفريقي، نيابة عن عائلتها. وقالت لوكالة ((شينخوا)) "إذا لم تدافع عن شيء ما، فستقع فريسة لأي شيء. جورج فلويد لم يكن يستحق الموت بتلك الطريقة التي مات بها. علينا أن نقف ضد وحشية الشرطة. علينا أن نقف ضد العنصرية. وأنا هنا اليوم غير مبالية بدرجة الحرارة لأن كل هذه الأشياء ينبغي أن تتوقف". وقالت ووكر إن ابنتها وابنة أختها شاركتا في الاحتجاجات في هيوستن خلال الأيام القليلة الماضية. وقد حضرت إلى هنا لتمثيلهما، مؤكدة على ضرورة استبدال عدم المساواة والظلم بالمساواة والعدالة في البلاد. وقالت "إذا كنت لدي رغبة في الانتقال إلى مدينة أو ولاية أخرى، فينبغي أن أتمكن من الحياة في سلام وانسجام، ولا يجب أن أقلق بسبب لون بشرتي". وقام أمريكي من أصل أفريقي عرف نفسه باسم كيلفن بإحضار عائلته بأكملها لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان فلويد، بما في ذلك ثلاثة أطفال. وقال لوكالة ((شينخوا)) "نحن هنا لإظهار الدعم لعائلة فلويد. أنا عن نفسي أمريكي من أصل أفريقي لذا أفهم مدى أهمية هذه الخطوة الآن". وأضاف "الناس بحاجة للمساءلة عن أفعالهم"، مضيفا أن ضباط الشرطة السابقين المتورطين في وفاة فلويد "يجب إدانتهم لإثبات أنهم ليسوا فوق القانون". وجاء أناس من أصول عرقية مختلفة إلى الكنيسة لتكريم فلويد. وقال نيك بيشلار، وهو رجل أبيض، إن حضور المراسم هو أقل شئ يمكن أن يفعله لإظهار "الدعم لأي شخص يتم قمعه في هذه اللحظة". وفي حديثه عن عدم المساواة العرقية، قال "إنها ليست من العدالة ويجب أن يحدث التغيير. وللقيام بذلك، نحتاج إلى البدء محليا ثم نتجه أعلى إلى الحكومة لتحقيق التغيير من هناك". وتوقع المنظم حضور أعداد كبيرة من الزائرين، مؤكدا في الوقت نفسه صعوبة ضمان الوفاء بشروط التباعد الاجتماعي في وقت لا تزال فيه حالات كوفيد-19 تنمو في هيوستن. ونظرا لشروط التباعد الاجتماعي، يُسمح فقط بوجود 15 ضيفا داخل الكنيسة في المرة الواحدة. ويتعين على الزوار المرور عبر كاشف المعادن وفحص درجة الحرارة قبل دخول الكنيسة فيما يعد ارتداء الأقنعة أمرا إلزاميا أيضا. وقال المنظم لوسائل الإعلام المحلية إن عائلة فلويد اتصلت بهم بعد يوم من وفاته لتنظيم الخدمات. وقال بوبي سويرنغتون، مالك مركز فورت بيند لخدمات دفن الموتى، لمحطة تلفزيونية محلية، إن العائلة طلبت طلبا واحدا فقط-- أن تكون الجنازة تجربة رائعة. وفي الأسبوع الماضي، أقيمت مراسم تأبين لفلويد في مينيابوليس، المدينة التي توفي فيها فلويد بعد أن جثا على رقبته ضابط أبيض لمدة تسع دقائق تقريبا، ومدينة ريفورد في ولاية كارولاينا الشمالية مكان مولده، حيث وضع المئات من الأشخاص أكاليل الزهور تكريما لفلويد. وقالت إدارة شرطة هيوستن إن جثمان فلويد وصل إلى هيوستن مساء السبت. وانتقل فلويد من نورث كارولاينا إلى ثيرد وارد في هيوستن عندما كان طفلا، حيث نشأ وقضى معظم حياته في رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة. وأثارت وفاة فلويد احتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي مدينة دالاس بولاية تكساس، صنع الفنان جيمي هولمز لافتات إبداعية، تخلد بعض الكلمات الأخيرة التي رددها فلويد قبل وفاته. وذكرت صحيفة ((دالاس مورنينغ نيوز)) أن هولمز انتهى في غضون يومين فقط من تلك اللافتات المبتكرة التي حلقت فوق عدد من المدن الأمريكية. وخلدت اللافتات صرخات فلويد مثل "رقبتي تؤلمني" في دالاس، "معدتي تؤلمني" في ميامي،"من فضلك لا أستطيع التنفس" في ديترويت، "كل شيء يؤلم" في لوس أنجلوس و"سوف يقتلوني" في نيويورك على التوالي.
مشاركة :