هل تغيَّرت قواعد اللعبة؟

  • 7/4/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

من سنن الكون التغيير، الذي يأتي دائماً بالجديد، والحديث، الذي يواكب العصر، والمتطلبات الحياتية، وهذا يعني أن ما كان في السابق مألوفاً، ومسموحاً، قد يكون ممنوعاً، والعكس صحيح، وهذا يعتمد كلياً على الظروف المحيطة ببيئة التغيير. للشأن السياسي والاقتصادي، وكذلك الاجتماعي والأمني، قواعد يتم السير عليها وفق سياسات الدول، ولو أخذنا في بلادنا نموذجاً لقواعد التغيير لوجدنا بوناً شاسعاً في السير نحو التجديد والتطوير. إن أتعس ما دمر حياتنا الاجتماعية والأمنية، هو اعتلاء الغلاة من المشايخ الذين يسهِّلون مهمة القتل والتكفير والتفجير لسنوات طويلة المنابر، وظاهرة «الكاست»، والمخيمات المشبوهة، والاجتماعات السرية، والتبرعات النقدية، التي تحوَّلت إلى متفجرات، فتكت بشبابنا تحت وطأة الجهاد، وإعادة الخلافة. لقد مرَّ زمن طويل ومازالت تُمارس فيه تلك الممارسات، واكتشفت الدولة أن هذه البذرة أنتجت القاعدة، و»داعش»، وجيلاً لا يفكر إلا بحزام ناسف، أو «جز رأس»، ليس لقتل الكفار فحسب، بل والمسلمين أيضاً، وأين؟ في المساجد! لقد مارس ذلك الجيل منذ الصحوة أبشع أنواع الجرائم الاجتماعية، والتزمت الإرهابي في دولتنا، وعدنا للوراء سنوات، وأصبحنا مبغوضين من الآخر لشدة التطرف الذي كان يفتك بنا. لكن قواعد اللعبة تغيَّرت تماماً، وعرف الغلاة أيضاً أن دورهم في تمرير مصالحهم قد انتهى، ونحن مازلنا نعاني من تبعات تلك الحقبة، التي قُضي عليها بإراده سياسية، وحكمة إدارية من الدولة بعد أن تم كشف مخططاتهم التدميرية، التي تهدف إلى تحقيق «دولة الوهم». لقد عرفوا أن القواعد قد تغيَّرت، وبالتالي يبحثون عن منافذ أخرى، ويمارسون «النكوص الفقهي»، ولكن هيهات أن يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين في ظل دولة حكيمة متيقظة، تقف مع المواطن لأجل الوطن.

مشاركة :