الخرطوم / الأناضول نظم مئات السودانيين مسيرة احتجاجية وسط العاصمة الخرطوم، الأربعاء، مطالبين بعدم دخول البعثة السياسية الأممية إلى البلاد. ووفق مراسل الأناضول، تجمع المحتجون وسط العاصمة عند تقاطع شارعي "السيد عبد الرحمن" و"ألمك نمر". وحمل المحتجون الأعلام الوطنية ولافتات عليها عبارات من قبيل: "لا للاستعمار الأجنبي للسودان" و"حكومة العملاء تسقط بس". كما رددوا هتافات بينها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"تسقط بس". وسار المحتجون نحو كيلومتر حتى وصلوا تخوم مقر القيادة العامة للجيش، التي أغلقت طرقها بالعربات العسكرية والحواجر الأسمنتية. ورددوا هتاف: "شعب واحد.. جيش واحد". وقال محمد فضل، أحد المشاركين، للأناضول: "هذه المسيرة ترفض التدخل الأممي في السودان، ممثلا في البعثة السياسية التي طلبتها الحكومة الانتقالية". وتابع: "الحكومة الانتقالية تجاوزت تفويضها وتقوم بأداء مهام الحكومة المنتخبة". وأشار إلى أن مطالب المتظاهرين شملت، أيضا، تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين، والمطالبة بوحدة القوات النظامية. ومنذ أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019 إثر انتفاضة شعبية، دخل السودان في عملية انتقال سياسي. ومنذ أغسطس/ آب 2019 يحكم البلاد مجلس سيادي مختلط من مدنيين وعسكريين، وحكومة من المدنيين لفترة انتقالية مدتها 3 سنوات. والأربعاء الماضي، وافق مجلس الأمن على قرارين نصّ أحدهما على تشكيل بعثة سياسية في السودان مهمتها دعم المرحلة الانتقالية، فيما نصّ الثاني على تمديد مهمة قوة حفظ السلام في دارفور "يوناميد" من 31 أكتوبر/ تشرين الأول حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين. ورحب مجلس الأمن والدفاع السوداني بالخطوة، لافتا في بيان إلى أنها "تأتي استجابة لطلب حكومة السودان من الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 27 فبراير/ شباط" الماضي ببعثة سياسية لا تتضمن أي عسكريين وفق البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة. وبينما اعتبر البيان أن "هذه القرارات ستسهم في دعم واستقرار الفترة الانتقالية"، يراها معارضون "استمرارا للوصاية الأجنبية" على البلاد. وتنتشر "يوناميد" في دارفور منذ مطلع 2008، وهي ثاني أكبر بعثة حفظ سلام أممية؛ إذ تجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من قوات أمن وموظفين، قبل أن يتبنى مجلس الأمن، في 30 يونيو/ حزيران 2017، خطة تدريجية لتقليص عددها. وشهد الإقليم، منذ 2003، نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة. وتقترب الحكومة السودانية من التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الحركات المسلحة في دارفور، عبر مفاوضات تتوسط فيها دولة جنوب السودان. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :