توقع اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) اليوم أن تتكبد شركات الطيران خسائر صافية تفوق قيمتها 84 مليار دولار خلال سنتها المالية 2020 وأكثر من 15 مليار أيضا في العام 2021، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وفقا لـ"الفرنسية". وأوضحت المنظمة التي تضم 290 شركة طيران تضررت كثيرا جراء إغلاق الحدود الذي فرض في كافة أنحاء العالم للحد من تفشي وباء كوفيد-19، في مؤتمر صحافي أن "بعد خسائر صافية بقيمة 84 مليار دولار هذا العام، نتوقع خسائر إضافية بقيمة 15 مليار دولار عام 2021". يأتي ذلك، في وقت كشفت فيه فرنسا، النقاب عما وصفته بحزمة دعم بقيمة 15 مليار يورو (16.9 مليار دولار) لصناعة الطيران، مبينة أن عددا كبيرا من الوظائف على المحك وسط تراجع للطلب على السفر الجوي بسبب أزمة كورونا. وبحسب "رويترز"، تشمل الخطة صندوق استثمار يبدأ بمبلغ 500 مليون يورو ويهدف للوصول إلى مليار يورو لدعم تطوير موردين متوسطي الحجم و300 مليون يورو كمساعدات أخرى للمساهمة في تحديث مصانع لمقاولين فرعيين في القطاع. كما ستستثمر فرنسا 1.5 مليار يورو على مدار ثلاث أعوام لدعم الأبحاث في تكنولوجيا طيران جديدة صديقة للبيئة وسيتم إتاحة مبلغ 300 مليون يورو للعام الجاري. والخطة التي قدمها أعضاء بالحكومة من بينهم وزير الاقتصاد برونو لو مير تعزز بعض الإجراءات المتاحة بالفعل مثل برامج دعم العاملين الحاصلين على إجازات وضمانات ائتمان للصادرات. وذكرت الحكومة في بيان "إجمالا، ستقدم الخطة مساعدات واستثمارات وقروض وضمانات تتجاوز 15 مليار يورو". ويشمل الإجمالي سبعة مليارات يورو أعلن عنها من قبل للخطوط الجوية الفرنسية. وقال وزير الاقتصاد الفرنسي "نعلن حال الطوارىء لإنقاذ صناعتنا للطيران لتصبح أكثر قدرة على التنافس وأقل تسببا للتلوث من خلال تطوير الطائرة التي تحافظ على البيئة مستقبلا"، بحسب "الفرنسية". وذكر أنه سيتم تخصيص 1.5 مليار يورو من الأموال العامة خلال السنوات الثلاث المقبلة للأبحاث والتطوير "لإنتاج في 2035 طائرة لا تبعث الكربون". وفي حين يعاد النظر في حوالى ثلث الوظائف الـ35 ألف المخصصة للأبحاث والتطوير في مجال صناعة الطيران بسبب المشاكل التي يواجهها القطاع، الهدف هو التحضير للنماذج الجديدة من الطائرات التجارية والمروحيات وطائرات الأعمال المجهزة بأساليب دفع جديدة تبعث مستويات أقل من ثاني أكسيد الكربون. واتفقت الدولة مع الصناعيين على إنشاء صندوق استثمار بقيمة 500 مليون يورو اعتبارا من هذا الصيف ليصل إلى مليار يورو لدعم المؤسسات التي تواجه صعوبات بحسب الوزير. ويشكل قطاع الطيران 300 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في فرنسا. وأضاف لومير "لو لم نتدخل على الفور لفُقد ثلث وظائف القطاع" داعيا الصناعيين إلى القيام بكل ما في وسعهم "لتجنب التسريح التعسفي". استفادت الخطوط الجوية الفرنسية وحدها من سبعة مليارات يورو من المساعدات الحكومية على شكل قروض مباشرة أو قروض مصرفية بضمانة السلطات العامة، ويندرج المبلغ ضمن الخطة البالغة 15 مليار يورو. وسيسمح لها ذلك على وجه الخصوص بشراء 60 طائرة إيرباص من طراز A350 و38 طائرة من طراز A350 ذات الجسم العريض، كما كانت تنوي. وعلى صعيد قطاع الطيران العالمي، أفادت خمسة مصادر في طيران الإمارات، إحدى أكبر شركات الطيران التي تسير رحلات طويلة المدى في العالم، بأن الشركة تخطط لخفض آلاف الوظائف، حيث بدأت أمس تسريح طيارين وأفراد من أطقم الضيافة من أجل التعامل مع أزمة سيولة ناجمة عن جائحة فيروس كورونا العالمية. إلى ذلك، ستقود هونج كونج إنقاذا بقيمة خمسة مليارات دولار لشركة طيران كاثاي باسيفيك التي تتضرر، شأنها شأن شركات الطيران الأخرى، من ركود عالمي في حركة السفر بسبب جائحة فيروس كورونا. يأتي التدخل الحكومي لإعادة الرسملة بعد الضربة المزدوجة من الاضطرابات السياسية في هونج كونج وتفشي فيروس كورونا، وهو ما قالت كاثاي إنه يكبدها خسائر في السيولة بنحو ثلاثة مليارات دولار هونج كونج (387 مليون دولار) شهريا. أوقفت كاثاي تحليق أغلب طائراتها، إذ تسير فقط رحلات شحن ورحلات ركاب قليلة لوجهات مهمة من بينها بكين ولوس أنجليس وسيدني وطوكيو. وبموجب الخطة، سيجري إصدار سندات ممتازة بقيمة 19.5 مليار دولار هونج كونج لحكومة هونج كونج وحق شراء سندات بقيمة 1.95 مليار دولار هونج كونج، مما يعطيها حصة ستة بالمئة. وستقدم أيضا قرضا تجسيريا بقيمة 7.8 مليار دولار هونج كونج وسيكون لها حق تعيين مراقبين اثنين في اجتماعات مجلس الإدارة ليس لهاما حق التصويت. وتشمل الصفقة إصدار حقوق بقيمة 11.7 مليار دولار هونج كونج للمساهمين الحاليين في مقدمتهم سواير باسيفيك وإير تشاينا، وهم ما من المنتظر الإعلان عنه. وقالت كاثاي إن سواير التي تملك 45 في المائة وإير تشانيا التي تملك 30 في المائة. وستنخفض حيازات الشركات إلى 42 في المائة و38 في المائة و9.4 في المائة بسبب حصة الحكومة. وذكرت كاثاي أن انخفاضا في إيرادات نقل الركاب إلى 1 في المائة فقط من مستوياتها في العام السابق يعني أن الشركة تفقد سيولة بمعدل بين 2.5 وثلاثة مليارات دولار هونج كونج شهريا منذ شباط (فبراير).
مشاركة :