تضرب أمثال كثيرة عن تغير لون اللحية وشعر الرأس، وهناك من يتألم من تغير لون شعره إلى الرمادي، وآخر لا يعير هذا التغير أي أهمية، ولكن العلماء اكتشفوا أسباب تغير لون الشعر. كانت ظاهرة الشيب منذ القدم موضع اهتمام الفولكور والفنون، فمثلا الكاتب الروسي نيقولاي جوجول في روايته ڤيي (The Viy)، التي يشيب شعر بطلها بين ليلة وضحاها. أما الآن فقد أصبح لون الشعر الرمادي أحد اتجاهات الموضة، حتى أن النساء يرفضن صبغ شعرهن الرمادي، ما أدى إلى ارتفاع الطلب عليه إلى عشرة أضعاف في السنة الماضية في العالم، بحسب «روسيا اليوم». وليس سرا، أن الشيب مرتبط ليس فقط بالتقدم بالعمر، بل وبالتوتر والضغط النفسي أيضا. ولكن لم تكتشف العلاقة بين التوتر النفسي والشيب إلا قبل فترة قصيرة من قبل علماء جامعة هارفارد، وأن كل شيء مرتبط بتأثير «الحرباء» التي تغير لونها عند الخطر بزيادة صبغة معينة، ونفس هذا المبدأ موجود عند البشر. فمثلا في الأوضاع الاعتيادية تفرز الخلايا الجذعية عند العديد من الناس صبغة الميلامين، التي مع مرور الوقت تغير لون الشعر. ولكن عندما يحدث أمر ما غير متوقع يصاب هذا النظام بالخلل، ما يؤدي إلى ازدياد كمية اللون الرمادي التي تصل إلى الشعر. وهذا ما أثبتته التجارب على القوارض المخبرية. وبالطبع يضطر الإنسان إلى التفاعل مع توترات عاطفية ونفسية مفاجئة ومعقدة، ولكن يبقى مبدأ رد فعل الجسم دون تغير، وهناك العديد من الأمثلة عن تغير لون شعر الشباب خلال فترة زمنية وجيزة إلى اللون الرمادي أو الأبيض، خلال الحرب أو نتيجة كارثة. وبالطبع هناك من يتغير لون شعره وهو في عز الشباب دون تعرضه إلى أي حادث مفاجئ، بل نتيجة عوامل وراثية، التي تنتقل من جيل إلى جيل، وهذا للأسف لا يمكن منع هذه العملية أو إيقافها.
مشاركة :