بين الدموع والشعارات، ودّعت هيوستن، الثلاثاء، جورج فلويد في جنازة شهدت مشاركة واسعة ودعوات إلى إحقاق العدالة من أجل هذا الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاماً الذي أثار موته بيد شرطي أبيض احتجاجات واسعة ومطالب بوضع حد للعنصرية في الولايات المتحدة.وشارك سياسيون وناشطون في المجتمع المدني ومشاهير في خطب وكلمات سياسية، تناولت أيضاً ذكريات عن «العملاق اللطيف» بعدما حمل ستة أشخاص وضعوا كمامات، نعشه الذهبي إلى مثواه الأخير، بينما وقف عناصر الشرطة في حالة تأهّب وألقوا التحية. وقال مشيعون، إنه رجل عادي حوّله القدر إلى رمز لحركة يمكنها أن تغير العالم.وألقى الناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية آل شاربتون خطاب تأبين هجومياً على وقع أنغام آلة الأورغن اتّهم فيه الرئيس دونالد ترامب بالتعامل بلا مبالاة مع القضية وإعطاء انطباع للشرطة بامتلاكهم الحصانة.وردد شاربتون «نحارب الشر في المناصب العليا»، متهما ترامب بـ«التخطيط لكيفية تحريف ما حصل بدلاً من تحقيق العدالة». وفي إشارة إلى حضور أهالي ضحايا سابقين لعنف الشرطة، بينهم إريك غارنر وبوتهام جين ومايكل براون، قال شاربتون إنهم «يدركون أكثر من أي شخص آخر ألم» عائلة فلويد. وتابع القس في كنيسة «فاونتن أوف بريز» في جنوب هيوستن: «ستتكرر هذه الحالات مرة تلو الأخرى إلى أن ندرك أن ثمن حياة السود يساوي ثمن حياة البيض».وأكد أن عائلة فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن في 28 أغسطس المقبل، لإحياء الذكرى السابعة والخمسين لخطاب «لديّ حلم» الذي ألقاه عام 1963 عند نصب لينكولن التذكاري زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي اغتيل عام 1968.وأثناء نقل الصلاة على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الرئيسية من كنيسة في هيوستن التي ترعرع فيها فلويد، حض أفراد العائلة ورجال الدين والسياسيون الشعب على تحويل الحزن والغضب على وفاته إلى لحظة حساب للأمة.وأجريت مراسم التشييع بعد أقل من 3 أسابيع من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو. وضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لنحو تسع دقائق بينما كان مكبلاً وأعزل على أرض شارع في مدينة مينيابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلباً للمساعدة، ويقول «لا أستطيع التنفس» قبل أن يختفي صوته. وباتت كلمات فلويد الأخيرة صرخة احتجاج في تظاهرات غاضبة على مستوى العالم.وقالت بروكلين ويليامز، ابنة أخت فلويد خلال مراسم التأبين: «يمكنني التنفس. ما دمت أتنفس، فسوف تتحقق العدالة... هذه ليست مجرد جريمة قتل بل جريمة كراهية». وتحدث شقيقه الأصغر تيرينس فلويد عن استيقاظه في منتصف الليل في الأيام الأخيرة، وهو يشعر بصدمة نفسية بعدما رأى شقيقه الأكبر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقال شقيقه الأكبر فيلونيس، وهو يبكي: «كان جورج رجلي الخارق بصفة شخصية».وحضر نحو 500 شخص، وضع جميعهم كمامات جرّاء فيروس كورونا المستجد، الجنازة بينهم الممثلان تشانينغ تاتوم وجيمي فوكس والمخرج تايلر بيري والمغني ني-يو وبطل الملاكمة فلويد مايويذر الذي ذكرت تقارير أنه تكفّل بجميع مصاريف الجنازة. وقدّم المرشّح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن الذي زار العائلة تعازيه لأبناء فلويد في تسجيل مصوّر داعياً إياهم إلى «تغيير العالم نحو الأفضل» باسم والدهم.وأفاد بايدن: «حان الوقت الإنصات والالتئام». واضاف: «حان الوقت لتحقيق العدالة العرقية (...) لأنه عندما تتحقق العدالة من أجل جورج فلويد سنكون حقا في طريقنا إلى تحقيق العدالة العرقية في أميركا».
مشاركة :