القمة العالمية للحكومات تناقش الآثار العالمية للوباء في القطاعات الاقتصادية

  • 6/10/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» أكدت مؤسسة القمة العالمية للحكومات أن الأزمات والتحديات العالمية الكبيرة، مثل جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، كشفت أهمية تعزيز الشراكات العالمية المفتوحة في توظيف التكنولوجيا الحديثة والابتكار لاستكشاف الفرص الجديدة والاستفادة منها في مواجهة الفيروس وآثاره.جاء ذلك، خلال جلستين حواريتين تفاعليتين نظمتهما القمة العالمية للحكومات عن بعد، في إطار سلسلة جلسات «الحكومات وكوفيد-19» التي تواصل تنظيمها حتى 26 يونيو الحالي، وتهدف إلى تعزيز دور الحكومات في مواجهة تحدي فيروس كورونا المستجد، واستشراف مستقبل العمل الحكومي ما بعد الجائحة، من خلال تحليل أبرز المستجدات المتعلقة بالفيروس وتأثيره في العمل الحكومي عالمياً.وتناقش سلسلة «الحكومات وكوفيد-19» الآثار العالمية للوباء في القطاعات الاقتصادية الحيوية ومستقبل الحكومات في مرحلة ما بعد الجائحة، وتستضيف 30 متحدثاً عالمياً من الخبراء وقادة العمل الحكومي، لتركز على الاتجاهات العالمية الجديدة التي يفرضها تسارع التقدم التكنولوجي والمتغيرات التي أفرزتها الجائحة بما يساعد الحكومات على تجاوز الأزمة وصناعة مستقبل أفضل. التحديات والفرص وشارك كيفن أوليري رجل الأعمال والمستثمر العالمي، وآلان بجاني الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم، وسارة هيوين كبير الاقتصاديين في أوروبا والأمريكتين لدى بنك ستاندرد تشارترد، وجهات نظرهم حول التحديات والفرص المرتبطة بالأزمة العالمية، خلال جلسة عن بعد، بعنوان «الركود أم النمو.. ما هي التوقعات للاقتصاد العالمي ما بعد كوفيد-19؟».وبحث المشاركون في الجلسة التي أدارتها هادلي غامبل المذيعة في قناة «سي إن بي سي العالمية» كيف يشكل هذا الوباء فرصة كبيرة، رغم كونه تحدياً وتهديداً، وشاركوا أفكارهم حول إمكانية الخروج من الوباء بمكاسب، مستشهدين بتجارب مختلفة لبعض الدول وأساليب تعاملها مع الجائحة.وسلط كيفين أوليري الضوء على تجربة سويسرا في تطبيق إجراءات صحيحة مستفيدة من نظام الكانتونات، وكيف أنها مع وصولها إلى تسجيل 38 حالة، أعادت إطلاق الاقتصاد بعد 68 يوماً، لتكون بذلك الدولة الأسرع في العودة للعمل والحياة الطبيعية، لتسبق كوريا الجنوبية التي كانت من الدول السباقة في العودة إلى الحياة الطبيعية. تغيير سلوك المستهلكين أما آلان بجاني فتطرق إلى أثر الجائحة في تغيير سلوك المستهلكين بالقول: «سيستمر الناس في الاستهلاك، لكن ستهمهم القيمة إلى حد كبير ولن يمتلكوا دخلاً كبيراً قابلاً للتصرف، سيختلف الدخل القابل للتصرف تماماً وسيؤثر في الأشهر 18-24 المقبلة، وهناك أيضاً خوف الناس بشأن المستقبل، لذلك نحتاج إلى غرس الثقة في الناس، فالثقة ستكون العامل الرئيسي، ويشمل ذلك الثقة في بعضنا بعضاً، والانتقال إلى اقتصاد دون تلامس، والثقة في نظام الرعاية الصحية، والثقة في الحكومة، والثقة بأن للناس مستقبلاً زاهراً».من جهتها، قالت هيوين: «لقد أحدثت الأزمة تأثيراً مباشراً في إيرادات ومستويات مديونية بعض الشركات، وسنرى بعض الاهتزازات في قطاعات معينة، مثل السفر، ومن منظور صنع السياسات، ما يزيد الحاجة إلى إبقاء أسعار الفائدة منخفضة قدر الإمكان لضمان وصول التمويل إلى الشركات»، مشيرة إلى أن الحكومات تعمل بالتعاون مع البنوك المركزية لضمان وجود تمويل منخفض التكلفة ومتاح بسهولة لنخرج من هذا الانكماش الاقتصادي، الذي نعتقد أنه سيأتي في النصف الثاني من العام، والشركات في وضع أفضل لزيادة زخم عودتها». الابتكار ومواجهة التحديات في سياق متصل، تحدث البروفيسور سوميترا دوتا أستاذ العلوم الإدارية في كلية «إس سي جونسون للأعمال» في جامعة كورنيل، عن دور الابتكار في بناء مستقبل مستدام وشامل، خلال جلسة افتراضية عبر الإنترنت بعنوان «دور الابتكار في مواجهة التحديات العالمية»، أدارها سعيد بن خرباش نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات.وقال دوتا: «يعد الابتكار مهماً جداً في هذه الفترة كموضوع، خصوصاً خلال ما سيواجهه العالم عندما نخرج من هذه الأزمة»، مؤكداً أهمية مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير بالاستفادة من تجارب العديد من الدول التي دفعتها أزمة 2008 إلى تعزيز استثماراتها في البحث والتطوير، ومنها الأرجنتين والصين وكوستاريكا ومصر وفرنسا والهند وكوريا والمكسيك وبولندا، حيث لوحظ نمو استثمارات البحث والتطوير في السنوات العشر الماضية بمعدل أسرع من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، ما أفرز نوعاً من الفصل بين الاقتصاد والاستثمار في البحث والتطوير.وأضاف دوتا أن هناك إمكانات كامنة للابتكار، وإذا استعدنا المرحلة التي مررنا بها قبل شهرين ونصف، حين قيل لنا يجب علينا التدريس عبر الإنترنت والعمل من المنزل، حصل الكثير من الفوضى، وظن كثيرون أن ذلك مستحيل ولا يمكن تحقيقه. وبعد شهرين ونصف، ستخبرك معظم المنظمات أن الإنتاجية لم تتأثر، بل سرعت الرقمنة عملية الابتكار بطرق عديدة، كل ذلك كان ممكناً قبل ستة أشهر فقط، لكننا لم ننفذه بسبب مقاومة كانت تمنع التغيير.وتابع: «مجرد الاستمرار لا يكفي للمؤسسات اليوم، ولا بد من السعي الجاهد للتقدم، هناك من رأوا الفرص في لحظات الأزمات، وهذه مسألة تتعلق بالعقلية، يجب أن تركز العقلية على الابتكار والنمو والنجاح، بينما يتطلب التوازن بالطبع اعتبارات قصيرة المدى إلى حد ما». نستطيع تجاوز الأزمات من جهته، قال كريستوفر شرودر رائد الأعمال والكاتب في «غلوبال فينشر»: «إن الابتكار يمثل عنصراً ضرورياً فإذا لم تبتكر سيسبقك منافسوك، وسيبحثون عن المجالات التي قد لا تهتم بها كثيراً، والواضح من التجارب أننا نستطيع تجاوز الأزمات عندما يتوفر لدينا بيئة من المبتكرين يبحثون عن منافذ الفرص ويأتون من جميع أنحاء العالم».وأضاف شرودر: «العامل المسرِّع الأول يتمثل في إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا، وإطلاق العنان للابتكار في كل أنحاء العالم، وقد مررنا فعلاً بتحول سلوكي قد يتطلب خمس أو عشر سنوات في حوالي شهرين فقط، وعلينا أن نتذكر أنه في الولايات المتحدة، أقل من 12% من كل حركة التجزئة كانت رقمية، فجأة، استخدم مئات ملايين الناس حول العالم من كل الفئات العمرية والمناطق مؤتمرات الفيديو والتجارة الإلكترونية وأدركوا نجاحها. لذا، يفتح هذا مجالاً مذهلاً للابتكار بناءً على العديد من الاتجاهات التي تنتشر بشكل عام».ولفت شرودر إلى أسئلة كبيرة علينا التفكير فيها، لأن العديد من الناس في العالم لا يستطيعون الوصول إلى التكنولوجيا حتى يومنا هذا، وقال: «مليارا شخص لا يشتركون في ما وصفناه من استخدام سكان العالم مؤتمرات الفيديو والتجارة الإلكترونية، تحدثنا كثيراً في أمريكا عن «الفجوة الرقمية» على مر السنين، لكنها أصبحت الآن ضرورة رقمية».

مشاركة :