ذهب رمضان دون أن نؤدي صلاة التراويح في المساجد، وذهب العيد وذهبت فرحته، وحرمنا من زيارة ومعايدة الأعزاء من الأقارب أو الأصدقاء وها هي العطلة الصيفية أنصفت دون أن نستمتع بها، وبسببكم سيذهب الحج أيضاً. وستذهب الصلوات والجمعة وزيارة المساجد والحرمين إلى أمد طويل. إنكم فعلاً لا تدركون حجم المأساة. من المؤسف أن نرى المستهترين يعمقون جراح الملتزمين والصادقين من الناس.. في أول اختبار (المتمثل بانتقال المسؤولية من الدولة إلى المواطن والمقيم).. نعلن الرسوب بسبب المستهترين والمتشدقين والمتشدقات وأصحاب مزاج القهوة في الكافيهات والمولات والمتنزهات.. أيها المستهتر مهلاً فالمجتمع مليء بكبار السن والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأمراض المزمنة كالسكري وغيره، ماذا ننتظر أن تقدمه الدولة لنا أكثر من تلك الخدمات التي ننعم بها؟ إنكم بتعريض أرواح الشعب للخطر، وربما تتسببون في وفاة الكثير فإنكم بذلك تهدمون الوطن واقتصاد الوطن لأنكم فعلاً لا تدركون حجم المأساة.. انعدام الضمير والإحساس بالمسؤولية، وبكل مواقع التواصل الاجتماعي نقرأ دون وعي (كلنا مسؤول) أي مسؤولية تلك التي أزهقت أرواح الأطباء والممرضين، وما ذنب هؤلاء الأطباء والممرضين يعرضون أرواحهم للخطر والموت بسبب عدم الوعي وعدم تقدير المسؤولية من المستهترين وكأن حياة البشر لا تعنيهم؟ لقد غادرت الحياة بعض أرواح الأطباء والممرضين وتركوا خلفهم أماً ثكلى وزوج أو زوجة مترملة، وطفل يشتاق لأحضانهم وصرنا نفقد أرواح الكثيرين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أبروا بالقسم ووقفوا يؤازرون زمرة لا تكترث للعواقب الجسيمة بعدم الالتزام بأنظمة الحظر والتباعد. أليست طاعة ولي الأمر واجبة.. ماذا قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- منذ بداية ظهور الجائحة وعبارته التي نفاخر بها بين الدول: الإنسان أولاً.. الإنسان أولاً.. ما الذي حل بنا ونحن نرى الحالات بازدياد والوضع مخيف؟ المواطن الصالح يقدم المبادرات الجميلة للوطن.. والمستهتر يقدم الكفن.. مهلاً أيها المستهترون.
مشاركة :