العنصرية التي تبيض ذهباً في أميركا!!

  • 6/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال "توماس سويل" الذي ولد في ولاية (نورث كارولينا) ببشرة سوداء: "إنه لم يقابل في طفولته الكثير من ذوي البشرة البيضاء، حتى أنه لم يكن يعرف أن لون الشعر الأشقر موجودًا في العالم"!. بالرغم من أن توماس ولد لأسرة ذات أصول أفريقية، وعاش منذ طفولته يتيماً، إلا أنه تمكن من الحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة هارفارد، وذلك في عام (1958)، حتى حصل على الدكتوراه من جامعة شيكاغو في عام (1968). تناولت سويل في كتاباته وأعماله السياسات الاجتماعيّة تجاه الأعراق، وفي هذا السياق يقول: "العنصرية لم تمت، لكنها مدعومة بالحياة؛ تُبقى على قيد الحياة بشكل رئيس من قبل الأشخاص الذين يستخدمونها كذريعة أو لإبقاء مجتمعات الأقليات خائفة أو مستاءة بما يكفي لتصبح كتلة تصويت في يوم الانتخابات"!. ‏نعم هذه حقيقة يدركها كل من لا يقبل أن يكون عبداً لجماعات الضغط واللوبيات السياسية؛ فالسود الأحرار من قيود جشع أصحاب المال والسياسة يعلمون علم اليقين أن التشريعات والأنظمة في أميركا أصبحت تتعاطى مع الإنسان ضمن إطار الكفاءة والقدرة، بغض النظر عن لونه وشكله؛ فالتعليم حق مكتسب للجميع، والوظيفة أيضاً حق مكتسب للجميع. الأسود واللاتيني والآسيوي ليس بينهم وبين النجاح وتقلد المناصب العليا في أميركا إلا كلاليب ظروفهم الخاصة، سواءً على الصعيد المالي أو الاجتماعي أو الثقافي... عندما تتمكن شريحة من الأقليات من الوصول إلى أعلى المناصب، ويقتحمون عالم المال والاقتصاد دون أن يواجهوا أي قيود تشريعية وقانونية تقيدهم فاعلم أن العنصرية هي مجرد قرار ذاتي واستسلام لواقع تمكن الكثير من تغييره! هذه الفئة يتم استغلالها لأغراض مالية وسياسية؛ وهي موجودة في كل زمان ومكان، وتلعب دور الضحية باتهام الآخر بالظلم والتسلط؛ لتحقيق مكاسب غير مستحقة. وعن هذه الفئة يقول سويل: "عندما يُعرض على الناس اختيار كراهية أنفسهم لإخفاقاتهم أو كراهية الآخرين لنجاحهم، نادرًا ما يختارون كراهية أنفسهم"! هذه الفئة تعد ثروةً للسياسيين، يتم استغلالها وتوظيفها لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية -كما ذكرنا- ولكن الأهم من هذا كله في الحالة الأميركية هي (الأغراض الانتخابية)؛ فالعنصرية في أميركا تعد أهم الأسلحة للفوز بالانتخابات عندما يفلس السياسي فكرياً، ويفشل في تقديم مشاريع اقتصادية وسياسية وإنمائية قادرة على النهوض بالفرد والمجتمع؛ وبالتالي تضمن بشكل عادل الوصول عبر صناديق الاقتراع لصناعة القرار داخل الفرع التشريعي المتمثل بمجلس الشيوخ والنواب، أو التنفيذي المتمثل في البيت الأبيض؛ وبالتالي تحقيق الرفاه لكل فئات المجتمع. الجانب الأخطر في هذه المعادلة، أن من يصل للسلطة على طروادة العنصرية وفئات المجتمع التي تعيش دور الضحية؛ يحرص على أن تبقى تلك الفئات على تلك الحالة من الحاجة والضعف ليتمكن هو من الاستمرار في السلطة!! وفي هذا السياق قال توماس سويل: ‏"أصوات السود تهم العديد من السياسيين أكثر من حياة السود؛ هذا هو السبب في أن هؤلاء السياسيين يحرصون على إبقاء الناخبين السود خائفين وغاضبين ومستائين؛ سيكون الانسجام بين عناصر المجتمع المختلفة كارثة سياسية لهؤلاء السياسيين". يعلم هؤلاء السياسيون المفلسون أن العنصرية في أميركا لا تعكس نبض مجتمع؛ لذلك يسخرون الأموال لتنظيمات متطرفة شاذة مثل: "كو كلوكس كلان"، و"أنتيفا"، و"بلايك لايفز ماتر"؛ لتأجيج الجماهير متى ما تهيأت الفرصة، مثل الحادث الأخير الذي أودى بحياة "جورج فلويد". فهل يعقل أن هذا الدمار الذي وقع على الممتلكات - بما في ذلك ممتلكات تخص السود- والقتل الذي وقع على الأبرياء -بما في ذلك أبرياء سود- هو من أجل مقتل فلويد؟! أم أن ثعابين السياسة سمموا المظاهرات السلمية وشوهوا الغرض منها لتحقيق مكاسب لا تمت للسود بصلة؟! وحول هذا يقول سويل:"إن التاريخ ليس إلا قصة عن كيف أهدر السياسيون دماء وكنوز الجنس البشري!". ويقول كذلك: "إلى هذه اللحظة مازالت العنصرية موجودة في مناطق عدة حول العالم، لكن لن تجد من يثير الضجيج لأجلها؛ لأنه لا يوجد مال ولا مكاسب سياسية تجني من شجبها!".

مشاركة :