أقيمت جنازة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد يوم الثلاثاء في مدينة هيوستن بجنوب الولايات المتحدة، حيث نشأ وقضى معظم حياته، وذلك بعد أسبوعين من وفاته المأساوية خلال اعتقاله من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس. وشارك المئات في وداع فلويد للمرة الأخيرة في كنيسة نافورة الحمد. كما تم إقامة صلوات تذكارية له في مينيابوليس ونورث كارولاينا. وابتداء من حوالي الساعة الرابعة بوم الثلاثاء بتوقيت غرينتش، صدح فريق خدمة الجنازة بأكثر من ساعة من الموسيقي والغناء والصلاة احتفالا بعودة فلويد إلى الدار الآخرة، قبل أن يتناوب أفراد الأسر والأصدقاء لمشاركة ذكرياتهم عن فلويد وحياته التي انتهت عند 46 عاما. وقدم نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تعازيه لعائلة فلويد عبر الفيديو. وفي حديثه إلى ابنة فلويد البالغة من العمر ست سنوات جيانا، قال بايدن، "أنت شجاعة للغاية ... لا يجب أن يطرح أي طفل أسئلة يطرحها الكثير من الأطفال السود لأجيال: لماذا؟ لماذا ذهب الأب؟" وتابع "لماذا يستيقظ الكثير من الأمريكيين السود في هذه الأمة وهم يعلمون أنهم قد يفقدون حياتهم في سياق عيش حياتهم فقط؟" وقال المرشح الديمقراطي المتوقع للانتخابات الرئاسية لعام 2020" عندما تتحقق العدالة لجورج فلويد، سنكون في طريقنا حقا إلى العدالة العرقية في أمريكا". وأعلن عمدة هيوستن سيلفستر تيرنر في الجنازة أنه سيوقع على أمر تنفيذي يحظر على شرطة المدينة استخدام أساليب تضييق الخناق والاختناق. وأضاف أن الضباط سيطالبون أيضا بتوجيه التحذير قبل إطلاق النار. وقال تيرنر "نحن نكرمه اليوم. لأنه عندما يأخذ أنفاسه الأخيرة، سيكون بوسعنا الآن التنفس". وألقى الناشط الحقوقي البارز آل شاربتون، وهو أسود أيضا، كلمة تأبينية في الجنازة، قائلا إن الأمريكيين الأفارقة "يحاربون مشكلة نظامية مؤسسية سُمح لها بالتغلغل منذ أن تم إحضارنا إلى هذه الشواطئ". وشدد على أن أرواح مثل فلويد لن تكون مهمة حتى "يدفع المرء ثمن إزهاق أرواحهم". وقال شاربتون، وهو مؤسس شبكة العمل الوطني، "حتى نعلم أن ثمن حياة السود تساوي ثمن حياة البيض، سنستمر في العودة إلى هذه المواقف مرارا. إما أن يعمل القانون أو لن يعمل". ومن المتوقع أن يوارى فلويد الثرى بجوار والدته، التي نادى عليها خلال لحظاته الأخيرة من الاختناق حيث كانت رقبته تحت ركبة ضابط شرطة أبيض. ووصلت جثة فلويد إلى هيوستن ليلة السبت. وفي يوم الاثنين، تم عرض رفات فلويد في نفس الكنيسة، حيث اصطف آلاف الأشخاص في طوابير عدة ساعات لتكريم الرجل الذي حفز موته حركة تدعو إلى العدالة العرقية وإصلاح الشرطة في البلاد وخارجها. ونُظمت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد في الأسبوعين الماضيين شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، تحولت في بعض الأحيان إلى عنف ونهب في أوقات متأخرة من الليل، مما أدى إلى فرض حظر التجول في العديد من المدن. وبعد وفاته، أعلنت بعض المدن والولايات بما في ذلك نيويورك أجندات لمعالجة وحشية الشرطة. وكشف الديمقراطيون في مجلس النواب والشيوخ يوم الاثنين النقاب عن مشروع قانون لإصلاح الشرطة يتضمن تدابير لتسهيل مقاضاة رجال الشرطة الذين يتورطون في سوء سلوك ومعالجة الخسائر التي تتسبب بها أجهزة إنفاذ القانون.
مشاركة :