تفتقد والدة الأسير الفلسطيني رائد الحاج أحمد من غزة المشاركة في الاعتصام التضامني الأسبوعي مع نجلها وغيره من الأسرى في سجون إسرائيل بسبب تعليق الفعاليات بفعل أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). ويزيد ذلك محنة السيدة الخمسينية التي تسكن مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، في ظل انقطاعها عن زيارة نجلها داخل السجن. وتم تعليق الاعتصام الأسبوعي داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة منذ الخامس من مارس الماضي ضمن التدابير الاحترازية لمنع تفشي مرض فيروس كورونا. وغاب ذوو الأسرى منذ ذلك التاريخ عن التوجه إلى مقر الصليب الأحمر وخيم الصمت على المكان، بعد أن كان يشهد هتافات وزغاريد تضامنية، فيما بقيت صور الأسرى وحيدة معلقة على جنباته. وتقول أم رائد لوكالة أنباء ((شينخوا))، بنبرات من الحزن إن تعليق الفعاليات التضامنية مع الأسرى أصابها بالحزن والإحباط وأضاف إليها شعورا أكبر بافتقاد ابنها الأسير. وتضيف "خروجي من البيت في صباح كل يوم اثنين وقطع مسافة طويلة وصولا لمقر الاعتصام يشعرني بأني متوجهة لزيارة ابني داخل سجن (نفحة) للقاء أبني". وطيلة الفترة الماضية كان القلق يراود أم رائد خوفا على إصابة نجلها بمرض كورونا، قبل أن تتلقى اتصالا هاتفيا من الصليب الأحمر قبل أسبوع هدأ من مخاوفها. وتعرب عن أملها في أن تنتهي الأزمة في القريب ويتم السماح بعودة الاعتصام الأسبوعي داخل المقر حتى تستطيع المشاركة كما كانت قبل مرض كورونا. وتلجأ أم رائد نظرا لتوقف الاعتصام إلى المشاركة في برامج الأسرى عبر أثير الإذاعات المحلية التي تبث من غزة أملا في أن يصل صوتها إلى ابنها داخل السجن. واعتقلت إسرائيل رائد (37 عاما) بحسب والدته، قرب حاجز بيت حانون/إيرز شمال قطاع غزة في أكتوبر 2004 وحكمت عليه بالسجن لمدة 20 عاما قضى منها 16 عاما بتهمة "مقاومة" إسرائيل. ويسيطر شعور مماثل بالحزن على وفاء أبو غلمة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، التي لم تتمكن من الاطمئنان على زوجها عاهد (52 عاما)، منذ تفشي مرض كورونا. وتقول أبو غلمة، وهي في الأربعينيات من عمرها، لـ ((شينخوا))، إنه "منذ بدء انتشار مرض كورونا لم تسمح السلطات الإسرائيلية لنا أو للمحامين بزيارة السجون منعا للحد من تفشي المرض". ولم تخف أبو غلمة، المخاوف والقلق التي "ينتابها في كل لحظة خشية من تعرض زوجها المعتقل في سجن (هداريم) للإصابة بمرض كورونا عبر انتقال العدوى له عن طريق السجانين الإسرائيليين". والتواصل مع زوجها المعتقل لدى إسرائيل منذ 2006 والمحكوم بالسجن المؤبد و5 أعوام "صعب جدا جراء التضييق الإسرائيلي" بحسب أبو غلمة. وتدعو أبو غلمة الصليب الأحمر إلى تحمل مسؤولياته بتكثيف التواصل مع ذوي الأسرى والضغط على إسرائيل لإدخال لجنة أطباء دولية إلى كافة السجون والتأكد من سلامة الأسرى. وتترقب أبو غلمة بفارغ الصبر انتهاء أزمة مرض كورونا والسماح مرة أخرى باستئناف الزيارات داخل السجون الإسرائيلية للاطمئنان على أحوال زوجها وزيارته. وتعتقل إسرائيل زهاء خمسة آلاف أسير فلسطيني بينهم 41 سيدة و180 طفلا بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية. وتحذر تلك المؤسسات من من أن 300 من الأسرى يعانون من أمراض مزمنة. وتقول المتحدثة باسم الصليب الأحمر سهير زقوت لـ ((شينخوا))، إن السلطات الإسرائيلية أوقفت برنامج زيارات ذوي الأسرى منذ 17 مارس الماضي وحتى اللحظة. وتوضح زقوت أن زيارات مندوبي اللجنة الدولية إلى السجون لم تتوقف وتمكنوا من اللقاء بقرابة 90 في المائة من الأسرى الفلسطينيين منذ بداية أزمة مرض كورونا، ويتم بعد ذلك التواصل مع العائلات لطمأنتهم على أبنائهم. وتؤكد أن اللجنة الدولية تجري حوارا متواصلا مع السلطات الإسرائيلية بشأن الإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى خشية إصابتهم بمرض كورونا. وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أعلنت أمس بحسب ما نشرت صحيفة (يديعوت أحرنوت)، عن اصابة اثنين من السجانين في سجن "بئر السبع"، فيما لم تكشف عن إمكانية نقل العدوى إلى أسرى فلسطينيين. وردا على ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني إنه رغم كثافة التحذيرات والمطالبات بالإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء إلا أن السلطات الإسرائيلية لا تظهر أي استجابة. وذكر نادي الأسير (منظمة غير حكومية)، أن إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية المتعلقة بمرض كورونا بقيت محصورة بسياسة المنع وتحولت لأداة حرمان وساهمت في مضاعفة عزل الأسرى دون أن توفر أي بديل للتخفيف من معاناتهم.
مشاركة :