رئيس الوزراء العراقي: الفساد وسوء الإدارة سبب الكوارث السابقة | | صحيفة العرب

  • 6/11/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن تكون زيارته إلى محافظة نينوى الأربعاء أولى زيارة يؤديها إلى محافظة عراقية منذ توليه منصبه في مايو الماضي، ما يعطي لهذه الخطة أبعادا متعددة ترتبط أساسا بتزامنها مع الذكرى السادسة لاستيلاء تنظيم داعش على الموصل حيث أكد الكاظمي أن الفساد سبب كل كوارث البلاد مشددا على عزمه المضي قدما في أولوية فرض الاستقرار في العراق ومحاربة فلول داعش. بغداد – قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء إن “الفساد وسوء الإدارة كانا سببا بحصول الكوارث السابقة” في العراق مشيرا إلى أن البلاد تواجه تحديات كبيرة، لكنها قادرة على تجاوزها. وأشار الكاظمي إلى التحديات التي تواجه الحكومة في المرحلة الراهنة حيث تستنفر كلّ جهودها لمواجهة جائحة كورونا في ظل أزمة مالية تسبب بها انهيار أسعار النفط العالمية، وجاء ذلك في كلمة ألقاها الكاظمي خلال اجتماعه مع القيادات العسكرية والأمنية في مقر قيادة عمليات نينوى بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية. وقال الكاظمي إن “الحكومة ورثت تركة ثقيلة، واستلمت ميزانية خاوية، نتيجة سوء التخطيط والاعتماد الكلي على النفط وأن فرص النجاح متوفرة لبناء دولة المواطنة”. ويقول مراقبون إن الفساد الذي استشرى في العراق خلال السنوات الأخيرة سبب مباشر لكل الأزمات التي تغرق فيها البلاد والتي أدت إلى تردي أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومنذ أكتوبر الماضي، يتظاهر العراقيون للمطالبة بظروف معيشية أفضل في ظل تردي مستوى الخدمات وأزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة. ويدرك العراقيون أن سبب أوضاعهم الصعبة يعود بالأساس إلى سوء في تسيير مؤسسات الدولة والفساد الذي استحال معضلة يشكو منها العراق. ولهذه الأسباب تحولت احتجاجات العراقيين من مجرد تظاهر ضد نقص الخدمات إلى ثورة ضد النظام القائم وممارساته وطالبت بإسقاطه. الكاظمي زار كلا من جامع النوري في الموصل وكنيسة مار أدي الواقعة في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى وتعتبر أوساط سياسية وشعبية أن تفشي الفساد في العراق يعد من الأسباب التي أدت إلى سقوط الموصل في قبضة داعش قبل ست سنوات وتمدد نفوذ التنظيم المتشدد في مناطق أخرى. واستعاد العراق سيطرته على المناطق الذي نشط فيها داعش بعد حرب شنها ضد التنظيم. وشدد الكاظمي على أن “تحرير الموصل شارك فيه جميع أبناء العراق، واختلطت فيه الدماء، وانتصرنا ببطولات قواتنا البطلة”، مؤكدا على “حماية المواطنين وعدم تكرار ما حدث عام 2014”. والزيارة التي أداها الكاظمي إلى نينوى الأربعاء هي الأولى له إلى محافظة عراقية منذ تعيينه رئيسا للوزراء. وذكر بيان صادر عن مكتب الكاظمي أن “هذه الزيارة تزامنت مع ذكرى احتلال المدينة من قبل عصابات داعش الإرهابية”. وتضمنت جولة الكاظمي في نينوى زيارة كل من جامع النوري في الموصل وكنيسة مار أدي الواقعة في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى حيث التقى فيها براعي الأبرشية الكلدانية في الموصل وعقرة المطران مار ميخائيل نجيب كما اجتمع مع عدد من ممثلي عشائر ووجهاء محافظة نينوى. وقال “لن نسمح بتكرار ما حصل، ونقوم بعمليات عسكرية لدعم الأمن والاستقرار وملاحقة خلايا الإرهاب”. زيارة تزامنت مع ذكرى احتلال نينوي من قبل عصابات داعش الإرهابية زيارة تزامنت مع ذكرى احتلال نينوي من قبل عصابات داعش الإرهابية ومطلع الشهر الحالي، أعلن الكاظمي إطلاق حملة “أبطال العراق، نصر السيادة” لملاحقة فلول تنظيم داعش في محافظتي كركوك وصلاح الدين شمالي البلاد، ما بعث رسالة واضحة مفادها أن استعادة الاستقرار وحفظ الأمن في العراق على رأس أولويات حكومة الكاظمي. ورغم نجاح العراق في استعادة الأراضي والمدن التي استولى عليها داعش في السابق وانتصاره عليه في 2017، إلا أن التنظيم المتشدد لا يزال يشكل تهديدا أمنيا للبلاد حيث تم تسجيل عودة لنشاطه في الفترة الأخيرة. وخلال فترة استيلائه على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق، جعل تنظيم داعش من المسيحيين هدفا لانتقامه فنهب منازلهم والكنائس وحرق جميع القطع الأثرية الثمينة وحطم الآثار القديمة. كما خيّر مقاتلو التنظيم مسيحيي الموصل بين دفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو الموت، ما دفع بالكثيرين إلى الفرار هربا من بطش داعش إلى مدن وقرى مجاوزة فيما اختار آخرون اللجوء الدائم في الخارج. وأكد الكاظمي أن “الموصل الحدباء تمثل تاريخا وإرثا حضاريا وإنسانيا، وقد تعرضت لإرهاب عصابات داعش، وجرى تحريرها بعد أن امتزجت دماء العراقيين جميعا في ملحمة بطولية يُفتخر بها”. وشدّد على “أهمية التعايش والتنوع في محافظة نينوى، وعدّه ميزة وعنصر قوة لها وأن نينوى تنهض وتزدهر بتكاتف أبنائها من كلّ الطوائف والإثنيات”. وشدد الكاظمي على أن “المكوّن المسيحي من المكونات الأصيلة في العراق، ويحز في نفوسنا أن نراهم يهاجرون إلى خارج البلد”. وقال إنه “لطالما أثبتت التجارب أن التنوع في العراق كان وما زال يمثل قوة وليس ضعفا، ويفخر العراق بهذا التميز الجميل في التنوع، ولا يوجد خيار أمامنا سوى المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين مكونات شعبنا”. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن “الموصل نجحت في توحيدنا، وأن المشروع الوطني هو خيارنا الوحيد من أجل نهضة وازدهار البلد”. وفي سياق آخر، قال رئيس الوزراء العراقي إن أول عناصر الحوار المرتقب مع الولايات المتحدة هو السيادة وتحقيق مصلحة العراق. وانطلقت جولة الحوار الاستراتيجي الأولى بين العراق والولايات المتحدة في بغداد الأربعاء بهدف الاتفاق على شكل وطبيعة علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة ومناقشة وجود القوات الأميركية في العراق.

مشاركة :