مصدر الصورةHandoutImage caption يتصدر ميسي هدافي البطولة "في نهاية النفق المظلم نرى النور بملاعب كرة القدم"، بهذه المقولة احتفت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليغا) بعودة المنافسات بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب تفشي وباء كورونا. وتستأنف مباريات الدوري الإسباني يوم الخميس مع صافرة البداية لمباراة قمة مدينة إشبيلية، عاصمة إقليم الأندلس الجنوبي، التي تجمع قطبي المدينة إشبيلية وريال بيتيس، في مستهل الجولة الثامنة والعشرين من عمر البطولة. وتتواصل الجولة يوم الجمعة بمباراتين، الأولى يستضيف فيها غرناطة فريق خيتافي، فيما يحل ليفانتي ضيفا على بلنسية. أما برشلونة، متصدر ترتيب البطولة، فسيخوض أول مواجهة له بعد العودة يوم السبت خارج الديار أمام ريال مايوركا، في حين يلعب غريمه الأزلي ريال مدريد في اليوم التالي على أرضه أمام إيبار. عودة خلف أبواب مغلقة بعد أول توقف منذ الحرب الأهلية تعود منافسات كرة القدم في إسبانيا بدون جماهير في الملاعب، وهو أمر لم نشهده من قبل في تاريخ هذه البطولة الكبيرة. لذا يرى البعض أن المباريات ستكون بلا روح، خاصة وأن هتافات الجماهير في أرجاء الملاعب عادة ما تكون بمثابة دفعة قوية للاعبين والمدربين لبذل قصارى جهدهم داخل المستطيل الأخضر. وتبحث السلطات الإسبانية إمكانية السماح بعودة الجماهير إلى الملاعب في الجولات الأخيرة من الموسم الحالي، ولكن بما لا يزيد عن 30% من سعة الملاعب، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين المشجعين، رغم وجود أصوات تطالب بعدم عودة المشجعين حتى الموسم الجديد المقرر أن ينطلق يوم 12 سبتمبر/ أيلول المقبل. وستقام المباريات وسط قواعد صحية بالغة الصرامة بموجب بروتوكول صحي تعهد رئيس رابطة اللا ليغا، خافيير تيباس، بتطبيق بنوده كافة لضمان عدم المخاطرة بالموسم الحالي من البطولة. وكانت أول نسخة من الدوري الإسباني لكرة القدم قد انطلقت عام 1929، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف البطولة سوى مرتين، الأولى خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي عانت منها إسبانيا بين عامي 1936 و1939، والمرة الثانية في مارس/ آذار الماضي بسبب تفشي وباء كوررونا الذي أودى بحياة ما يزيد عن 27 ألفا من مواطني إسبانيا. أسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية وراء العودةمصدر الصورةAntonio VillalbaImage caption يحتل ريال مدريد المركز الثاني في ترتيب فرق البطولة رغم الشعبية الطاغية للدوري الإسباني في مختلف أنحاء العالم، إلا أن العودة تأتي أيضا لأسباب أخرى على رأسها الجانب الاقتصادي، إذ أن كرة القدم صناعة بالغة الأهمية تمثل نحو 1.37% من إجمالي الناتج المحلي لإسبانيا، كما أنها توفر الكثير من فرص العمل. وفي حديث لبي بي سي عربي، يقول الصحفي الإسباني أورفيو سواريز الذي يعمل بصحيفة (الموندو) الشهيرة، إن كرة القدم "توفر الكثير من فرص العمل، لذلك منحت الحكومة الإسبانية أفضلية للعبة في جوانب مختلفة مثل إجراء فحوصات الكشف عن فيروس كورونا في حين أن هذه الفحوصات لم تتوفر بهذا الشكل للقطاعات كافة بالبلاد". وأضاف سواريز أن "الوضع الناجم عن تفشي وباء كورونا دفع أندية مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد لتطبيق بند التنظيم المؤقت للعمل الذي يسمح بالاستقطاع من رواتب الموظفين أو تعليق عقود عملهم، ومن ثم تكون هناك حاجة لحصولهم على مساعدات حكومية". ويرى سواريز أن العودة أيضا ربما تتعلق بأسباب سياسية "فنحن في إسبانيا على وجه التحديد نعيش في وقت يشهد توترا سياسيا كبيرا بين حكومة بدرو سانشيز والمعارضة، لذا يمكن أن تساهم كرة القدم في تخفيف هذا الأمر. لا أقول إن هذا من أسباب عودة كرة القدم ولكنه شيء يجب أن يؤخذ في الاعتبار". ولكن الأمر الأهم هو الاتفاق الذي تم التوصل إليه لعرض مباريات مجانا في دور رعاية المسنين، كوسيلة لتعويض كبار السن عن الفترة العصيبة التي قضوها خلال انتشار وباء كورونا في إسبانيا، خاصة وأنهم كانوا أكثر الفئات تضررا من الوباء. سباق محتدم على اللقبمصدر الصورةHandoutImage caption يسعى برشلونة للدفاع عن لقب البطولة كانت الجولة الـ27 آخر جولة تقام في الدوري الإسباني قبل التوقف يوم 12 مارس/ آذار الماضي بسبب إعلان حالة الطوارئ في البلاد من أجل التصدي لتفشي وباء كورونا. وأسفرت الجولة آنذاك عن احتلال برشلونة صدارة ترتيب البطولة بعد فوزه على ريال سوسيداد بهدف دون رد، في حين فرّط ريال مدريد في الصدارة بهزيمته أمام ريال بيتيس بهدفين مقابل هدف. ويحتل برشلونة صدارة الترتيب برصيد 58 نقطة، متفوقا بنقطتين فقط عن الريال، لذا يترقب المشجعون صراعا محتدما على اللقب بين البارسا حامل اللقب والفريق الملكي الذي يبحث عن أول لقب له منذ موسم 2016-2017. ويتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة قائمة هدافي البطولة برصيد 19 هدفا، بفارق خمسة أهداف عن الفرنسي كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد. واستعاد برشلونة خدمات نجمه لويس سواريز لاعب منتخب أوروغواي الذي حصل مؤخرا على إذن طبي للعب في أعقاب خضوعه لعملية جراحية في الركبة خلال يناير/ كانون الثاني الماضي. كما يعود البلجيكي إدين هازارد لريال مدريد بعد تعافيه هو الآخر من الإصابة. المنافسة لا تقتصر على حصد اللقب، بل تمتد إلى المراكز المؤهلة للعب في الموسم المقبل من بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. ويحتل إشبيلية المركز الثالث في الترتيب برصيد 47 نقطة، يليه ريال سوسيداد في المركز الرابع بفارق نقطة وحيدة. أما خيتافي فيتساوى مع سوسيداد في النقاط ولكنه يحتل المركز الخامس بفارق الأهداف. ويأتي في المركز السادس أتلتيكو مدريد برصيد 45 نقطة، يليه بلنسية برصيد 42 نقطة. وتتبقى 11 جولة على نهاية الموسم الحالي من الدوري الإسباني، لذا سنرى ازدحاما في جدول المنافسات لكي ينتهي الموسم يوم 19 يوليو/ تموز المقبل.
مشاركة :