"كدادة كيلو10" بجدة.. حكايات "المسافات الطويلة"

  • 11/6/2013
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

إذا أردت "وناسة الحديث" في السفر، والوصول لوجهتك المقصودة، في عدد ساعات أقل، فما عليك إلا التوجه إلى "كدادي كيلو10"، الذين أصبحوا أهم "كدادي" جدة، بل وأصبحوا ينافسون في وجهاتهم "مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والرياض وينبع، وأبها"، النقل الجماعي الرسمي، بأسعار هي أقرب للرمزية. كدادة كيلو10 هي واحدة من المواقف غير الرسمية التي تشتهر بها العروس، إضافة إلى موقف البلد بجوار النقل الجماعي، وموقف طريق المدينة المنورة بجوار معارض الحارثي، إلا أن موقف باب مكة يعد الأشهر بين خارطة الجميع. عندما تستمع إلى حكاوي الكدادين ومدى طرفهم، التي تعد في نظر البعض من الذين يفضلون هذا النوع من التوصيلات، أهم عامل في استقلالها، وليس فقط من أجل التسعيرة المالية الأرخص. خبرة الكدادين خاصة الذين لهم سابق خبرة تتجاوز العقدين من الزمان، تجعلهم "خبراء كشف العيون"، للركاب الذين يأتون للموقف الشهير للمرة الأولى، فتبدأ هنا عمليات الاستقطاب لهم عبر خاصية "خفة الدم"، وباستخدام عبارات دلالية تحمل جانباً مهماًّ في الدفع ببعض الركاب إلى اختيار هذا دون ذاك، كـ"حكايات تجنن والله، تخليك ما تمل الطريق معايا". عامل السرعة في التوصيل يلعب هو الآخر كعامل مساهم بـ"امتياز" في عمليات جذب الركاب، إلا أن هذا الأمر يعد عامل خوف عند بعض الركاب الذين علموا من خلال خبرتهم في طرق هذه الوسائل منذ زمن ليس بالقصير، بعض الكدادة الذين يصفونهم بالمتهورين في قيادة السيارات بشكل جنوني، فلا يختارونهم، لكن المنظر الذي رصدته "الوطن"، هو لسيدة خمسينية يبدو من خلال حديثها مع أقاربها الذين استقلت معهم إحدى السيارات، أنها بدأت في هذه الخطوة لأول مرة في حياتها، حيث كانت توجه الحديث لهم – في إشارة إلى بعض أقربائها – بلهجة عامية: "أقسم بالله ما راح أركب معاهم، يسوقوا بشكل جنوني، طاح قلبي وأنا راكبة والله". بعض الركاب الذين يذهبون يومياًّ مثلاً إلى الطائف كالمهندس المعماري الباكستاني غلام الحق، عرف كيف يختار من يركب معهم يومياًّ لتوصيله إلى عمله، إلا أنه يحمل قصة علاقة مع أحدهم الذي اعتاد الذهاب معه، بل عرف كل منهم طباع الآخر ونفسيته، وزد على ذلك أنهم يقطعون الطريق بـ"الحكايات"، ومناقشة بعض أمورهم وحاجاتهم. وصل الأمر ببعض الركاب إلى تصوير نفسه عبر الهاتف الناقل، في ضاحية كيلو10، ويضع أسماء بعض الكدادة بصفحته في الفيسبوك، يدون فيها أفضلهم وأكثرهم حكاوي وخفة دم، كتسويق جديد في عالم الكدادين.

مشاركة :