حققت المعارضة السورية تقدماً نوعياً على جبهة حلب، وسيطرت على محاور صعبة ومبان استراتيجية في المدينة، منها مركز البحوث العلمية، وهو مركز عسكري استراتيجي، ورد طيران النظام بغارات جوية مكثفة على مناطق عدة في المدينة وريفها، في حين أمطرت المعارضة بعض أحياء دمشق بقذائف هاون، أدت إلى سقوط إصابات، في وقت بدأت قوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله، عملية عسكرية على مدينة الزبداني في ريف دمشق، المدينة الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية في المنطقة الحدودية مع لبنان. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن غرفة عمليات فتح حلب، المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة، بينها لواء صقور الجبل، وحركة نور الدين زنكي، ولواء الحرية الإسلامي، سيطرت، بشكل كامل، الليلة قبل الماضية، على مركز البحوث العلمية، الواقع عند الأطراف الغربية لمدينة حلب. ورأى أن هذا الإنجاز هو تقدم استراتيجي بارز بالنسبة إلى معركة حلب خلال السنتين الماضيتين، مشيراً إلى أن السيطرة على المركز تعرض للخطر حي حلب الجديدة والأحياء الغربية الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام. اشتباكات عنيفة في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين فصائل غرفة عمليات حلب من طرف، وقوات النظام وميلشيات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين له من طرف آخر، في حي جمعية الزهراء شمال غربي حلب، بعد تمكن الثوار من السيطرة على عدة مبان فيه. كما شملت محاور الهجوم، الليرمون وشيحان ومحور القلعة في منطقة السبع بحرات في حلب القديمة، وأطراف حي الراشدين، حيث استهدف مقاتلو المعارضة بالصواريخ، دبابة وآلية تابعة لقوات النظام، ما أدى لتدميرهما، ترافق ذلك مع قصف من قبل الكتائب المقاتلة لمواقع قوات النظام في مطار النيرب بعشرات القذائف الصاروخية. صواريخ النظام في المقابل، رد النظام بقصف عشوائي بصواريخ أرض أرض، والعشرات من البراميل المتفجرة، حيث ألقت مروحيات النظام براميلها المتفجرة على حيي بستان القصر والكلاسة. وذكر المرصد السوري أن الطيران التابع للنظام، نفذ 40 غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة أمس. وقتل 29 مقاتلاً من الفصائل مساء الجمعة في معارك حي جمعية الزهراء، بينما لم تعرف بعد حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام. تفجير مسجد في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا)، ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر جبهة النصرة الذين سقطوا في تفجير استهدف مسجد سالم في غربي مدينة أريحا مساء أول من أمس وقت الإفطار، إلى 31، بالإضافة إلى عشرات الجرحى. دمشق تحت النار في الأثناء، أصيب ثلاثة أشخاص أمس، جراء قصف بقذائف هاون على بعض أحياء العاصمة السورية دمشق. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية، إن قذيفة هاون سقطت قرب مقبرة الدحداح في شارع بغداد، وأدت لجرح شخصين وجدا في المكان، بالإضافة لأضرار مادية، واحتراق بعض السيارات المتوقفة في المكان. وأضاف الشهود أنّ شخصاً أصيب إثر سقوط قذيفة هاون قرب ساحة العباسيين، وأنّ بضعة السيارات كانت متوقفة في المكان احترقت وتضررت. هجوم الزبداني من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع حزب الله، بدأت عملية عسكرية واسعة في مدينة الزبداني، بعد أن أحكمت الطوق على التنظيمات المعارضة المتحصنة في المدينة. وأضافت أن هذه الوحدات تتقدم باتجاه أهدافها من محاور عدة، وتكبد المعارضة خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدء العملية، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والفصائل المقاتلة، ومنها إسلامية من طرف آخر، إثر هجوم عنيف بدأه حزب الله اللبناني، وعناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري على الزبداني. وأشار المرصد إلى قصف عنيف من قوات النظام على تمركزات للمقاتلين ومناطق في المدينة وأطرافها، وتنفيذ الطيران الحربي أكثر من 15 غارة على مناطق في المدينة ومحيطها. وكانت هذه المناطق، تعرضت أول من أمس لـ 90 غارة بالبراميل المتفجرة والصواريخ من طائرات النظام الحربية والمروحية، بحسب المرصد الذي رأى فيها تمهيداً لبدء الهجوم أمس.
مشاركة :