أمي وجدتي زرعتا في قلبي حب العطاء .وما زلت أشعر بهاجسٍ ملح للتغيير

  • 6/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيدة طموحة طالما حملت هموم وطنها وصارعت من أجل خدمة مجتمعها وسعت لتكوين فريق من السيدات المتمكنات، القادرات على تقديم أقصى ما لديهن من طاقة وحب لصنع التغيير فهي تعتبر شعلة من النشاط والعطاء وتتفهم متطلبات المجتمع وتسعى لتحقيقها، حيث نجحت في الانتخابات التي نظمتها الجمعية لتكون أول رئيسة لجمعية نسائية بمحافظة القطيف بغالب الأصوات – تنحدر من محافظة القطيف، حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الملك فيصل، استشارية في أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، متقاعدة .حاصلة على عدة دورات في النشاط الاجتماعي منها ورشة عمل عن كيفية تنمية القدرات في تنمية المجتمع المحلي التابعة للاسكوا (منظمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجنوب غرب آسيا) في بيروت كما حصلت على دورة كيفية كتابة مقترحات المشاريع بمؤسسة الملك خالد الخيرية بالرياض . لها العديد من المشاركات الاجتماعية  كالدور في التثقيف الصحي لأمراض الدم الوراثية وسرطان الثدي حيث كانت عضوه في جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية ومرشحة لمجلس الإدارة في بدايتها . إنها الدكتورة / أحلام القطري – صحيفة جواثا الإلكترونية إلتقت بها فكان الحوار التالي : د. أحلام أنت غنية عن التعريف لكن نود لو تصفين لنا أحلام الإنسانة بكلمات ؟ أنا أنسانة من هذا الوطن أدركت منذ الطفولة بأننا خلقنا لهدف لذلك كنت في حالة اكتشاف لذاتي وبحث مستمر عن أهداف جديدة لتحقيقها وما زلت أشعر بهاجسٍ ملح للتغيير ولإضافة قيمة جديدة أسعي للعمل بقدر المستطاع وبقلق، مشروعي ليس هدفه العمل بشكل منفصل ولرفعة وتحقيق ذاتي بل طموحي الانتقال من مستوى حالي لمستوى أعلى عن طريق العمل الجمعي، أستقطب الكل وأتشارك العمل مع كل الطاقات.  كيف كانت بداياتك في العمل التطوعي ؟ بدايتي مع العمل التطوعي ظهرت بوادرها منذ الطفولة حيث كانت جدتي لأمي سيدة معطاءه لمن حولها من المعوزين وكذلك كانت أختي الكبرى مع مجموعة من الفتيات اللاتي كن يتمتعن بعقلية متميزة وواعية ويسعين للعمل في هذا المجال، فقد قمن ومنذ بداية السبعينيات بعمل لجنة أهلية لمساعدة الفقراء وكانت هذه الخطوة بمثابة نواة للجنة النسائية الاهلية بالقطيف التي تأسست آنذاك كأول للجنة نسائية بالمملكة أما عن بداياتي مع التطوع فقد انطلقت من التطوع الصيفي في مركز التنمية الاجتماعية فقد كنت أقوم بتدريس الطالبات اللاتي أخفقن في بعض المواد الدراسية كذلك كنت أقوم بحملات توفير (ريال) لدعم الفلسطينين تحت إدارة لجنة الفتيات اللاتي كون اللجنة النسائية الأهلية. وأنت في هذا السن المبكر من زرع بذرة العطاء في قلبك ؟ كان لللبيت الذي نشأت فيه دوراً كبيرًا في تشكيل شخصيتي وإعدادي إعداداً خاصاً، فقد فَتَّحت عيني على رؤية القريبات مني يبادرن بمد يد العون للمحتاجين كجدتي التي كانت تقوم بتعليم القرآن الكريم لأطفال الأسر الفقيرة وتدعوهم لتناول الطعام على سفرتها، كذلك والدتي وأختي اللتان سارتا على نفس النهج، فتشربت الحس بالمسئولية والالتزام تجاه الآخر منذ كنت فتاة صغيرة. ماذا يشكل العمل التطوعي في حياتك ؟  العمل التطوعي بالنسبة لي يشكل ركناً أساسياً في حياتي، فهو لا ينفصل عن عملي المهني فهناك تداخل كبير بينهما وتماهي يجعلني لا أشعر أنهما منفصلان، وأنا هنا اتحدث بصدق فكل ما أنتجه من عمل مهني أو تطوعي يصب في مسار واحد؛ البناء والتمكين واستقطاب الاخر للمشاركة. كونك دكتورة في بنك الدم بمستشفى الملك فهد التخصصي، كيف كنت توفقين بين الوظيفة وأعباء العمل الخدمي؟ التوفيق بين العمل المهني كطبيبة والعمل كرئيسة لجمعية العطاء منذ التأسيس يرجع للهاجس المُّلح لدي بتقديم كل ما يمكنني فعله من دور إلزامي وواجب بنظري بالإضافة لما أحظى به من دعم المحيطين بي كالأهل والأصدقاء ولربما كان ذلك على حساب راحتي الشخصية لكن الإنسان منا يمتلك قدرة هائلة على الإبداع ونحن لا نستثمر سوى النذر اليسير منها، والواجب استثمار هذا المخزون الهائل وألا نهمله ونضعه نصب أعيننا. بجهود من تأسست جمعية العطاء النسائية الخيرية، وفي أي سنة تم ذلك؟ تأسست جمعية العطاء بجهد سيدات آمنوا بأنفسهم وواجبهم اتجاه هذا المجتمع، ثابرن وعملن بجد وصبر – تأسست الجمعيه في ١٤٢٩/٧/٢٦هـ. بصفتك رئيسة جمعية العطاء النسائية الخيرية، كيف تُقَيِّمِين وضع الجمعية بين الأمس واليوم؟ الجمعية في تطور دائم وآخذه في التقدم بالعمل الدؤوب من قبل الجميع بلا استثناء، على قاعدة تمكينية مثابرة للمشاركة في التنمية المستدامة، وهذا من باب الإيمان الراسخ بأننا ملزمون بالشراكة في بناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا، فنحن كقطاع ثالث نشكل أحد روؤس مثلث التنمية؛ الحكومي والخاص ونحن القطاع الثالث وأذكر أنه قبل سبع أو ثمان سنوات شاركت بكلمة في ملتقى نسائي وقلت فلنعطي العطاء خمس إلى عشر سنوات لتفرض نفسها في مجال التنمية في القطيف وحصل ذلك بتتويج السنة العاشرة؛ باختيار جمعية العطاء حصرياً من قبل بنك التنمية الاجتماعية كشريك في دعم أصحاب المشاريع المتناهية الصغر من رجال ونساء بمحافظة القطيف بقروض مالية وبذلك توجنا الرؤية التمكينيه للجمعية.إضافة لذلك، فقد وفقنا الله سبحانه بدعم متواصل من الجهات المشرفة على الجمعية بدءً بالوزارة ثم مكتب الإشراف سابقاً ثم مركز التنمية الاجتماعية كمشرف في الوقت الحالي كما دعمنا بتبني جهة رئيسية لدعم المنظمات اللا ربحية بالمملكة، متمثلة بمؤسسة الملك خالد الخيرية، هذه المؤسسة الرائده بحق والتي أعطتنا الكثير من تدريب ودعم ونحن ندين لها بالكثير من تطورنا. نود لو تعطينا نبذة موجزة عن أعضاء الجمعية المؤسسين ودور الجمعية .. الرسالة والأهداف ؟ العضوات المؤسسات كن اربعة وثلاثون سيدة، معظمهن لديهن خبرة بالعمل التطوعي الاجتماعي والمهني ايضاً. كن ولا زلن يعملن من أجل المجتمع سواء من داخل الجمعية أو خارجها حسب ظروفهن وهن بدون شك فخر للقطيف والوطن. برأيك ما هي المحطة المفصلية التي مكنت الجمعية من إثبات نفسها والانطلاق كنشاط خدمي، تطوعي بارز؟ ليس هناك محطة مفصلية بعينها، الجمعية تمكنت من إثبات نفسها بصدق المؤسسات وثقتهم بقدرات أعضائها وبالصبر والمثابرة رغم المعوقات الكثيرة، خاصة أن توجهنا مغاير لما هو سائد، فنحن نتبنى الفكر التنموي بامتياز ونسير بدرب عنوانه من الخيرية إلى التمكين (لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد)، بينما كان الفعل الرعوي هو المعمول به. ما هي وسائل الاتصال المتاحة للأفراد للتواصل مع الجمعية ؟ بالنسبه لوسائل التواصل مع الجمعية، يوجد هاتف ثابت للخطوط الساخنة؛ لمعالجة بعض القضايا الخاصه بعينها، بالاضافة لوسائل التواصل الاجتماعي كافة وهنا أود أن ن أنوه، راجية من كل شخص يعرف من هم بحاجة لدعم او خدمة من خدماتنا التي نقدمها بالجمعية ان يزودهم بأي وسيلة من وسائل التواصل، أو التواصل معي مباشره لو تطلب الامر ذلك، أو بأي من أعضاء مجلس الادارة والكل يرحب بذلك. ما البرامج والخدمات التي تقدمها الجمعية للمجتمع ؟ الخدمات والبرامج التي تقدمها الجمعية للمجتمع المقدمة تتمثل بالآتي: برامج اجتماعية، تنموية في الاساس، مثال: برنامج كفالة طالب، برنامج (ثمار) لدعم المشاريع المتناهية الصغر، برنامج رعاية وتمكين كبار السن، برنامج التنمية البيئية، برنامج رداء المودة، هذه أبرزها وهناك كثيرة يمكن الاطلاع عليها عبر الموقع، بالإضافة للبرنامج الرعوي لدعم المستفيدين( عون). من هم الفئات المستهدفة والمستفيدة من خدمات الجمعية ؟ الفئات المستهدفة والمستفيدة من خدمات الجمعية، هم كل الفئات المكونة للمجتمع بدون استثناء والتي تنطبق عليهم شروط الاستحقاق من الخدمات التي تقدمها الجمعية. من هو الداعم الرسمي للجمعية ؟ ليس هناك داعم رسمي للجمعية بل هناك داعمون متفرقون. في حال أراد وجوه الخير تقديم دعم للجمعية ، كيف يمكنهم ذلك؟ نحن نرحب بوجوه الخير ممن لديهم الرغبة بدعم الجمعية وهؤلاء الداعمون المحتملون يمكنهم التواصل المباشر معنا عبر قنوات الاتصال السابق ذكرها وتتنوع أنواع الدعم، فمنهم من يحضر شخصياً للتبرع بعينيات، أما الدعم المالي، فيتم من خلال حساباتنا في البنوك وهي متاحة في الفضاء الالكتروني وفي موقع الجمعية الرسمي سواء كانت حسابات عامة أم صدقات أم خاصة لبرنامج بعينه على سبيل المثال لا الحصر: برنامج “كفالة طالب”. هل أنت راضية عن النتائج التي حققتموها حتى هذا اليوم وما التطلعات المستقبلية التي تطمحين الوصول إليها ؟ نعم، أنا راضية ولست راضية عن النتائج التي حققناها، لا؛ لأن طموحنا أكبر بكثير وورؤيتنا التمكينية استراتيجية، تحتاج الكثير من الجهد والعمل خاصة أننا نغطي المسئولية المجتمعية بعموم محافظة القطيف ونعم، لأننا بالرغم من كل المعوقات وأولها الاستدامة المالية، استطاعت الجمعية خلال عقد من عمرها تكوين مكانة رائدة ضمن الجمعيات المهمة في المنطقة وخلفت سمعة طيبة ضمن منظومة مؤسسات العمل الاجتماعي ويشار إلينا بالبنان كجمعية متميزة على المستوى الشخصي أنا أتبنى المشروع التمكيني الذي يخدم الفرد ويحقق استدامة الدور الفاعل له، وصولا لاستدامة التنمية في بلدنا الحبيب بيد أبنائه المكتفين ذاتياً وهذا هو جل طموحي . في ظل جائحة كورونا وتداعياتها، كيف كان وقعها عليكم، وكيف استطعتم التعامل معها ؟ ألقت واقعة كورونا على كاهلنا عبئاً كبيراً ومسؤولية اتجاه الوطن ككل والمنطقة خصوصاً وكما اسلفت، نحن جزء من منظومة العمل المجتمعي بالمنطقة ولن نرضى بغير المشاركة الفاعلة لدعم مجتمعنا وأهلنا لقد بدأنا داعمين رعوياً لتغطية حاجات الأسر الملحة بتقديم سلال غذائية ودفع إيجارات وغيرها، سواءً عن طريق مبادرات الشراكة مع الجمعيات الأخرى التي تخدم نفس البلدات، كمبادرة ( لنكن معهم)؛ حيث أقمنا شراكة مع جمعية القطيف الخيرية أو عن طريق المبادرات الخاصة بنا، كحملة ( الجود بالموجود) خلال شهر رمضان الكريم لنفس الهدف. أيضاً، نحن لدينا مبادرة تنموية، تمثلت بملف من الإعلانات التوعوية الصحية، مساندين بذلك جهود وزارة الصحة والجهاز الحكومي كما أننا بصدد إنشاء خط ساخن لدعم المتأثرين نفسياً بأزمة كورونا تم كل ذلك عن طريق العمل إلكترونياً من المنزل، بجهدنا وجهد موظفاتنا لتحقيق أهدافنا. ماذا الهمتكم جائحة كورونا، وكيف وظفتم تداعياتها في العمل الاجتماعي؟ من المبكر في اعتقادي تحديد كل ما ألهمتنا به جائحة كورونا وأعتقد بأنه ليس بالقليل بالنسبة لتوظيف التداعيات، فكان لإثبات بأننا وبإمكانياتنا البسيطة نستطيع العمل تحت ما كان ولا يزال يشكل ضغطاً هائلاً من حيث الوقت والإمكانات وأثبتنا ذلك، وكذلك أثبتنا للمجتمع بأنه بإمكانه الوثوق بنا في حال الأزمات فكيف بالظروف الاعتيادية. من المعروف أن لشهر رمضان خصوصية لديكم من حيث البرامج والفعاليات، في ظل الأزمة الحالية، ما هي فعالياتكم في رمضان؟ ركزنا في رمضان على الدعم الرعوي والتوعوي في ظل الجائحة وفي ضل ما أكدت عليه الجهات المعنية من تباعد اجتماعي، حيث طلبت منا الوزارة إيقاف كل الفعاليات والبرامج والتركيز على دعم المجتمع اثناء الأزمة. ما الكلمة التي تودين توجهيها لأفراد المجتمع في ظل الأزمة الراهنة؟ كلمتي لمجتمعنا الحبيب في ظل هذه الازمة: كن مسؤولاً وخليك بالبيت وكن داعماً وسنداً للمؤسستين الصحية والامنية في مواجهة كورونا. ختاماً.. كلمة توجهينها لصحيفة جواثا الإلكترونية؟ أود أن أشكر إدارة صحيفة جواثا الإلكترونية الواعدة وحرصها على إبراز الجهود الحثيثة للدولة يقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين حفظهما الله  ولاشك بأن عمل الصحيفة واضح وملموس فهي تقدم رسالة واضحة وتسعى لهدف واضح فهناك إهتمام وتواصل بالمجتمع وأفراده – وشكري الخاص لك أستاذة هدى على إتاحة هذه الفرصة الطيبة وتسليط الضوء على منجزات جمعية العطاء بالقطيف وتعريف الجمهور بها.

مشاركة :