رغم جائحة «كورونا» وكل ما نجم عنها من وقف تصوير، وتسويق وعرض الكثير من الأعمال، فإن الدراما المحلية هذا العام استطاعت إنقاذ نفسها من «كوفيدـ 19» من خلال التصوير المبكر لبعض المسلسلات، والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لبعض المسلسلات الأخرى التي استمر تصويرها حتى آخر أيام رمضان، واستطاع صناعها وأبطالها تقديم تضحيات في ظل ظروف صعبة، من أجل الحفاظ على حضور المسلسل المحلي عبر الشاشة الصغيرة. أكد ممثلون ومؤلفون مواطنون أن دراما هذا العام أخرجتهم من «البطالة الفنية»، من ناحيتين، الأولى تعود إلى انتشار «كورونا» والتحديات التي واجهوها من أجل إظهار أعمالهم إلى النور، والثانية الركود الفني الذي كانوا يعانونه خلال السنوات الماضية، مرجعين هذا النجاح الكبير إلى دعم «أبوظبي للإعلام» للفنان والدراما المحلية في «ماراثون رمضان»، حيث نفذت 4 مسلسلات متنوعة وبأضخم الإنتاجات، بمشاركة نجوم الدراما في الإمارات، والذين اعتبروها «انتعاشة قوية»، خصوصاً أن أغلبهم لم يكتف بالظهور في عمل واحد، بل شارك في عملين وثلاثة، دفعةً واحدة. فريق عمل مسلسل «الشهد المر» رضا المشاهد وصف الممثل جابر نغموش الدراما المحلية التي عرضت هذا العام بالمتميزة، وقال: «إنتاج وعرض أكثر من 4 مسلسلات محلية في رمضان نقلة نوعية، وهذا ما كنا نطالب به منذ سنوات، بأن نشاهد أكثر من عمل درامي محلي على الشاشة الفضية، وأن يعيش الفنان الإماراتي انتعاشة فنية عبر قنواته المحلية»، لافتاً إلى أن صفة التنوع هي أكثر ما ميز مسلسلات رمضان، التي تناولت مواضيع تراثية ومعاصرة وكوميدية واجتماعية، ما حقق رضا المشاهدين. وأكد نغموش أن دعم «أبوظبي للإعلام» للدراما المحلية، أتاح فرصة التواجد لكل الفنانين من خلال الأعمال التي أنتجتها، وكذلك شركات الإنتاج التي ساهمت في إثراء المشهد الدرامي المحلي، وإعطاء المساحة لكل الفنانين، سواء المخضرمين أو الشباب، في إبراز إبداعاتهم عبر الشاشة الصغيرة، على الرغم من تداعيات «كورونا». وشدد نغموش الذي لعب بطولة مسلسل «مفتاح القفل»، الذي عرض على شاشة «الإمارات»، على ضرورة خلق مواسم أخرى بعيدة عن «الماراثون الرمضاني»، لإثراء الساحة بأعمال فنية تعرض على مدار العام، وتنال حقها من العرض والمشاهدة، بدلاً من ضخ الأعمال جميعها في موسم واحد، معتبراً أن استمرارية التواجد الدرامي لأغلب الممثلين والمؤلفين والمخرجين والمنتجين سيسهم في تعزيز الدراما المحلية. مطلب سابق وأوضح الممثل حبيب غلوم، بطل مسلسل «الشهد المر»، الذي عرض على شاشة «الإمارات» في رمضان، أن «دعم الدراما والفنان المحلي الذي تلقيناه هذا العام، كان مطلباً من سنوات لكل صناع الدراما، لكي نشهد هذه النقلة النوعية، خصوصاً بعد أن شهدنا في الأعوام الماضية ركوداً فنياً، لتأتي أعمال «الشهد المر» و«مفتاح القفل» و«خاشع ناشع» و«كنا أمس»، التي عرضت على قناتي «أبوظبي» و«الإمارات»، وتحوز نسب مشاهدة عالية عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي». وقال إنه: «على الرغم من أزمة «كورونا»، فإن جهود فريق عمل «الشهد المر» تضافرت من أجل إظهار العمل إلى النور»، مضيفاً: «عملنا في ظروف قاسية، لكن بتضافر الجهود تجاوزنا كل الصعاب، حتى ظهر العمل على الشاشة، فلقد بدأنا تصوير العمل قبل انتشار «كورونا» بعشرة أيام، وسعينا قدر الإمكان لإنهائه، مع الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية والاحترازية والتباعد الجسدي، بحيث لا يتواجد أكثر من ممثل في «لوكشن» واحد، لدرجة أنني - كمنتج منفذ- قررت فتح «لوكشن» آخر من أجل التباعد الجسدي، ما سبب إرهاقاً جسدياً ونفسياً ومادياً لطاقم العمل». مرعي الحليان وجابر نغموش في «مفتاح القفل» ضخامة إنتاج وأكد الممثل عبد الله زيد أن ضخامة الإنتاج لمسلسلات رمضان المحلية هذا العام، جعلها تنافس وبقوة الأعمال الخليجية والعربية الأخرى، ونالت جميعها حضوراً مميزاً عبر الشاشات، وتألقاً على مواقع التواصل و«يوتيوب»، وقال: «مطالبنا في السابق كصناع دراما، كانت تتمحور حول الدعم المادي والإنتاجي والإشرافي لأعمالنا المحلية، لذا عندما حصلنا هذا العام على دعم كبير من قنواتنا المحلية، خصوصاً «أبوظبي للإعلام»، أثبتنا قدرتنا على تقديم أعمال ذات مستوى، وتحقيق المنافسة بين الأعمال الأخرى». وتابع: «احتواء القنوات المحلية لفناني الإمارات، يسهم في إحداث التميز في الأعمال المقدمة، ويحقق الانتشار والصدى الكبيرين، خصوصاً أن الإمكانات تتوافر لدى صناع الدراما؛ من ممثلين وكتاب ومخرجين، لتنفيذ أعمال بأعلى المستويات الفنية»، مشيراً إلى أنه على الرغم من انتشار فيروس «كورونا» خلال تصوير الأعمال، فإنه وبمساعدة جميع المشرفين على إنتاج العمل، استطاعوا الانتهاء من تصوير المسلسلات والتواجد على الشاشات. خطوة إيجابية من جهته، أكد الممثل والمؤلف مرعي الحليان أن كثرة إنتاجات هذا العام خطوة إيجابية أسهمت في تواجد المسلسل الإماراتي في السباق الرمضاني، وساعدت الممثل المحلي في الحضور درامياً، بعد أن كان يعاني ركوداً كبيراً لأكثر من عامين، مع إنتاج عمل أو اثنين فقط في العام. ووجه الحليان الشكر لـ«أبوظبي للإعلام» على الدعم الكبير الذي قدمته للدراما المحلية، والتي جعلت المشهد الدرامي يعيش انتعاشة فنية في رمضان، وينافس بقوة الدراما الخليجية والعربية، متمنياً أن يستمر هذا الدعم للدراما المحلية، وألا يقتصر على شهر رمضان فقط، بل أن يشمل إنتاج عدد أكبر من الأعمال الدرامية لعرضها في مواسم أخرى، الأمر الذي سيسهم في الحضور القوي للممثل الإماراتي على مدار العام. حبيب غلوم في مشهد من مسلسل «الشهد المر» ثلاثة وجوه الممثلة هدى الغانم، التي ظهرت بثلاثة وجوه مختلفة في رمضان في مسلسلات «خاشع ناشع» و«كنا أمس» و«بنت صوغان»، رأت أن دراما رمضان جعلتها تعيش انتعاشة فنية حقيقية، وأشبعت رغباتها في التمثيل، بتجسيد أكثر من شخصية في 3 مسلسلات دفعة واحدة، وقالت: «الانفراجة الفنية التي نعيشها أتت مع الدعم الكبير الذي قدمته القنوات المحلية للدراما الإماراتية في السباق الرمضاني، خصوصاً «أبوظبي للإعلام»، التي تولت تنفيذ مسلسلات بإنتاج ضخم ومتنوعة بين التراثي والكوميدي والاجتماعي الهادف». وأكدت: «التزمنا بالتدابير الاحترازية والوقائية خلال تصوير حلقات المسلسلات، خصوصاً في مسلسل «كنا أمس» الذي واجهنا فيه صعوبة كبير في التصوير، ولا سيما أن تصوير حلقاته امتد حتى نهاية رمضان، وكان أغلب مشاهده داخل أحد الفنادق في أبوظبي، وكنا نصور مشاهد خارجية قليلة قبل وقت الحظر»، موضحة «التزام الفريق خلال التصوير باستخدام المعقمات، والتباعد الجسدي، ووضع الكمامات والقفازات، والتي ظهرت في بعض حلقات المسلسل». بث الأمل الممثل منصور الفيلي، الذي جسد دوراً تراجيدياً في «الشهد المر»، وكوميديا في «بنت صوغان»، كما حل ضيف شرف في «مفتاح القفل»، عبّر عن فخره بالدعم الكبير الذي أولته قنوات محلية للدراما الإماراتية، خصوصاً «أبوظبي للإعلام»، التي نفذت هذا العام 4 أعمال درامية في موسم واحد، الأمر الذي يسهم في بث الأمل في نفوس مبدعي الدراما الإماراتية في السنوات المقبلة، وقال: «كثرة الإنتاجات هذا العام ساعد فناني الإمارات على التواجد والحضور، بعد أن كان يعاني أغلبنا من «بطالة درامية»، وآخرون كانوا يبحثون عن مشاركات فنية خليجية، سعياً وراء الحضور على الشاشات». منصور الفيلي شارك في أكثر من عمل تحمل المسؤولية أشاد الممثل والمؤلف جاسم الخراز، الذي تولى تأليف «مفتاح القفل»، بالانتعاشة الكبيرة التي شهدتها الدراما المحلية في رمضان هذا العام، خصوصاً بعد أن تم إنتاج 5 مسلسلات في موسم واحد، بواقع 4 لـ«أبوظبي للإعلام»، وقال: «من المهم الحضور القوي للدراما الإماراتية، لتكون منافساً قوياً للأعمال الخليجية والعربية، ولكن الأهم هو الاستمرار على هذا النهج لإثراء الحركة الفنية بأعمال مميزة، حيث أدى أكثر من ممثل وممثلة أدواراً عدة في مسلسلين وثلاثة، وهذا ما كنا نطمح إليه، لذلك يجب أن نحافظ على ما وصلنا إليه، ونسعى لتقديم المزيد، خصوصاً مع الدعم الكبير من القنوات المحلية مثل «أبوظبي للإعلام»، متمثلة في قناتي «أبوظبي والإمارات»، التي تولت إنتاج 4 أعمال لهذا العام، وأعطت الثقة لصناع الدراما لإظهار طاقاتهم وإبداعاتهم في هذا المجال، وبدورهم قدموا أعمالاً مميزة، أظهروا من خلالها أنهم على قدر تحمل المسؤولية».
مشاركة :