لماذا تمنع الهند قناة الجزيرة؟!

  • 6/12/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كان أمرًا غير مفاجئ لي أن أعلم من كثير من منصات الإعلام الكبرى، أن دولة متفوقة كبيرة ذات حضور سياسي واقتصادي دولي مؤثر كالهند تحظر وتمنع وجود قناة الجزيرة على أراضيها، بل إنها لا تسمح بالتقاط بثها سواء في فندق أو منزل.. أما لماذا؟.. فلأن الهند أدركت أن هذه القناة كاذبة ومدّعية، ووجودها على أراضيها ضار جدًا!   ذلك كان ما يخص الهند، لكن من يريد أن يقف على حقيقة أنه يجب طرد هذه القناة المارقة من كل بلد، فعليه أن يتابع الآن نقلها وتقييمها لما يجري في ليبيا، فمن تسنى له ذلك فسيذهل من حجم الفحش والفجور في الرأي الصادر من هذه القناة، وتبنيها لكل ما يدعم الحرب، وقضاء أحد الأطراف على الآخر، ولا عزاء للشعب الليبي. تابعت الاختلافات في الرأي عن الشأن الليبي من قنوات كثيرة، لكنها في إطار الدعوة لحقن الدماء، إلا هذه الجزيرة، وما أشد ما كانت عليه في المبالغة والشتائم والانحياز التام.. حتى إنها بدت وكأن المعني بالموضوع البلد الخليجي الذي تصدر منه.. إلى درجة أنها تتبنى بشكل سافر كل ما يشير إلى الحقد والانتقاص وترسيخ الكراهية بين الجانبين الليبيين، وأن يستمر القتال ما دام أن الطرف الذي تنتصر له أحرز بعض تقدم، وكأن الإنسان الليبي شيء غير مهم، وحقن الدماء أمر لا يسعدها ومسيريها. التجييش والغوغائية التي تتبناها ضد ليبيا كارثة أخلاقية، وما قامت به الهند تجاه هذه القناة من تجاهل ومنع، ومثلها دول كثيرة دفعاني لكي أعيد التفكير في طرح سؤال سبق أن طرحته عبر هذه الزاوية: "هل تتوقع هذه القناة أن دول الخليج ستنزلق في وحلها وتجاريها في زيفها وكذبها؟!" أن ندفع إلى مرتزقة الإعلام كما يدفعون؟!.. بالطبع لا. وأقول: هي انكشفت لنا تمامًا! تجلت بوضوح.. لذلك لن تنجح في إغضابنا وتوتيرنا، ولن نجعل من بعض مرتزقتها مشاهير.. لن تجد إلا نبذًا وطردًا كما وجدته من الهند، فهم أقل من أن يؤثروا في مسيرتنا، والعمل الخلاق الذي قاد بلادنا إلى مصاف الدول الأكبر في العالم تأثيرًا إيجابيًا. يدرك الجميع أننا أكبر من الانشغال بمرتزقة يبحثون عن وجود في هذا العالم من خلال الشتائم والكذب، ندرك أن لا شأن لهم بنا، ولن يستطيعوا مهما فعلوا أن يغيروا من إحساسنا بالأمن والأمان، فهم يبحثون عمن يحييهم ويعيد ذكرهم بعد أن عرف العالم حجمهم التأثيري الضئيل. لنتركهم في الألم واللؤم الذي يعيشونه، ندعهم وأبصارهم شاخصة لا تتركنا، هم يبحثون عن الوجود، ومن يرد عليهم حتى لو كان ذكرهم وسمعتهم مدنسة سواء في الهند أو أميركا وحتى ليبيا واليونان!.. وباقي العالم.. لندعهم يتلصصون لنزيدهم كمدًا.. فهم منذ نشأتهم، يريدون عدوًا يرد عليهم.. لكننا أكبر منهم وعلينا تجاهلهم.

مشاركة :