أقر مجلس «حقوق الإنسان» في الأمم المتحدة بغالبية ساحقة، ليل أول من امس، قرارا يدعو الى محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاع في قطاع غزة صيف العام 2014. ونال القرار الذي اقترحته باكستان تأييد 45 دولة بينها فرنسا والمانيا وبريطانيا في حين عارضته الولايات المتحدة، كما امتنعت 5 دول عن التصويت بينها الهند وكينيا. وندد مندوب اسرائيل ايفياتار مانور بالقرار متهما المجلس بانه «عامل استفزاز»، بينما رحب به المندوب الفلسطيني ابراهيم خريشة. ويأتي القرار بعد نشر لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة تقريرها الشهر الماضي حول النزاع في غزة مشيرة الى «احتمال وقوع جرائم حرب» هناك. ولا يذكر القرار من ارتكب جرائم حرب لكنه «يشدد على ضرورة التأكد من محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان من خلال آليات محلية او دولية للقضاء الجنائي تكون مناسبة ومنصفة ومستقلة». وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القرار قائلا إن «مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لا يهتم بالحقائق ولا يهتم حقا بحقوق الإنسان. وفي هذا اليوم بالذات حينما تم اطلاق النار على إسرائيل من سيناء وحينما يشن تنظيم الدولة الإسلامية الهجمات الإرهابية الوحشية في مصر والأسد يذبح أبناء شعبه في سورية وفي إيران يتزايد عاما بعد عام عدد الإعدامات بلا محاكمة، يقرر مجلس حقوق الإنسان الأممي أن يدين دولة إسرائيل التي عملت من أجل الدفاع عن نفسها من تنظيم إرهابي قاتل». وتابع نتنياهو ان «إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الأكثر استقرارا في الشرق الأوسط وهي حريصة على المساواة في الحقوق لجميع مواطنيها كما هي تعمل وفقا للقانون الدولي. من يخشى أن يهاجم الإرهاب بشكل لا لبس فيه، ستكون نهايته بهجوم الإرهاب عليه». الى ذلك، ذكرت القناة التلفزيونية العبرية الثانية، أن «الجيش الاسرائيلي أتم بناء مدينة أنفاق تحاكي أنفاق حركة حماس التي استخدمتها في الحرب الأخيرة وشكلت خطرا وتحديا كبيرين للجنود». وأوضحت أن «هذه الأنفاق أقيمت داخل قاعدة تدريبات المنطقة الجنوبية للجيش في تساليم في النقب، للتدرب على مواجهة خطر أنفاق حماس». وبينت أن «الجيش أجرى الأسبوع الماضي تدريباً لجنود لواء المظليين وحاكوا سيناريو تمثل بخروج 15 مسلحا من أحد الأنفاق، محاولين الدخول إلى إسرائيل وكيفية مواجهتهم وتصفيتهم». كما حاكى الجنود سيناريوات أخرى مثل التسلل، واستخدام أسلحة مضادة للدروع، والقنص. من ناحيته، دان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيقولاي ملادينوف، قتل الجيش الاسرائيلي الفتى الفلسطيني محمد الكسبة قرب حاجز قلنديا، اول من امس، خلال محاولته الدخول إلى القدس للصلاة. وذكر في بيان: «أدين إطلاق النار المميت من قبل القوات الإسرائيلية على فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاما خلال حادث مزعوم للرشق بالحجارة». وقال: «يجب على جميع الأطراف ضبط النفس، والحفاظ على الهدوء وتقديم مرتكبي أعمال العنف فورا إلى العدالة»، داعيا إلى «العودة إلى مفاوضات تفضي إلى حل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة».
مشاركة :