“أنت على ضفاف النيل، وأنا بجانب النهر الأصفر. فمن يجمعهم تفاعل روحي قوي، لا يُعيقهم بعد المسافات. ورغم آلاف الأميال والجبال والأنهار التي تفصل بيننا، نقف معا على قلب رجل واحد وأيادينا متشابكة في مواجهة أي خطر”، هكذا كتب طلاب معهد خبي الصيني للفنون المهنية في رسالة بعثوا بها إلى نظرائهم من الطلاب المصريين. بمناسبة الذكرى السنوية الـ64 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، قام لي تشاو هوي رئيس جمعية خبي في مصر، وأحمد السعيد الباحث الشاب المتخصص في الشؤون الصينية، بزيارة مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية لنقل رسالة من طلاب معهد خبي الصيني للفنون المهنية وتسليم مجموعة من الكمامات التي جمعها طلاب المعهد عبر الإنترنت، إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، وحضر الاجتماع أحمد الشيخ القائم بعمل رئيس قطاع مكتب وزير التعليم العالي المصري. كما تم إهداء مجموعة أخرى من الكمامات إلى دار الأوبرا المصرية. وأكد الطلاب في رسالتهم أن العلاقات بين الأمم تكمن في الود المتبادل بين الشعوب، وهذا الود يبدأ بالشباب، وقالوا “لهذا أطلقنا مبادرة ندعو فيها كل طالب من طلاب معهد خبي إلى التبرع بكمامة طبية واحدة تعبيرا عن دعمنا لكم ودعمنا لمصر”، مشيرين إلى أن الشباب الصينيين والمصريين يقفون معا في المعركة المشتركة ضد الفيروس. وفي مواجهة التفشي المفاجئ لفيروس كورونا الجديد، تكاتفت جهود حكومتي مصر والصين وشعبيهما وتعاون البلدان لمواجهة هذا الخطر بشكل مشترك، حيث تجدر الإشارة هنا إلى أنه في أحلك الأوقات التي كانت فيها الصين تكافح الجائحة، أعربت مصر حكومة وشعبا عن دعمها للصين. وفي الرسالة، ذكر الطلاب أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قام بإيفاد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد في زيارة إلى الصين، وتزامنا مع الزيارة، أضاءت مصر تضامنا مع الصين ثلاثة معالم أثرية مصرية بألوان علم الصين الأحمر ونجومه الخمسة الصفراء من خلال عروض الصوت والضوء. و”كانت أطياف الشعب المصري من كل صوب وحدب، ومن مختلف الأعمار، نساء ورجالا يهتفون: اصمدي يا صين، اصمدي يا ووهان”، حسبما جاء في الرسالة. في الصورة الملتقطة يوم 31 مايو 2020، عامل يرش مطهرات في قطار في القاهرة، مصر. كما قال الطلاب إنه في الوقت الذي تواجه فيه مصر أيضا المهمة الصعبة المتمثلة في التصدي لهذه الجائحة، تعمل الصين بكل جد لتوفير الإمدادات الطبية والمعلومات وتجارب الوقاية والعلاج ونتائج البحوث الطبية لمصر، لافتين إلى أن “كل هذا يعكس مدى عمق الصداقة بين الصين ومصر والمستوى الرفيع للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين”. وأعرب أحمد الشيخ عن خالص الشكر وأطيب التمنيات، حيث قال “تربطنا بالتأكيد علاقات صداقة وطيدة، وأود بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن وزارة التعليم العالي المصرية أن اتوجه لكم بالشكر على دعمكم لمكافحتنا لفيروس كورونا الجديد”. وبعد استلام الكمامات، تحدث مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية مع شي يويه ون المستشار الثقافي بالسفارة الصينية ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، وعبر عن خالص امتنانه للجانب الصيني على الدعم المادي الذي قدمه إلى دار الأوبرا. ومن أجل إبراز الصداقة، استشهد طلاب معهد خبي في الرسالة ببيتٍ من “كتاب الأغاني” الذي يعد أول ديوان شعري في تاريخ الصين، قائلين “تهدني حبة من الخوخ، وأهديك قطعة من حجر اليشم”، ويحمل هذا البيت في طياته معنى ثقافيا وتراثيا عميقا يعبر عن اعتزاز الجانبين بالصداقة مع الآخر ورغبة كل منهما في أن يظلا أصدقاء للأبد. ومن جانبه، قال ناصر عبد العال وكيل كلية الألسن لشؤون التعليم والطلاب بجامعة عين شمس إن الكمامات المهداة من الطلاب الصينيين تجسد مشاعر الصداقة والمودة التي يكنها الشباب الصيني والشعب الصيني لمصر، مضيفا أن “الشيء الأكثر أهمية هو أن إهداء الكمامات يعد مشهدا معبرا، يقف فيه العالم شاهدا على أن الصداقة العريقة بين الشعبين الصيني والمصري قوية للغاية وقادرة على الصمود أمام الاختبار”.
مشاركة :