قال باحثون صينيون وأوروبيون يوم الأربعاء خلال فعاليات منتدى دلفي الاقتصادي في اليونان، الذي عُقد على الإنترنت هذا العام، إن جائحة كوفيد-19 تسلط الضوء على أن وجود تعاون أقوى بين الصين والاتحاد الأوروبي سيعود بالفائدة على الجانبين والعالم. فـ"عندما نواجه تحديات كهذه، نستفيد جميعا من تبادل الأفكار"، هكذا ذكر تشنغ لي، مدير برنامج السياسات الخارجية في مركز جون إل. ثورنتون تشاينا بمعهد بروكينغز والزميل الأقدم بالبرنامج، بصفته مديرا لحلقة نقاشية دارت حول العلاقات بين أوروبا والصين. وأشار فانغ جين، أمين عام مؤسسة الصين لبحوث التنمية، إلى الاستجابة للأزمة المالية لعام 2008 كسبيل للمضي قدما. وذكر فانغ إن "جهود الاقتصادات الكبرى تضافرت ومن خلال العمل المشترك استطاعت أن تحول دون أن يتحول الركود الكبير إلى كساد كبير. ونحن بحاجة اليوم إلى هذا النوع من التعاون". وقال فيليب لو كوري، الزميل الباحث في مركز موسافار- رحماني للأعمال والإدارة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن الصورة ليست وردية بالكامل، إذ أن هناك بعض القضايا لم تُعالج بعد. وأشار لو كوري إلى أن الاتحاد الأوروبي أدخل العام الماضي مفهوم التنافس في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، محددا الصين لأول مرة كمنافس نظامي. وأضاف لو كوري أن "هذه الجائحة تغير قواعد اللعبة على مستوى العالم. فلن تعود العولمة بعد الآن كما كانت عليه. وفي الأوقات العصيبة لا ينبغي علينا أن نقاتل بعضنا البعض، ولكن علينا الجلوس إلى الطاولة. إنه ليس وقت توجيه أصابع الاتهام إلى الناس". وأعرب دينغ تشون، مدير مركز الدراسات الأوروبية في جامعة فودان، عن تفاؤله إزاء آفاق العلاقات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقال "لا توجد صراعات جيوسياسية إستراتيجية والجانبان لديهما موقف مشترك بشأن تعزيز التعددية والتجارة الحرة والعولمة، وهي أمور مهمة للغاية في هذه الأوقات العصيبة". بدأت الدورة الخامسة من منتدى دلفي الاقتصادي، تحت عنوان "اليوم التالي"، يوم الثلاثاء وستستمر حتى يوم الجمعة. ويجمع المنتدى المئات من القادة السياسيين ورجال الأعمال، بالإضافة إلى أكاديميين من جميع أنحاء العالم، لمناقشة كيف أثرت الجائحة على العالم وكيفية المضي قدما.
مشاركة :