رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بالجهود المصرية لتحقيق التسوية السياسية اللازمة لإنهاء أعمال العنف في ليبيا، من خلال دعم وقف إطلاق النار هناك، وتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه ترامب مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حسب ما أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي. وقال راضي إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر حول تطورات الوضع في ليبيا، في ضوء إطلاق مبادرة «إعلان القاهرة»، حيث أعرب ترامب عن «ترحيبه بالجهود المصرية». وأضاف أن الاتصال شهد تناول بعض الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، وتبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة. وفي الإطار نفسه، رحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وحث على إجراء مفاوضات سريعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال بومبيو في مؤتمر صحفي «موافقة حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي على العودة إلى محادثات الأمم المتحدة الخاصة بالأمن خطوة أولى جيدة وإيجابية جداً». وأضاف: «مطلوب الآن بدء مفاوضات سريعة تجري بحسن نية لتطبيق وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية الليبية التي تقودها الأمم المتحدة». ومن جهته، طالب الممثّل الأعلى للاتّحاد الأوروبي ووزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا «بإلحاح» أطراف النزاع الليبي بوقف إطلاق النار، كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. وقالت الوزارة في بيان إنّ المسؤولين الأربعة «يطالبون بإلحاح كل الأطراف الليبية والدولية بوقف كلّ العمليات العسكرية بصورة فعّالة وفورية، وبالانخراط بطريقة بنّاءة في المفاوضات». وأضاف البيان أنّ «هذه الجهود يجب أن تقود كل الأطراف إلى الاتفاق سريعاً (...) على وقف لإطلاق النار، والانسحاب من كل المناطق الليبية لكل القوات الأجنبية والمرتزقة والأعتدة العسكرية التي أرسلت في انتهاك لحظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتّحدة». كما دعا المسؤولون الأوروبيون في بيانهم المشترك أطراف النزاع إلى «المشاركة بطريقة بنّاءة في كل أوجه الحوار الليبي-الليبي الذي ترعاه الأمم المتّحدة بهدف المضي قدماً نحو اتفاق سياسي شامل في إطار الخطوط العريضة التي تمّ الاتّفاق عليها في برلين». ومن جانبها، رفضت الحكومة التركية، على لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في ليبيا، الذي اعتبر أن الطرح المصري جاء لإنقاذ موقف المشير خليفة حفتر، ولا يخدم حكومة «الوفاق» في الوقت الحالي!
مشاركة :