اعتبر محللون أن عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي سامسونغ يسير في طريق غامض يهدد استقرار أعماله مستقبلا حتى بعد أن تجنب الوريث الفعلي للمجموعة لي جيه – يونغ الاعتقال، لاسيما وأن أزمة الوباء لا تزال تلقي بظلال قاتمة على سوق الهواتف الذكية، التي كبحت مبيعات كبار اللاعبين في هذا المضمار. سيول - تنفست مجموعة سامسونغ الكورية الجنوبية الصعداء مؤقتا مع تجنب قائدها الفعلي لي جيه – يونغ الاعتقال المرتبط باستجوابه بشأن عملية اندماج مثيرة للشكوك بين شركتين تابعتين للمجموعة قبل عدة سنوات. ومع ذلك يرى محللون أن المجموعة ما زالت تنتظر تحديا يتعلق بمواجهة لي لمعركة قانونية مطولة، بالإضافة إلى واقع يتسم بعدم الوضوح مع تفشي وباء كورونا. ورفضت محكمة سيول الثلاثاء الماضي، إصدار مذكرة اعتقال في حق نائب رئيس سامسونغ للإلكترونيات، الذي طالبت به النيابة العامة على إثر اتهامه المزعوم بالتورط في عملية اندماج غير مشروعة لشركتين من شركات المجموعة وهما سامسونغ سي آند تي وجيئيل للصناعات في 2015، بالإضافة إلى عملية احتيال محاسبي بشأن شركة صيدلة تابعة للمجموعة. وتشتبه النيابة في أن لي واثنين من كبار مديري المجموعة تورطوا في مخطط لتقليل قيمة شركة سي آند تي قبيل اندماجها مع جيئيل للصناعات لتسهيل خلافة لي لوالده المريض لي كون – هي. وتنفي سامسونغ هذه المزاعم بشدة قائلة إن لي لم يتورط في أي من القرارات المتعلقة باندماج الشركتين، وإنه لم يحدث أي تلاعب في أسعار الأسهم أو تداول غير عادل. ورغم أن عملاق صناعة الإلكترونيات تجنب السيناريو الأسوأ، إلا أن المجموعة ما زالت في حالة تأهب قصوى حيث أن المعركة القضائية المتعلقة بالتهم الموجهة لوريثها لم تنته بعد. كما أنه من المحتمل أن تطلب النيابة العامة إيقاف لي بعد أن تجمع المزيد من الأدلة أو قد تتمكن النيابة من توجيه التهم له دون اعتقال ومحاولة إدانته من خلال المحاكمات. ويرى خبراء القطاع أنه رغم أن لي تجنب الاعتقال، إلا أنه قد يتم تعليق قرارات العمل الاستراتيجية الخاصة بالمجموعة التي يتعين عليها التركيز حاليا على حماية وريثها من سلسلة من المحاكمات. وما زال لي يواجه قضية رشوة تسببت في سجنه قبل عامين وقد تعرض للسجن لما يقارب العام في 2017 لتورطه في رشوة أحد المقربين من الرئيسة السابقة بارك كون – هيه مقابل الحصول على دعمها لعملية اندماج عام 2015. وأُطلق سراحه في فبراير من 2018 عندما أوقفت محكمة الاستئناف عقوبته، بيد أن المحكمة العليا أمرت بإعادة المحاكمة مرة أخرى العام الماضي. المجموعة ما زالت تنتظر تحديا المجموعة ما زالت تنتظر تحديا ونسبت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية لتشوي جون – سون الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة سونغ كيون كوان قوله إنه “في حال غياب القائد لي عن الاستجواب أو المحاكمة، سيكون من الصعب إدارة المجموعة على النحو الطبيعي”. ويأتي قلق سامسونغ المتنامي من احتمالية غياب وريثها القائم عن إداراتها، وسط جهودها لتخطي حالة الغموض التي تسبب فيها الوباء بالإضافة إلى تجدد التوتر بين الصين والولايات المتحدة. وأظهرت بيانات شركة أبحاث السوق غارتنر أن سامسونغ حافظت على مكانتها في السوق العالمية بحصة بلغت 18.5 في المئة، رغم انخفاض مبيعاتها بأكثر من 22 في المئة، فيما ظلت هواوي في المرتبة الثانية بحصة بلغت 14.2 في المئة، بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 27 في المئة بسبب العقوبات الأميركية. وارتفعت مبيعات شركة سامسونغ للإلكترونيات وهي أهم شركات المجموعة بنسبة 5.61 في المئة على أساس سنوي إلى 55.3 تريليون وون (45.9 مليار دولار) في الربع الأول من العام، وارتفع دخلها التشغيلي بنسبة 3.43 في المئة على أساس سنوي إلى 6.4 تريليون وون في الفترة من يناير إلى مارس. بيد أن هذا الأداء يعتبر أداء متوسطا مقارنة بعام 2018 حيث وصل الدخل التشغيلي للشركة إلى الذروة إلى 8.3 مليار دولار على أساس ربع سنوي. وحذرت الشركة المصنعة لرقائق الذاكرة والهواتف من أداء أضعف في الربع الحالي في الوقت الذي يتوقع فيه أن يؤثر الوباء على سوق الهواتف. ومع كل الظروف التي تعيشها تحرص سامسونغ على تحسين مكاسبها، حيث حققت الشركات الـ12 التابعة للمجموعة دخلا تشغيليا يبلغ 13.5 مليار دولار، بانخفاض كبير بنسبة 65 في المئة مقارنة بعام سابق. وكان لي قد كثف قيادة استراتيجية المجموعة التي تتمحور أعمالها حول التكنولوجيا واضعا خططا استثمارية ضخمة منذ خروجه من السجن في 2018، بيد أن المخاطر القانونية الأخيرة قد تحد من حركته. وأعلنت سامسونغ في أغسطس 2018، أي بعد 6 أشهر من إطلاق سراح لي، عن استثمارات بقيمة 150 مليار دولار للسنوات الثلاث القادمة، مع تخصيص 108 مليارات دولار للاستثمارات داخل كوريا وتعهدت بتوفير 40 ألف فرصة عمل. واليوم تحاول المجموعة جاهدة توسيع وجودها لما هو أوسع من سوق الرقائق الذكية في الأعوام الأخيرة، وقد أعلنت في أبريل الماضي عن نظرتها التي تهدف إلى أن تصبح أكبر شركة لإنتاج الشرائح في العالم بحلول 2030 عن طريق استثمار 110 مليارات دولار لتعزيز قدرتها التنافسية. وتعهدت الشركة العام الماضي باستثمار 10.9 مليار دولار حتى العام 2025 لتطوير شاشات الجيل الثاني المعروفة باسم شاشات النقط الكمية.
مشاركة :