كشف المجلس الرمضاني الذي نظمته جمعية الرياضيين واستضافته جامعة الشارقة ملتقى الحضارات بمقر عمادة شؤون الطلبة، بعنوان الذاكرة الوطنية للرياضة في الإمارات عن تفاقم ظاهرة تسرب بعض المواطنين المختصين في التربية البدنية من العمل في الساحة الرياضية كمعلمين وإداريين ومدربين بسبب مغريات المال، كما دعا لإنشاء كليات للتربية الرياضية لسد حاجة القطاع الرياضي من المختصين في مجالات التعليم والتدريب في ظل التوسع الذي يشهده المجال في ظل الاحتراف، علاوة على تضمين تشكيل مجالس إدارة الاتحادات الرياضية خريج مواطن متخصص في التربية البدنية والرياضة، وأكد المشاركون الدور الرئيسي للمدارس في البناء والنماء الرياضي على خلفية ما تحتضنه من ثروة بشرية هائلة، ما يفرض تعزيز دورها في الفترة المقبلة من أجل صناعة أبطال المستقبل. تحدث في الجلسة الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين، ومحمد دياب الموسى المستشار التربوي بديوان حاكم الشارقة، ومحمد جمعة بن هندي الرئيس السابق للمجلس الاستشاري في الشارقة، والدكتور إبراهيم السكار نائب رئيس جمعية الرياضيين، وأدار الجلسة ببراعة الدكتور محمود درابسة عميد شؤون الطلبة في جامعة الشارقة. وحضر الجلسة عدنان الشمسي أمين عام جمعية الرياضيين، وعبدالله شهداد عضو مجلس إدارة الجمعية، وسحر العوبد عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، والدكتور هشام عبدالحليم الهواري مسؤول الأنشطة الطلابية في جامعة الشارقة، وعدد من الشخصيات العلمية والرياضية. وتحدث د. الشريف مشيراً إلى أن الهدف من تنظيم سلسلة الندوات عن الذاكرة الوطنية في الرياضة ليس فقط سرد الماضي، بل الحاضر، وطرح الرؤى والتصورات للمستقبل، مضيفاً: تبرز جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الرياضة وتعزيز الجانب القيمي، علاوة على اهتمام سموه بلاعبي أندية إمارة الشارقة والمنتخب الوطني لكرة القدم، مضيفاً: التعليم النظامي في الإمارات بدءاً من عام 1953، وهذا يدفعنا للحديث عن التربية البدنية وإسهامات المعلمين منذ عام 1970، في إدارة شؤون القطاع الأهلي كمدربين وحكام ومعلقين رياضيين على المباريات وهذه الأدوار أسهمت في بناء البنية التحتية لرياضة الإمارات. وأضاف: شهدت مدة الثمانينات طفرة على صعيد مراكز التدريب أيام جمعة غريب وعبدالرحمن الحساوي وهما من الرعيل الأول في المجال، ولا ننسى دور الأخ محمد بن هندي في أول مشاركة لمنتخب ألعاب القوى مع بداية اتحاد الدولة من خلال ألعاب القوى وغيره من الذين قدموا إسهاماتهم في مدة البدايات، ونريد أن يكون للتعليم دور في إعداد الأبطال كما كان في السابق، كما تبرز الحاجة الماسة لإنشاء كلية متخصصة للتربية الرياضية، بعدما أغلق قسم التربية الرياضية في جامعة العين، وأعتقد أن تطورنا الرياضي ودخولنا في فلك الاحتراف الرياضي الذي تنفق فيه المليارات يحتاج للعنصر البشري المختص والمؤهل للعمل في المجال، وبالتالي تبرز الحاجة لوجود كليات التربية الرياضية على غرار كل البلدان العربية.وقال الشريف: نحتاج من ثمانية إلى عشرة آلاف وظيفة في القطاع الرياضي في مجالات التعليم والتدريب والإدارة، وذلك من خلال دراسة أجريت، ونوصي كجمعية رياضيين بإنشاء كلية للتربية الرياضية، ووجود مواطن مختص في التربية الرياضية ضمن تشكيلات الاتحادات الرياضية. عدنان الشمسي: مغريات المال سبب التسرب في مداخلة له اقترح عدنان الشمسي الأمين العام لجمعية الرياضيين إدراج مساق دراسي رياضي غير إجباري بعنوان الرياضة في حياتنا في جامعة الشارقة، وقال: هذا المساق سيجذب المواطنين لدراسته خاصة والرياضة توسعت وانتشرت بشكبل كبير في أوساط المجتمع بالإضافة لوجود منشآت هائلة، ونأمل ذلك، كما أود الإشارة إلى أن المغريات المادية التي تقدمها المؤسسات الأخرى هى السبب الرئيسي في تسرب عدد كبير من خريجي التربية الرياضية من العمل في المجال، مع ملاحظة أننا دخلنا عصر الاحتراف منذ سنوات وعليه فإن الرياضة وبهذا المنطق السائد أصبحت صناعة تحتاج إلى الخبرات المؤهلة والمدربة للعمل في المجال. درابسة يشيد بدعم حاكم الشارقة لالأنشطة أشاد الدكتور محمود درابسة عميد شؤون الطلبة في جامعة الشارقة، خلال إدارته للمجلس الرمضاني، بالدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، في تقديم كل أوجه وأشكال الدعم التي أسهمت في إثراء مسيرة التعليم والثقافة بالدولة، والتي امتدت لتطال الأمتين العربية والإسلامية والعالم بأسره. كما ثمّن جهود سموه المستمرة في تأصيل ونهضة الحركة الكشفية بالوطن العربي والدولة من خلال عديد المبادرات في المجال، علاوة على حرص سموه الدائم على حفز وتشجيع الرياضيين من أبناء الوطن وتقدير إنجازات المبدعين منهم على المستويات كافة، علاوة على دعم سموه للأنشطة الطلابية بجامعة الشارقة عموماً، والرياضية منها على وجه الخصوص. وتابع: توجيهات ودعم سموه جعلا من الجامعة قلعة علمية ورياضية متميزة، حيث لديها بنية تحتية ضخمة تضم 3 مجمعات رياضية للطلاب وواحد للطالبات، ومجمع آخر في فرع الجامعة بخورفكان، إضافة إلى الصالات المغطاة وصالة اللياقة البدنية والمسبح الأولمبي للطلاب الأولمبية، والملاعب الخارجية المكشوفة كلها مجهزة بأحدث الأدوات، وكلها في خدمة الطلبة. وأكد درابسة أهمية الفكرة التي طرحها رئيس جمعية الرياضيين بشأن إنشاء كلية تربية رياضية من منطلق الحاجة إليها في تأهيل الكوادر المواطنة، حيث المدارس بحاجة إلى معلمين، والأندية والاتحادات تحتاج إلى مدربين، ما يفرض الحاجة إليها كضرورة، ومنوهاً ببرنامج دبلوم الإدارة الرياضية التابع للتعليم المستمر والمطبق حالياً. السكار: الدخلاء يحرمون المواطنين من العمل بالاتحادات كشف الدكتور إبراهيم السكار عن ظاهرة إبعاد خريجي التربية الرياضية من المعلمين والمدربين المواطنين من العمل في المجال على الرغم من كونهم حملة درجة البكالوريوس في التخصص، من قسم التربية الرياضية بجامعة الإمارات الذي تم إغلاقه، أكثر من 300 خريج، لكنهم للأسف مبعدون من العمل في الاتحادات والأندية، والمؤسف أن من يحل محلهم هم من ليس لهم صلة بالرياضة من الدخلاء عليها. وأضاف: عندما انتهيت من دراستي في التربية الرياضية عملت حكماً، وكان محمد جمعة بن هندي وقتها أميناً عاماً لاتحاد ألعاب القوى وأقدر له أنه أعطاني الفرصة، وعينني رئيساً للجنة الحكام، ونجحت في تطوير الحكام المواطنين، وما أود تأكيده هو أن اللاعب في الماضي كان يمارس الرياضة من دون مقابل، ولديه شغف لدرجة أنه كان يتمنى اللعب ويدفع من جيبه في سبيل ذلك، بخلاف ما هو حاصل الآن تحت بند الاحتراف الرياضي الذي من المؤكد جوره على بعض القيم والمبادئ الرياضية، لكننا مضطرون لمسايرة التطور العالمي في المجال. وشهدت الجلسة مداخلات لعدد من الحضور، حيث دعت سحر العوبد إلى التركيز على الدورات التدريبية للعاملين في المجال الرياضي لأهميتها في اكتساب وتطوير القدرات لمواكبة الحاجة للمزيد من الإداريين والمدربين والحكام في ظل التطور الرياضي بالدولة، كما طالب صلاح العامري مدرب اللياقة البدنية بجامعة الشارقة وبطل آسيا، بإنشاء أكاديميات رياضية تدعم مجالات التدريب الرياضي. ابن هندي: منتخباتنا للمناسبات ومطلوب خطة إنقاذ قال محمد جمعة بن هندي: في مدة بدايات الدولة كان الترابط بين المدرسة والرياضة أقوى من الوضع الحالي، وأذكر عندما كنت لاعبا في ألعاب القوى كانت المدرسة هي الطريق الوحيد للالتحاق بالمنتخبات الوطنية في إنتاج اللاعب، ولا يمكن إغفال أن المعلمين كان لهم دور كبير في إثراء الحركة الرياضية بالدولة، وأذكر في هذا أنني عندما كنت لاعبا في رياضة ألعاب القوى كان لمعلمي محمد علي محمد، رحمه الله، الدور الأساسي في تدريبي وتأهيلي رياضياً، و كنت أحصل على كأس التفوق الرياضي وفي الوقت نفسه أتفوق في المسابقات العلمية، كما شاركت في أول بطولة خارجية لألعاب القوى في البصرة بالعراق، كما أن الاهتمام بأم الألعاب كان كبيراً حيث كانت إذاعة الشارقة تنقل على الهواء المنافسات من مضمار مدرسة العروبة. وتابع ابن هندي: من السبعينات للآن ما زالت المعاناة نفسها، فمن غير المنطقي ألا يملك اتحاد ألعاب القوى مضماراً لإعداد المنتخبات حتى الآن، والاجتهادات الفردية غير مفيدة، كما نحتاج لدراسة متكاملة تقوم بها الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بوصفها الجهة الحكومية المسؤولة لتقيم من خلالها الاحتياجات والمتطلبات وسبل توفيرها من أجل إعداد وصناعة أبطال المستقبل لإحراز الإنجازات، فالواقع يقول إننا بحاجة لاستراتيجية فعّالة تنقذنا من الدوامة التي نحن فيها فمشكلتنا تخطيطية، ولأدلل على ذلك أذكر أنني عام 1990 عندما كنت أميناً عاماً لاتحاد ألعاب القوى عملنا دراسة تتضمن مشروعاً كبيراً لبناء وتقوية المنتخبات وكانت تلك الدراسة بمثابة الأمل كونها بنيت على دعائم علمية بنيوية قوية، ولكنها للأسف ضاعت مع تعاقب الإدارات على الاتحاد ولم تنفذ، وهذا معناه عدم وجود أرضية عمل ثابتة في مؤسساتنا الرياضية لا ترتبط بتغيير الأشخاص. وأضاف: لا نريد أن تكون منتخباتنا للمناسبات فقط، ولا يمكن بأي حال أن تتطور رياضتنا بدون تفعيل دور المدارس، خاصة ونحن عندنا حوالي نصف مليون طالب في المناطق والمكاتب التعليمية العشرة بالدولة ولو أخذنا من كل منها ألف طالب فقط وعملنا على إعدادهم بشكل علمي سليم فسوف نحصل على الأقل على نحو 700 لاعب متميزين لديم مقومات الأبطال، فالمطلوب عزم وعمل وناس يشتغلون. الموسى: مدرسة القاسمية شهدت تكوين أول فريق لكرة القدم 1954 تحدث محمد ذياب الموسى عن بدايات الدولة، مشيداً بدور صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في بناء ودعم الرياضة والحركة الكشفية بالدولة، مشيراً إلى أن النهضة التي طالت مناحي الحياة كافة، أصابت الرياضة أيضاً، التي شهدت تقدماً وازدهاراً مع تأسيس الدولة، منوهاً بالجهود التي كان يبذلها الرعيل الأول من المعلمين، في حث الطلبة على التعليم، وقال: تمّ توظيف الرياضة بشكل جديد في تشجيع الطلبة على الدراسة على أساس شغفهم باللعب، وقد تم تشكيل أول فريق لكرة القدم في إمارة الشارقة عام 1954. وأضاف: بعدها وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، تم تشكيل أول فرقة كشافة في مدرسة القاسمية التي كانت أول مدرسة بالدولة تسير بنظام حديث، وكانت قريبة من مطار الشارقة، وبدأنا من الصف الرابع الابتدائي نلعب مع فرق من موظفي المطار كرة القدم، حيث كانت الأعمار تراوح بين 12 و13 سنة، فالالتحاق بالتعليم كان وقتها في سن متأخرة، وبعد ذلك ومع قيام الدولة عام 1971، توسعت ونهضت كل المجالات وشهدت الحركة الرياضية تطوراً، حيث بدأ تكوين الأندية وكانت الرياضة آنذاك مزيجاً بين النشاط المدرسي والأهلي. ودعا الموسى إلى تشكيل لجنة من بين المشاركين في الجلسة لصياغة التوصيات، والسعي لدى الجهات المسؤولة، من خلال جمعية الرياضيين، من أجل عرض المقترحات وتقديمها، لتسفيد منها رياضة الإمارات.
مشاركة :