الوباء يضعف شركات الطيران .. "لوفتهانزا" تنوي إلغاء 22 ألف وظيفة حول العالم

  • 6/12/2020
  • 01:09
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل وباء كوفيد - 19 إضعاف قطاع الطيران، إذ أعلنت "لوفتهانزا" شركة الطيران الأوروبية الأولى أمس، أنها تنوي إلغاء 22 ألف وظيفة في العالم، تمثل 16 في المائة، من موظفيها. وستخفض "لوفتهانزا" المتأثرة بالأزمة، التي ضربت قطاع الطيران كاملا في العالم جراء وباء كوفيد - 19، عدد العاملين على متن طائراتها في وقت يستأنف فيه بشكل بطيء جدا النقل الجوي عالميا. ووفقا لـ"الفرنسية"، قالت الشركة أمس، "سيكون لدينا عدد أقل بـ22 ألف وظيفة بدوام كامل في مجموعة لوفتهانزا، نصفها في ألمانيا". وأوضحت الشركة أنها تسعى إلى أن تتجنب قدر الإمكان عمليات تسريح دون تعويضات، بفضل تدابير بطالة جزئية واتفاقات يجري التفاوض عليها مع النقابات. وبهذا العدد من التسريحات، التي تعتزم إجراءها، تكون الشركة قد رفعت توقعات أعلنتها سابقا، فقد قدر كارستن سفور، مدير المجموعة مطلع حزيران (يونيو) بعشرة آلاف فقط عدد الوظائف، التي سيجري إلغاؤها. وتوظف المجموعة، التي تملك أيضا شركات الخطوط الجوية السويسرية الدولية والخطوط النمسوية والخطوط الجوية البلجيكية وشركة يورووينجز المنخفضة التكلفة، 135 ألف شخص حول العالم. وشكل تفشي وباء كوفيد - 19 ضربة قاسية لـ"لوفتهانزا" كما لكل قطاع الطيران. وفي ذروة الأزمة، لم تكن المجموعة توفر سوى 3 في المائة، من عدد المقاعد، التي توفرها عادة، وهو ما يساوي تقريبا عدد الرحلات الجوية خلال أعوام الخمسينيات. بالإضافة إلى ذلك، جمدت 700 من أصل 763 طائرة من أسطول المجموعة خلال فترة ذروة تفشي الوباء، فيما انهار عدد ركابها بنسبة 98 في المائة، في نيسان (أبريل)، مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، وكلفت الأزمة "لوفتهانزا" خسارة صافية غير مسبوقة بقيمة 2.1 مليار يورو خلال الفصل الأول من 2020. ويدخل إلغاء الوظائف ضمن برنامج إعادة هيكلة أعلنته إدارة المجموعة مطلع حزيران (يونيو)، ويثير جدلا في ألمانيا. ولتفادي الإفلاس، تلقت "لوفتهانزا" تسعة مليارات يورو من المساعدات الحكومية والائتمانات المضمونة من الدولة الألمانية، ما يعادل 20 في المائة، من رأسمال الشركة، وبذلك أصبحت الدولة الألمانية المساهم الأكبر فيها، لكنها تنازلت عن التدخل في شؤونها الإدارية. ولذلك تتهم الحكومة بالمشاركة في تمويل عمليات خفض الموظفين في المجموعة، حيث ندد بيرند ريكسينجر زعيم حزب دير لينكيه في تغريدة بذلك قائلا "تسعة مليارات يورو بشركة تساوي أربعة مليارات (في البورصة)، مع التنازل عن إعطاء كلمة بالقرارات، التي تتخذ حين تلغي "لوفتهانزا" 20 ألف وظيفة، والحكومة الفيدرالية مسؤولة". وبرر مايكل نيجيمان مسؤول الموارد البشرية في المجلس التنفيذي للمجموعة الخطوة بالقول "دون تخفيض كبير لتكاليف الموظفين خلال الأزمة، نفسد فرصة إعادة انطلاق أفضل، ونخاطر بإضعاف لوفتهانزا". ومع تراجع الوباء في أوروبا ورفع تدابير العزل، تعاود شركات الطيران استئناف نشاطها، لكن بتريث، وبحلول أيلول (سبتمبر)، ستعيد "لوفتهانزا" تسيير رحلات إلى 90 في المائة، من الوجهات المحلية الاعتيادية، و70 في المائة، من وجهاتها البعيدة، لكن "من الواضح أن الطلب على النقل الجوي سينتعش بشكل بطيء". وتنوي "لوفتهانزا" إبقاء 300 من طائراتها مجمدة في عام 2021، و200 منها في 2022، في مؤشر إلى أنها تنتظر استئنافا بطيئا للطلب، كما أنها ستتخلى عن 100 من طائراتها. ليست "لوفتهانزا" وحيدة في هذه الأزمة، فمنذ أسابيع عديدة، يعاني قطاع الطيران بمجمله، حيث أعلنت شركة "توي إي جي" الألمانية للسياحة والسفر في أيار (مايو) إلغاء 10 في المائة، من الوظائف فيها، جزء كبير منها في شركاتها للطيران التجاري. وأعلنت شركات عديدة أيضا في القطاع إلغاء وظائف، منها الخطوط الكندية (نحو 19 ألف وظيفة)، والخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيرويز" (12 ألف وظيفة، أي 30 في المائة، من إجمالي الموظفين) والأمريكية "دلتا" (عشرة آلاف وظيفة)، فيما أشهرت أخرى إفلاسها.

مشاركة :