أصبح الأطباء والممرضون والعاملون في مجال الرعاية الصحية أبطالاً يحاربون وباء فيروس كورونا في الصفوف الأمامية، وقد صفق لهم سكان العالم من الشرفات وفي الشوارع. وفيما يتعامل العاملون في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات مع تدفق هائل من المرضى، يواجهون الخوف من الإصابة بالفيروس. وفي أحيان كثيرة، يواجهون قرارات مفجعة أثناء معالجة المرضى. وتحدث صحافيون إلى عاملين في مجال الرعاية الصحية من حول العالم لمعرفة ماذا يعني أن تكون في خط المواجهة في المعركة ضد فيروس كورونا. لا يمكن أن تمرض إيطاليا واحدة من أكثر الدول التي تضررت من «كورونا»، ورغم تراجع حدة الأمر واتجاهها الى التعافي التدريجي إلا أنه توفي العشرات من الأطباء والممرضين بسبب «كوفيد - 19»، وأصيب الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالفيروس. وشددت سيلفانا دي فلوريو، وهي منسقة التمريض في وحدة العناية المركزة المخصصة لمرضى «كوفيد - 19» في مستشفى تور فيرغاتا في روما، على أهمية وضع الأقنعة الواقية والقفازات وارتداء البدلات الطبية لتجنب الإصابة بالعدوى. وقالت: «نحن لا نخصص فترة محددة لذلك، لكننا قدرنا أنه لمناوبة من سبع ساعات، يمضي الموظف بين 40 و50 دقيقة فقط مرتدياً الملابس الواقية». وأضافت «من حيث غسل اليدين وتطهيرهما، نحن نتحدث عن 60 إلى 75 دقيقة في اليوم». وتابعت «لا يمكن أن تمرض الطواقم الطبية، لأن ذلك لن يكون عادلاً». حرب بلا أسلحة في مدينة غواياكيل الساحلية في المحيط الهادئ في الإكوادور، لا تحاول ممرضة مريضة إخفاء غضبها، فقد أصيب 80 من زملائها وتوفي خمسة منهم. الإكوادور هي واحدة من أكثر الدول المتضررة في أميركا الجنوبية، حيث تتمدد مئات الجثث داخل المنازل بسبب امتلاء المشارح. وقالت الممرضة البالغة 55 عاماً، والتي لم ترغب في الكشف عن هويتها: «لقد ذهبنا إلى الحرب دون أسلحة». وأضافت الممرضة التي تتعافى في المنزل، إذ لا توجد أماكن شاغرة في المستشفيات «المعدات اللازمة لم تكن جاهزة عندما كان هذا الوباء ينتشر ويدمر أوروبا». ولفتت إلى أن المرضى الذين عانوا «أعراضاً حادة» كانوا يصلون إلى قسم الطوارئ «لكن بسبب نقص الاختبارات، عولجوا كما لو كانوا مصابين بالإنفلونزا، ثم أرسلوا إلى منازلهم». وأشارت إلى أنه «لم يكن لدينا معدات وقاية شخصية، لكننا لم نستطع رفض معالجة المرضى». نقص في المعدات اشتكت جودي شيريدان-غونزاليس، رئيسة جمعية الممرضات في ولاية نيويورك، نقص معدات الحماية للعاملين الطبيين. وقالت في احتجاج خارج أحد المستشفيات: «ليس لدينا الأسلحة والدروع لحماية أنفسنا من العدو». وأخبر بيني ماثيو، وهو ممرض يبلغ من العمر 43 عاماً في نيويورك، أنه أصيب بالفيروس بعدما قام برعاية أربعة مرضى على الأقل من دون ملابس طبية واقية. وبعد ذلك بقليل، عندما انخفضت حرارته، طلب منه المستشفى أن يعود إلى العمل. وتابع «قالوا لي إذا لم تكن حرارتك مرتفعة يمكنك العودة إلى العمل، وكان ذلك المعيار الوحيد بالنسبة إليهم». وأضاف «قيل لي أن أضع قناعاً وآتي إلى العمل. ليس لدينا ما يكفي من الموظفين، لذلك أعتقد أنه كان واجبي أن أعود. لكنني كنت قلقاً أن أنقل المرض إلى زملائي والمرضى الذين ليسوا مصابين به». كابوس حقيقي اعتاد الأطباء في مستشفى سان لازارو في مانيلا، وهو مركز مخصص للأمراض المعدية، على محاربة أشد الأمراض المعدية، لكنهم لم يروا أي شيء مماثل لـ«كوفيد - 19». وقال الطبيب فيرديناند دي غوزمان، البالغ من العمر 60 عاماً، ويعتبر من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس: «إننا نعيش كابوساً حقيقياً». ومع وجود عدد محدود من غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعي، يضطر الأطباء لاتخاذ أحكام مروعة. ويخشى كثر من العودة إلى المنزل بعد انتهاء المناوبة، وأوضح الطبيب «نحن نخاف على عائلاتنا». «نحن خائفون» يعترف روجيه إيتوا، وهو طبيب في الكاميرون، وهي من أكثر الدول تضرراً في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بأن الخوف من الإصابة بالمرض يؤثر أيضاً على العاملين في مجال الرعاية الصحية. وقال إيتوا (36 عاماً): «أعيش مع زوجتي وأولادي. عندما أصل في المساء أهرع للاستحمام، ومن الصعب جداً أن تمنع الأطفال من القفز عليك». وتابع «نحن خائفون مثل بقية السكان. نخشى ألا نكون قد ارتدينا أقنعتنا وبدلاتنا بشكل صحيح عندما نتعامل مع مريض تظهر عليه أعراض الفيروس». وأضاف «من الواضح أننا خائفون من الإصابة به. عندما تستيقظ في الصباح وتعاني بعض الصداع تسأل نفسك: ماذا لو كنت مصاباً بالفيروس؟». التوتر حتى في البيت توماس كيرشنينغ طبيب ومنسق للعناية المركزة في مدينة مانهايم الألمانية قرب الحدود مع فرنسا. ويشعر ببعض التوتر عند العودة إلى المنزل لزوجته وابنتيه، ويوضح «أفعل كل ما بوسعي للتأكد من عدم نقل أي عدوى عندما أعود للمنزل». ويتابع «قد لا نقترب من بعضنا بعضاً مثلما كنا نفعل عادة قبل هذا الوباء. نحن قلقون بعض الشيء، عائلتي قلقة بشأني وأنا قلق أيضاً على عائلتي». - «الطواقم الطبية تستغرق 60 إلى 75 دقيقة في غسل الأيدي». - فيرديناند دي غوزمان: «نعيش كابوساً حقيقياً، نحن نخاف على عائلاتنا». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :