إجراءات ونصائح للحفاظ على الصحة العامة أثناء السفر

  • 6/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: هشام مدخنة قد لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل أزمة «كوفيد-19» الذي عطل حياتنا كما لم يكن أحد يتخيل في بداية عام 2020، لكن العالم لن يبقى مقفلاً للأبد. فقد بدأت بشائر إعادة فتح الاقتصاد الدولي تلوح في الأفق وبدأ معها قطاع السفر يبتكر بروتوكولات ويسن قوانين وإجراءات من أجل إعادة بناء الثقة وتوفير الاطمئنان بأن المطارات وشركات الطيران ستوفر بيئات آمنة للسفر فيها بمجرد تخفيف قيود السفر. يأتي القلق الأساسي من فكرة السفر سواء جواً أو بالحافلة أو حتى بالقطار من التكدس المحتمل للمسافرين ضمن مسافات ليست ببعيدة ولفترة زمنية طويلة، ما قد يجعلهم عرضة مباشرة للإصابة أو نقل العدوى، وخصوصاً إذا كان أحد الركاب من المصابين بفيروس «كورونا» ممن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بعد. أما مصدر القلق الثانوي من السفر فهو الاتصال بالأسطح الملوثة. قد يلوث شخص مصاب مسند ذراع مشترك أو مقبض باب المرحاض في المطار أو أي عنصر آخر، ومن المعروف أن الفيروس يبقى على قيد الحياة لساعات، فإذا لمست هذا السطح ثم لمست فمك أو أنفك، فإنك تعرض نفسك لخطر العدوى بنسبة كبيرة. ماذا يجب أن نفعل قبل حجز الرحلة؟ على الرغم من عدم وجود طريقة لجعل السفر بالطائرة آمناً بنسبة 100%، إلا أن هناك طرقاً لجعله أكثر أماناً من السابق. فمن المهم التفكير في التفاصيل الخاصة بكل رحلة. أحد الأساليب لاتخاذك قرار السفر من عدمه هو استخدام ما يسميه خبراء الصحة المهنية ب «التسلسل الهرمي للضوابط». حيث يركز هذا النهج على استراتيجيات التحكم في المواقف التي نجد فيها أنفسنا عرضة مباشرة وبالقرب من شخص يحمل العدوى. كما يقلل من مقدار الاعتماد على السلوك البشري الفردي للتحكم في تلك المواقف. من المهم جداً أن نتذكر أننا أنفسنا قد نكون ناقلين للعدوى مثلما قد يكون كل من حولنا معدياً أيضاً. بما أننا لا نستطيع القضاء على فيروس «كورونا» المستجد بشكل كامل حتى الآن، فإن أفضل طريقة للحد من التعرض المباشر للإصابة به هي ببساطة السيطرة على الظروف والمسببات التي قد تنقل المرض نفسه وإلغاؤها، كإلغاء الرحلة بالكامل إن أمكن. كما يجب على كبار السن ومن يعانون ظروفاً صحية خاصة التفكير ملياً قبل الإقدام على حجز الرحلة. وفي حال كنا بصحة جيدة نحن والذين سنزورهم، فعلينا تجربة طرق سفر بديلة إن ساعدتنا الظروف، تكون أقل خطراً وأكثر أمناً من التجمع داخل مقصورات الطائرات أو الحافلات. هل من الممكن قيادة السيارة؟ سيسمح ذلك بمزيد من التحكم في تقليل تعرضنا للعدوى، خاصة إذا كانت المسافة أقل من يوم سفر كامل. التباعد بين الركاب في حال قررنا حجز رحلة السفر فعلينا مباشرة وقبل كل شيء مراجعة سياسات شركات الطيران في ما يتعلق بالجلوس والصعود إلى الطائرة. حيث بدأت شركات الطيران تطبيق سياسة التباعد بين الركاب وتقليل الطاقة الاستيعابية للطائرة مع عدم استخدام المقاعد الوسطى ووجود صفوف فارغة. وأعلن بعضها السماح للعملاء بإلغاء رحلاتهم إذا تجاوز عدد الركاب 70% من استطاعة الطائرة. وحيث إن التوجيه الحكومي للدول يتغير باستمرار وفق المعطيات المستجدة، فعلينا أن نكون دائماً على اطلاع على أحدث التوجيهات من الوكالات الحكومية وشركات الطيران والمطارات للحصول على مزيد من النصائح عن السياسات أو القيود الحالية. وإذا وجهنا خياراتنا نحو حجز رحلات متعددة وبمدد زمنية أقصر، سيقلل هذا من احتمالية استخدام المرحاض ومن مدة التعرض المباشر لشخص قد يكون مصاباً بالفيروس على متن الطائرة. ينصح خبراء الصحة العامة بحجز المقعد المجاور للنافذة إن أمكن. فإذا كنت تفكر في دائرة نصف قطرها ست أقدام من حولك، فإن وجود جدار على جانب واحد سيقلل بشكل مباشر عدد الأشخاص الذين تتعرض لهم أثناء الرحلة إلى النصف، ناهيك عن جميع الأشخاص الذين يصعدون ويهبطون في الممر. لذلك يعد الجلوس بجانب النافذة خياراً جيداً جداً لتقليل احتمالية الإصابة بالفيروس. تحقق أيضاً من الضوابط الهندسية لشركة الطيران والتي يتم تصميمها أو وضعها موضع التنفيذ لعزل المخاطر. وتشمل أنظمة التهوية، والحواجز على متن الطائرة والبخاخات المطهرة على متن الرحلات الجوية. الهواء النقي فعند تشغيل نظام التهوية على الطائرات، يعاد تدوير الهواء النقي الخارجي بنسبة عالية جداً، أعلى بنحو 10 مرات من معظم المباني التجارية. إضافة إلى ذلك، تحتوي معظم أنظمة التهوية في الطائرات على فلاتر تكون فعالة بنسبة 99.9% لإزالة الجسيمات التي يبلغ قطرها 0.3 ميكرون. معدات الحماية الشخصية كيف تحقق أكبر حماية ممكنة حتى وصولك لمقعد الطائرة منذ دخولك المطار وتسجيل الوصول إلى وزن الحقائب ومن ثم الصعود على متن الطائرة، سوف تلمس العديد من الأسطح. ولتقليل المخاطر يجب اتباع بعض الإرشادات. فالمناديل اليدوية أو بخاخات التعقيم الطبية أو حتى قطعة قماش مبللة بالمادة الفعالة يجب أن تكون حاضرة معك لتطهير الأسطح مثل الحقائب وحزام الأمان والممتلكات الشخصية كجواز السفر، فمن غير المحتمل أن تنمو الفيروسات على قطعة قماش بمحلول مطهر. لكن علينا معرفة أن زيادة التعقيم بهذه المواد ليس آمناً أيضاً. غسل اليدين والتعقيم احرص أيضاً على جلب أكياس بلاستيكية مضغوطة لوضع الأغراض الشخصية التي قد يتعامل معها الآخرون، مثل بطاقة الهوية أو جواز السفر أو حتى الهاتف النقال. أحضر أكياساً إضافية حتى تتمكن من وضع هذه الأشياء الشخصية فيها من جديد بعد تعقيمها وانتهاء الحاجة إليها. كما يجب المواظبة على غسل اليدين أو استخدم معقم اليدين قدر الإمكان. في حين أن الصابون والماء أكثر فاعلية، فإن معقم اليدين مفيد بعد الغسل في بعض الحالات. أما الجزء المهم جداً للوقاية فهو ارتداء الكمامات. ويجب استعمال نوعية جيدة من الناحية الفنية للتأكد من أنها ملائمة وآمنة. أما القفازات فلا ينصح بها دائماً لأن ذلك يؤدي إلى شعور زائف بالأمان وقد ارتبط ارتداؤها بتقليل ممارسات نظافة اليدين مثل الغسل بالصابون أو التعقيم. في حال كنت تفكر في اصطحاب الأطفال معك، فهناك اعتبارات خاصة عليك أخذها بعين الاعتبار والأهم أن مسؤولية حمايتهم ستكون مضاعفة. لأن حمل طفل صغير على الالتزام بارتداء كمامة والحفاظ على سلوكيات النظافة الجيدة في المنزل أمر صعب، فما بالك وهو محصور ضمن كرسي ضيق ولفترة زمنية قد تكون طويلة؟ قد يكون من المستحيل القيام بذلك عند الطيران.

مشاركة :