الخلطات الشعبية.. علاج وهمي لـ«كورونا»

  • 6/13/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حذر مختصون من استغلال أصحاب النفوس الضعيفة، للمجتمع، ومن وجدوا جائحة فيروس «كورونا»، فرصة للترويج لأمور غير دقيقة، تؤثر على حياة وصحة الإنسان، مثل الأدوية أو الخلطات الشعبية، التي ليست لها دراسات علمية. وطالبوا المواطنين والمقيمين بعدم الانسياق وراء مثل هذه الادعاءات، التي لا تستند على أساس علمي، مؤكدين أهمية الحصول على المعلومات من مصادرها العلمية الموثوقة.قال وكيل كلية الطب بجامعة الملك فيصل د. نايف الحمام، إن جائحة «كورونا» موجة طغت على العالم أجمع، وإن الوقاية هي السبيل الأمثل للقضاء على الفيروس، ووضع حد لانتشاره، خاصةً أنه ينتقل عن طريق المخالطة، فكانت تعليمات وتوجيهات وزارة الصحة موجهة بشكل دقيق، في التقليل من المخالطة، وبالتالي الحد من انتشار الفيروس.وأضاف: سخرت قيادتنا الحكيمة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، الغالي والنفيس لتحقيق الأمان الصحي، وحفظ حياة الإنسان.وتابع د. الحمام: إن في كل أزمة، يحاول قلة استغلالها بطريقة خاطئة، إما لجهل، أو لمصلحة، ويتم الترويج لأمور غير دقيقة، وفي بعض الأحيان تؤثر على حياة وصحة الإنسان، متابعًا: «ظهر لنا خلال الأشهر الماضية من يروج لأدوية أو خلطات شعبية، ليست لها دراسات علمية، لعلاج فيروس كورونا، لذلك أنصح الجميع بالالتزام بتوجيهات وزارة الصحة، والابتعاد عن كل ما يصدر وليس له مرجعية طبية موثقة ومعتمدة من القنوات الرسمية».الوقاية السبيل الأمثل للقضاء على الفيروسأكد مدير إدارة التغذية بصحة الأحساء أخصائي أول تغذية علي البطي، أن هناك تساؤلات كثيرة حول الأغذية التي تساهم في علاج «كورونا»، أو تقوية الجهاز المناعي، إذ لا توجد أغذية تعالج الفيروس، وإنما يساهم الغذاء والتغذية الصحية السليمة في تعزيز وتقوية الجهاز المناعي، والذي بدوره يحمي الجسم من الكثير من الأمراض.وأضاف: «يتحقق ذلك من خلال التغذية المتزنة، والتي تحتوي على جميع العناصر المغذية اللازمة للجسم، والاستمرارية باتباع السلوكيات الغذائية السليمة، والمحافظة على الوزن المثالي للجسم».وأشار إلى أن من الأمثلة على بعض الأغذية التي تعزز وتقوي الجهاز المناعي، الخضار والفواكه بشكل عام، ومنها الحمضيات بأنواعها، والرمان، والشمندر؛ لاحتوائها على فيتامين سي، والزنجبيل، والفراولة، والبصل، والتوت البري؛ لاحتوائها على مضادات الأكسدة، والزبادي والجوز واللوز والبقوليات.التغذية الصحية السليمة تقوي المناعةقنوات وهمية وتجارب شخصية غير دقيقةاستشهد المستشار الأسري د. يوسف الرويشد، بالمثل القديم «الغريق يتمسك بقشة»، وقال: «ما نراه اليوم من وضع غريب يدل على ضعف تلقي المجتمع للمصادر الموثوقة، المتمثلة في منصات إعلامية، من خلال القنوات، أو المواقع الحكومية المسددة، واستبدالها بقنوات وهمية، أو تجارب شخصية، لا تمثل الواقع العلمي الشمولي، وأصبح كل من يملك منصة إعلامية أو شهرة، ينصب نفسه في موطن اكتشاف العلاج، وطرح التجارب».وأضاف: «هذه مصيبة، والمصيبة الأعظم، أن يجد له من ينشر، ويطبق طرقه وأساليبه، ويسلم بها، ولا يخفى على أحد أثر هذه الأساليب والشائعات على الأسرة والمجتمع، والتي تتمثل في التهاون في خطورة المرض، وتسهل على الفرد عدم الحذر من الاختلاط ومواطن التجمعات الموبوءة».وأكمل: «الواجب علينا في ظل هذه الجائحة، أن نراعي تثقيف الأسرة كجانب معرفي، والاستماع إلى نصائح المختصين والمسؤولين، والابتعاد عن مواطن التجمعات لغير الحاجة، وتأجيل الاجتماعات العائلية ومجالس الأصحاب، والحرص على الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة».الإبلاغ عن مدعي «الطب البديل»دعا مدير التواصل والتوعية الصحية المتحدث الرسمي لصحة الأحساء عبدالرحمن السدراني، الجميع، لعدم الانسياق وراء مثل هذه الادعاءات الطبية، التي لا تستند على أساس علمي، خاصة مدعي العلاج بالطب البديل، مضيفًا: «نحث المواطنين والمقيمين على أهمية الحصول على المعلومات من مصادرها العلمية الموثوقة، والتواصل مع مركز صحة 937؛ للإبلاغ عن مدعي الطب البديل الذين لا يحملون مؤهلًا معترفًا به، أو ترخيصًا رسميًّا من المركز الوطني للطب البديل والتكميلي».وأكد أنه يمكن الحصول على معلومات الرخص للطب البديل والتكميلي، من خلال المركز الوطني للطب البديل والتكميلي.سم زعاف يودي بحياة الأفرادقال مشرف التوجيه والإرشاد والمستشار التربوي والأسري د.عبداللطيف الملحم، إن الأدبيات المتخصصة في سيكولوجية الأزمات تثبت ما يسود بعض الناس في ظل الأزمات، من فوضى وتوجس وتدني مستوى الوعي، خاصة إذا كانت أزمة مشتركة بين البشر، مثل الأوبئة العالمية، ويستغل البعض هذه الفوضى الفكرية، فيخرج مناديًا بالوصفات الشعبية لتقوية المناعة، تحت ذريعة الطب البديل، دون أية مسوغات علمية، فإذا كان العلاج المضاد لـ«كورونا» لم يثبت علميًا إلى هذه اللحظة، فكيف بهؤلاء يتجرؤون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لترويج أكاذيبهم.وأضاف: تقع على الأسرة مسؤولية تحصين وتوعية أفرادها ضد هذه الأكاذيب، فمسايرة هذه الشائعات قد يدفع ثمنها البعض لأن الخلطات الشعبية إذا لم تكن موضوعة من قبل المختصين، قد تتحول لسم زعاف يودي بحياة الفرد للخطر. ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة، إضافة للتغذية الصحية السليمة وممارسة الرياضة والبعد عن كل ما يؤدي للقلق، الذي يعتبر العدو الأول للمناعة.اتباع تعليمات الجهات الرسميةأشار المحامي والمحكم والمستشار القانوني محمد التمياط، إلى أن وزارة الصحة، وهيئة الغذاء والدواء، وغيرها من الجهات، حذرت من تداول مثل هذه الأمور، والترويج لها، وبينت خطورة استخدامها والتعامل معها، خاصةً أن «كورونا» وباء عالمي، وحتى هذه اللحظة لا يوجد علاج فعال له.وأكد ضرورة اتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، لتقوية المناعة، وتطبيق ما يصدر عن هذه الجهات، والحذر ثم الحذر من بعض الرسائل المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاركة :