عقدت ندوة الثقافة والعلوم بدبي وضمن برنامجها الثقافي جلسة نقاشية افتراضية، بعنوان «دور الشباب في صناعة المحتوى الثقافي»، أدارتها عائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية بالندوة، وحضرها علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. مريم الهاشمي، ونجوم الغانم، ومجموعة من أصحاب قنوات عروض الكتب، والإعلامي المصري سيد محمود، وأعضاء صالون الكتاب بالندوة، وعضوات مجموعة الصديقات للقراءة. ألقت عائشة سلطان الضوء بداية على دور الشباب العرب في صناعة المحتوى الثقافي على يوتيوب من خلال قنوات عروض الكتب، وهي مبادرات خاصة ومستقلة تعنى بترشيح وعروض الكتب والأعمال الروائية (الروايات) بشكل خاص، ويطلق على أصحاب هذه التجربة الشبابية «بوكتيوبرز - Booktubers»، وهو مصطلح حديث نسبياً على المتابع العربي، ويعني اختصاراً مدوني فيديو مهتمين بتقديم محتوى خاص بقراءاتهم وتحليلاتهم للكتب، وترشيح الأفضل منها للمتابعين المهتمين بالقراءة. بدايات وتناولت الجلسة الحديث عن تجربة قنوات عروض الكتب وبداياتها ودوافعها والمردود منها، ما كان منه مادياً أو معنوياً، إلى أهمية عمل دراسات إعلامية جادة تتابع وترصد بشكل جاد هذه الظاهرة، وكذلك عرضت مدى إسهام أصحاب قنوات عروض الكتب (منفردين أو مجتمعين) في إضافة محتوى عربي رصين ومرجعي على شبكة الإنترنت. وشارك في الحوار ندى الشبراوي صاحبة قناة «دودة الكتب» وهي مصرية خريجة كلية الحقوق وقادها عشقها للقراءة لفكرة تخصيص قناة لعروض الكتب عام 2017 ووصل عدد متابعيها إلى 90 ألف متابع، وعرضت من خلال قناتها ما يقارب 200 كتاب بين روايات وسير عربية ومترجمة. ورنوة العصمي من البحرين التي تكمل دراستها العليا في الفنون التشكيلية وظهرت قناتها «قراطيس» عام 2014، وكان أول عمل أدبي عرضته رواية «موت صغير» للكاتب محمد حسن علواني، وقناتها تتراوح بين الاستمرار والتوقف بسبب الدراسة وتحملها كافة أعمال القناة وحدها، وذكرت أنها قبل أن تظهر قناتها كانت تقوم بعروض ومراجعة بعض الكتب في الصحف. استقلال وتطوير وذكر خالد النعيمي من الإمارات، أنه شارك مع مجموعة من الأصدقاء في إنشاء قناة «خير جليس»، التي تعرض كتباً متنوعة وأهمها في تطوير الذات وناقشوا ما يقارب 120 كتاباً، وأكد أن الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة في الإمارات للارتقاء بالمحتوى العربي ساهم في استمرار القناة التي نالت العديد من الجوائز والدعم الذي طور من قدرتها وزاد دافعهم لمزيد من العمل على تطوير المحتوى العربي على شبكات الإنترنت. وأكدت شوق المسكري من عُمان صاحبة قناة «شوق المسكري» التي ظهرت عام 2014 أن قناتها تتضمن عروضاً لكتب متنوعة وخواطر ومشاهدات. وأشار سيد محمود إلى أن معظم ما يقدم على قنوات عروض الكتب لا يتجاوز تقديم العمل وليس تأويله أو تحليله ويمثل جزءاً من صعود الثقافة التلفزيونية والمرئية، وهذا لا يمكن فصله عن ظواهر سابقة مثل حفلات التوقيع والمدونات وغيرها من الظواهر الثقافية التي تمثل تصوراً استهلاكياً للمعرفة، إلا أنه إيجابي استقطب عدداً من القراء الجدد. أهمية التنويع وأكد علي عبيد الهاملي أهمية هذه القنوات في تقديم المعرفة بشكل جديد، إلا أنه أشار إلى أهمية تنوع ما يقدم وليس حصره في الأعمال الروائية، لا بد من أن تكون هناك عروض لكتب تاريخية وسير وتراجم وكتب علمية وغيرها من صنوف المعرفة. وأشادت نجوم الغانم بالتجربة وأكدت أهمية تنوع ما يقدم لأنه يمثل إضافة للمحتوى العربي الذي يعاني الضاءلة. وأكدت د. مريم الهاشمي أهمية النقد لأنه يمثل معاوناً على فهم الأعمال بصورة أكبر.. وهذا يحيل إلى جدلية أن نصدر حكماً مثلاً على رداءة كتاب أو جودته، فالنقد معاون للقراءة والكتابة، فما الكتابة إلا قراءة غيرية، والقراءة الانطباعية تدخل فيها أيديولوجيات وأفكار وقيم ذاتية. وعلق غيث حسن من صالون الأدب الروسي في الإمارات، أن الصالون يتجه في الآونة الأخيرة لعمل منصة للصالون على يوتيوب وخاصة بعد نجاح الصالونات الأدبية. محاولات أكد الحضور أهمية دعم وتطوير قنوات الكتب والمشروعات المرتبطة بزيادة المحتوى العربي الذي يعاني الضعف في مختلف المجالات، كما تمت الإشارة إلى ارتفاع عدد قنوات عروض الكتب في المغرب العربي على سبيل المثال، ولكنها ليست كلها باللغة العربية، فغالبيتها باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ولكن مصر تمثل صدارة إلى حد ما في عدد تلك القنوات، وفي السعودية هناك محاولات جيدة، وكذلك في الكويت، وبناء عليه تم اقتراح عقد مؤتمر موسع حول تلك التجارب. تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :