سيضرب القانون معاقل التهديد | صالح بكر الطيار

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بكل جرأة ووقاحة يواصل الإرهاب توسيع دائرة جرائمه المريعة، التي لا يقرها دين ولا عرف، وهو منتشٍ بترويع الآمنين وإزهاق الأرواح، ومن ذلك اعتداءات الغدر الإرهابية التي تعاني منها سيناء، وتلك التفجيرات الدامية غير المبررة التي منيت بها فرنسا والكويت وتونس وغيرها، فلا بد أن يُواجَه ذلك التوسع الغاشم بما يُناسبه من تكثيف لجهود المكافحة، وتعزيز لآليات الحزم من خلال سيادة القانون، خاصة بعد الاعتداء السافر الذي استهدف القانونيين الشرفاء، الذي يعد محاولة يائسة أريد بها تكميم الأفواه عن أحكام يخشى صدورها، وواقع يُراد إخفاؤه، خدمة لمذنب تَهمُّ تبرئته فئة تعمل لتدمير النظام ووأد السلام، وبهذا الفهم الخطير عاشت الأوساط القانونية وكل عُشّاق الأمن والسلام أجواء أليمة بعد الجريمة الإرهابية القذرة التي نالت من مصر الغالية، مستهدفة ابنًا من أبنائها البررة، ورمزًا من رموز العدالة. عُرف الفقيد هشام بركات النائب العام المصري بالنزاهة والإخلاص في العمل وتوخي العدالة في كل قضية يباشرها، ولا يخشى في الحق لومة لائم، إنه شهيد العدالة الذي راح ضحية الحق والواجب، رحم الله المستشار هشام بركات وجزاه عن ساحات العدل والقضاء خير الجزاء. نعم إنها سحابة حزن وأسى؛ خيّمت على رفاق الفقيد وزملائه؛ في كل ركن من أركان المعمورة، هكذا تلقَّى مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس، بكل الحزن والأسى هذا النبأ الحزين، فقد ودّعت مصر ابنها العزيز المستشار هشام بركات الذي أودت به يد الإرهاب الآثمة انتقامًا منه لإقامته العدل من منطلق منظور القانون؛ الذي حكَّمه قدر المستطاع، حماية للعدالة من التجاوز، وحفظًا للقانون من الخرق، بعيدًا عن الانتماءات والمؤثرات، في إطار ما تمليه عليه حيثيات القضايا وتفاصيلها، فإذا كان الإرهاب مصيبة المجتمعات ومأساة الشعوب، فإن المصيبة تكون أكبر والمأساة تكون أعظم عندما تمتد يد الإرهاب وتصل أعماله الإجرامية إلى مواقع العدل ورجال القضاء العُزل، الذين نذروا أنفسهم لخدمة القانون وإنصاف المظلوم وردع الظالم. التعدي على مثل هؤلاء يعد جريمة كبرى، وسابقة خطيرة لمحاولة إثناء رجال القضاء عن إرساء أركان العدل وإعلاء كلمة الحق والقانون.. لن تعطل مثل هذه التصرفات الطائشة مسيرة رجال الحق، وإيمانًا منّا بأن دور هؤلاء الرجال سيبقى كما نرجو ونتمنى، نؤكد أن الإرهاب لن ينال من العدالة، وسيظل القانون يضرب معاقل التهديد، ومن هذا المنطلق فإن مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس، ممثلاً بمجلس أمنائه رئيساً وأعضاء، وشخصي باعتباري رئيس المركز، نتوجه إلى مجلس القضاء الأعلى وأعضاء النيابة العامة، والقضاء الشامخ بمصر الشقيقة بخالص العزاء، سائلين الله عز وجل أن يحتسب الفقيد عنده من الشهداء، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. sbt@altayar.info

مشاركة :