ترجمة - كريم المالكي: طوّر باحثون من مركز اسينشيل تيك وئي ام بي اي في سويسرا قناع وجه شفافاً بالكامل يُتيح رؤية وجه الشخص وابتسامته، وسيتم إنتاج القناع قريباً على نطاق صناعي. ومن المقرّر أن يعلن البدء بشكل فعلي بإنتاج الأقنعة في سويسرا، ومن المرجّح أن تمنح السلطات الصحية المحلية موافقتها الأوليّة على إنتاجها. وقال الباحثون إن أقنعة الوجه الشفافة والقابلة للتنفّس سيتم صنعها من البوليمر، وستكون شفافة تمامًا وتتيح عملية التنفس بأريحية. وسيتم إطلاق هذه الأقنعة في أوائل عام 2021 تحت شعار «هلا ماسك». ومن المؤمل أن تكون أقنعة الوجه الشفافة والقابلة للتنفّس متاحة لأول مرة للمجتمع الطبي، فيما سيتم تسويقها إلى عامة الناس في المستقبل. وقال رئيس مركز اسينشيل تيك في سويسرا، الباحث كلاوس شونينبرجر، إن الفكرة جاءت إليه أثناء العمل في أفريقيا على تفشي فيروس إيبولا. وقد لاحظ هناك كيف يمكن للممرضات تثبيت صور لأنفسهن على صدورهن حتى يتمكن الناس من رؤية شكلهن أثناء تغطية أجسادهن من الرأس إلى أخمص القدم في ملابس واقية بحيث لا يمكن معرفة الوجوه. وقال شونينبرجر: «كان مؤثراً أن نرى الممرضات وهن مغطيات من الرأس إلى أخمص القدمين في ملابس واقية، لذلك قمن بتثبيت صور لأنفسهن على صدورهن حتى يتمكن المرضى من رؤية وجوههن». وأضاف شويننبرجر: من الممكن عند البحث عبر الإنترنت، العثور على نماذج أوليّة لأقنعة شفافة جزئيًا، ولكنها مجرد أقنعة عادية مع استبدال بعض القماش بالبلاستيك الشفاف». أما بالنسبة للأقنعة التي سننتجها فستكون فبدلاً من ذلك، سوف تُصنع من مادة البوليمر التي تسمح للهواء والضوء بالمرور ولكنها صغيرة بما يكفي لتصفية الفيروسات. ومع أنه قد يكون القناع مُزعجًا للبعض، إلا أنه بالنسبة للمُسنين وضعاف السمع، يمكن أن يجعل التفاعلات العامة أكثر صعوبة. والجدير بالذكر أنه خلال ذروة جائحة الفيروس كورونا «كوفيد-19»، عانت سويسرا من نقص في الأقنعة بسبب عدم وجود شركات أو مصانع محليّة تقوم بإنتاجها. واضطرت سويسرا، خلال فترات الذروة لتفشي الجائحة، لأن تعتمد بشكل كامل على جيرانها، الذين منع بعضهم وصول شحنات الأقنعة إليها. وكانت سويسرا قد غردت خارج السرب إلى حد ما من خلال عدم فرض متطلبات القناع الإجباري، على عكس العديد من الدول المجاورة. وعلى الرغم من أن سويسرا تعدّ من بين البلدان التي سجلت أكبر عدد من الإصابات لكل مليون نسمة في العالم، فإن السلطات السويسرية لم تأمر السكان بلباس أقنعة الوجه. ومع ذلك فإن مشهد أقنعة الوجه في الشوارع السويسرية لا يزال يتزايد يومًا بعد يوم، لكنه يخفي مسألة اجتماعيّة مهمّة بالنسبة للشعب السويسري المُسالم ألا وهي الابتسامة.