قبل ان تنتهي موجة الغضب التي تجتاح الولايات المتحدة والعديد من انحاء العالم، لمقتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس، وبعد الفيلم القصير «3 اخوة» الذي اطلقه المخرج الاميركي سبايك لي في الاول من الشهر الجاري، وكان صرخة ضد العنصرية، تعرض منصة نتفليكس في 12 يونيو الجاري فيلم سبايك لي Da 5 Bloods الذي يروي قصة خمسة محاربين أميركيين من اصل افريقي، شاركوا في حرب فيتنام، يعودون الى ذلك البلد، بعد عشرات السنين، للبحث عن رفات قائد مجموعتهم، الذي قتل هناك، وعن كنز دفنوه، ليجدوا انفسهم في مواجهة مع الطبيعة والبشر والذكريات المريرة.. كان سبايك ذو السجل الحافل بمكافحة العنصرية، قد فاز فيلمه «بلاك كلانزمان» بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو، وبالجائزة الكبرى لمهرجان كان. والفيلم يسلط الضوء على حركة «كو كلوكس كلان» العنصرية، وهو مقتبس عن قصة حقيقية لضابط شرطة أسود اخترق الحركة المذكورة. وفي «3 اخوة» ربط سبايك بين جرائم ارتكبتها الشرطة ضد اميركيين سود متسائلا: هل سيتوقف التاريخ عن تكرار نفسه؟ ويسلط سبايك في فيلمه الجديد الضوء على تجربة الاميركيين من اصل افريقي في حرب فيتنام، التي قال انه نادرا ما يتم تدريسها في مدارس الولايات المتحدة، ليكون فيلمه تحقيقاً في معنى الوطنية للأميركيين السود، وليس فيلما حربيا تقليدياً. كلاي وكنغ يلفت النظر في Da 5 Bloods افتتاح الفيلم بمقتطفات من كلام بطل الملاكمة الذي لا ينسى محمد علي كلاي، الذي رفض الالتحاق بالجيش الاميركي، الذي كان ينشر الموت والدمار في فيتنام، قائلا ان تلك الحرب ليست حربه، وان الفيتناميين لم يؤذوه، وقد كلفه موقفه سنوات من شبابه في السجن. كما يلفت النظر اختتام الفيلم بكلمات مارتن لوثر كينغ، داعية الحقوق المدنية، الذي وقف ضد العنصرية والحرب بقوة، وادى ذلك إلى اغتياله. والكلمات الأخيرة التي نسمعها مقتطفة من خطاب ألقاه كينغ عام 1967، قبل عام واحد من مقتله، يقتبس فيها قول الشاعر لانغستون هيوز «دع أميركا تكن أميركا مرة أخرى». ويبرز الفيلم المفارقة بين إلحاق الأميركيين السود بالجيش بينما كانوا محرومين من حقوقهم المدنية، وفي غابات فيتنام، يظهر الجنود وهم يسمعون من الإذاعة نبأ اغتيال مارتن لوثر كينغ. كذلك نرى أحد مؤيدي الرئيس ترامب، يرتدي قبعة «فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً». وجدير بالذكر ان النص الأصلي للفيلم الذي أعدّه داني بيلسون وبول دي ميو كان بعنوان The Last Four وكان عن محاربين بيض، وحين عرض على سبارك لي وجده نصا رائعاً، كما قال في ما بعد، لكنه عدله ليروي القصة من منظور المحاربين القدماء السود الذين شاركوا في حرب فيتنام. اشترك في كتابة السيناريو للفيلم داني بيلسون وبول ديميو وكيفين ويلموت وسبايك لي. ويلعب ادوار البطولة فيه شادويك بوسمان وبول والتر هوزر وجان رينو وميلاني ثييري.
مشاركة :