أعلنت شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي الجمعة أنها حذفت أكثر من 170 ألف حساب مرتبطة بحملة تضليل إعلامي للحكومة الصينية استهدفت التحركات المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ وسعت إلى تشويه صورة الولايات المتحدة. وجاء إعلان تويتر بعدما ذكرت شركة التكنولوجيا الأميركية "زوم" أنها استجابت لطلب بكين إغلاق حسابات ناشطين أميركيين ومن هونغ كونغ تجمعوا للدردشة عبر تطبيق الفيديو الشهير بمناسبة ذكرى سحق الحركة المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيان أنمين. وتويتر - وكذلك يوتيوب وغوغل وفيسبوك - محظور في الصين التي تستخدم برنامجا قويا للحد من الوصول إلى الأخبار والمعلومات. لكن الدبلوماسيين الصينيين ووسائل الإعلام الحكومية تستخدم هذه المنصات منذ سنوات للترويج لروايات بكين. وعبر باحثون وحكومات غربية عن مخاوفهم من أن تنشر الصين شبكات من الحسابات التي تسيطر عليها الدولة أو المرتبطة بها، تحجب المستخدمين الفعليين، لنشر الرسائل الحكومية أو أنباء مضللة. وقال تويتر إنه عطل "نواة" من 23 ألفا و750 حسابا مرتبطا بالصين ينقلها نحو 150 ألف حساب آخر لتوسيع انتشارها. كما أغلقت حوالى 7340 حسابا مرتبطة بتركيا و1152 حسابا مرتبطة بروسيا. وكتب تويتر في مذكرة تحليلية أن هذه الشبكة كانت تنشر تغريدات باللغة الصينية موجهة على ما يبدو للمقيمين في الخارج "تبث نظريات جيوسياسية مؤيدة للحزب الشيوعي الصيني مع دعم نظريات خادعة حول الحراك السياسي في هونغ كونغ". قامت المجموعة الفكرية الاسترالية "المعهد الاسترالي للاستراتيجية السياسية" (ايه اس بي آي) بتحليل تدفق التغريدات قبل الإعلان وقالت إن الشبكة تسعى أولا إلى نشر آراء داخل الجاليات الصينية المقيمة في الخارج. وعملت الشبكة على الترويج لرواية الصين بشأن احتجاجات هونغ كونغ وكذلك حول فيروس كورونا المستجد ومهاجمة تايوان. وكتبت المجموعة نفسها أن بعض أعضاء الشبكة عبروا عن "ميلهم" إلى رد الحكومة الأميركية على الاحتجاجات ضد العنصرية "للإيحاء بوجود تطابق أخلاقي مع قمع الاحتجاجات في هونغ كونغ". وقال فيرغوس هانسون أحد مسؤولي المجموعة الفكرية في المذكرة التحليلية "بينما لا يسمح الحزب الشيوعي الصيني للشعب الصيني باستخدام تويتر، تحليلنا هو أنه لا يتردد في استخدامه لنشر الدعاية والتضليل الإعلامي على المستوى الدولي". وأوضح المعهد الاسترالي نفسه أن التغريدات كانت تكتب أثناء ساعات العمل في بكين وإلى حد كبير وخلال أيام أسبوع العمل. وأضافت أن "هذا النمط من النشر يدل بوضوح على أنها (التغريدات) ليست أصلية وعلى تنسيق". وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت في وقت سابق من الشهر الجاري تحليلا ل4600 حساب مرتبطة بقادة ودبلوماسيين صينيين على تويتر. ووجدت الصحيفة مئات الحسابات التي يبدو أنها تعمل فقط لتحسين صورة مبعوثي الصين ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة. والشهر الماضي، وضع تويتر إشارة على تغريدة كتبها متحدث باسم الحكومة الصينية أشار إلى نظرية مؤامرة مشكوك إلى حد كبير في صحتها وتفيد أن الجيش الأميركي قد يكون هو من أدخل فيروس كورونا المستجد إلى الصين. وهذه المرة الثانية التي تحذف فيها حسابات بعدما قامت شركات تكنولوجيا أميركية العام الماضي بإغلاق شبكات نافذة يعتقد أنها تخضع لإدارة أو أوامر الحكومة الصينية. وفي أغسطس الماضي، شطبت مواقع تويتر ويوتيوب وفيسبوك آلاف الحسابات التي قالت إنها جزء من حملة تدعمها الصين وتركز بشكل أساسي على نشر معلومات خاطئة حول احتجاجات هونغ كونغ. وفي إعلانه الجمعة، قال تويتر إنه حذف أيضا نحو سبعة آلاف حساب لتعزيز الدعم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشبكة مماثلة تضم حوالى 1100 للترويج للحزب الحاكم في روسيا. ووصفت الرئاسة التركية في بيان هذا التدبير بأنه "محاولة غير مقبولة لتشويه (صورة) الحكومة التركية وحركة سياسية شعبية". وأوضح تويتر أن رد منصات وسائل التواصل الاجتماعي على الحكومات الاستبدادية تحول إلى قضية ساخنة في السنوات الأخيرة. وغرق موقع "زوم" الذي يتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا له، خلال الأسبوع الجاري في جدل حول حرية التعبير بعد أن أغلق حسابات ناشطين من الولايات المتحدة وهونغ كونغ، قبل ذكرى سحق بكين للحركة المؤيدة للديمقراطية في الرابع من حزيران/يونيو 1989 في تيان أنمين. وقالت "زوم" الخميس إنها استجابت لطلب بكين إغلاق هذه الحسابات، موضحة أن إجراءاتها كانت "محدودة" و"ما كان يفترض أن تؤثر على المستخدمين خارج الصين القارية". وقد أعادت "زوم" منذ ذلك الحين الحسابات الثلاثة التي حذفت وأعلنت أنها ستضع أدوات تسمح لها بحظر مشاركين من بلدان محددة أو حذفهم. وقالت الشركة نفسها إن "زوم لن تسمح في المستقبل بأن تؤثر طلبات الحكومة الصينية على أي شخص خارج البر الرئيسي للصين".
مشاركة :