احتشد متظاهرون في شوارع مدينة بنغازي شرقي ليبيا، أمس الجمعة، رافضين التدخل التركي في شئون بلادهم الداخلية. وحمل المتظاهرون لافتات وصور لدعم القوات المسلحة الليبية التي كانت تقاتل على عتبة طرابلس قبل انسحابها قبل أيام بعد اشتباكات عنيفة وغارات جوية مكثفة من طائرات تركية بدون طيار. وأكد المتظاهرون رفضهم للتدخل التركي في بلادهم ودعمهم للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وردد المتظاهرون أن “لا حوار أو تفاوض مع الأتراك”، معتبرين أن القوات التركية دخلت ليبيا من أجل الاستيلاء على النفط. ورأى آخرون أنه على قوات “الوفاق” إخراج الأتراك والمرتزقة من البلاد إذا أرادت إجراء محادثات مع الجيش الليبي. إلى ذلك، حمل بعض المتظاهرين صوراً للنائبة التونسية، عبير موسى، التي تحدث في تصريحات عديدة عن ضرورة التدخل التركي في الشؤون الليبية وردع جماعة الإخوان المسلمين. يشار إلى أنه كان من المفترض أن يسري وقف إطلاق النار في ليبيا بعد المبادرة المصرية، لكن قوات الوفاق رفضت وواصلت حشد التعزيزات العسكرية بغية التقدم نحو مدينة سرت الاستراتيجية، الواقعة في ما يسمى بمنطقة الهلال النفطي على ساحل البحر المتوسط. في حين تواصل تركيا نقل المرتزقة والأسلحة إلى حكومة الوفاق، على الرغم من الدعوات الأممية والدولية إلى ضرورة وقف التدخلات الخارجية والتمسك بحظر توريد السلاح، وحث الأطراف المتصارعة إلى استئناف المفاوضات. وقد ساعد التدخل التركي في تغيير التوازن في البلاد، مما سمح لفصائل الوفاق باستعادة مطار طرابلس، ومحاولة التقدم نحو سرت، ما دفع الجيش الليبي إلى التصدي لهذا التقدم.
مشاركة :