وسط صيحات الإعجاب التي امتزجت بتصفيق حار، أنشد فريق البوب روك الفرنسي «فرانسوا وجبال الأطلس»، «طلع البدر علينا»، النشيد التراثي الإسلامي، على أنغام الغيتار الإلكتروني ومؤثرات الكيبورد الصوتية التي زاوجها المؤلف الموسيقي والملحن وقائد الفريق فرانسوا ماري مع ضرباته القوية على الدف ودقات الصاجات الشرقية أحياناً أخرى، في أمسية استضافها المعهد الفرنسي في الإسكندرية ومنظمة أليانس فرانسيز. تفاجأ الحضور بقدرات ماري الفريدة على مزج الإيقاعات الغربية مع لحن تراثي شرقي أصيل. ويوضح فرانسوا ماري لـ «الحياة»، أن اختياره أغنية «طلع البدر علينا» يتسق مع احتفالات المسلمين هذه الأيام بشهر رمضان، لافتا إلى أنه استمع إليها أول مرة في المغرب، حيث وجد فيها الكثير من عبارات الترحيب والدفء، وهو ما أراد أن يوصله للجمهور المصري الذي يلتقيه للمرة الأولى. وعبّر عن سعادته بالحفلة، لافتاً إلى أنها زيارته الأولى الى مصر وتأتي في إطار جولة الفريق في الشرق الأوسط، حيث قدم الفريق عدداً من الحفلات في إسطنبول وبيروت والقاهرة ، ليعود إلى فرنسا ويقدم حفلاته في باريس ولوبيرن ومن ثم يغادر مجدداً إلى لندن. وعن مزج الإيقاعات الغربية بالشرقية، يقول: «هي حالة من الإبداع تعتمد على مقدرة الموسيقى على الانفتاح على ثقافات وأيديولوجيات وإيقاعات مختلفة. العازف الماهر من يستطيع إدخال مشاعره الخاصة أثناء العزف، فعليه أن يتكلم ويبكي ويغني لكي يعيد خلق ما يقدمه للجمهور بنكهة جديدة في كل مرة». قدمت الفرقة عدداً من أغاني الحب من ألبومها الأخير «بيانو الظل»، وهو إبداع متميز يتألف من تأثيرات عدة، من الأفرو- بوب إلى الأغنية الفرنسية أو إلى البوب الإنكليزي، مستخدماً الغيتار الإلكتروني، كما قدم بعض أغنيات الأوركسترا الإلكترونية وبعض التوزيعات الموسيقية لموسيقى عالمية. ويقول ماري: «نقدم كذلك البوب فولك، ونحاول إدخال عناصر إيقاعية على هذا النوع من الموسيقى وتضمينها ما يعجب الناس، اختياراتنا تأتي تفاعلاً مع الجمهور المتواجد وما يفضله من ألحانهم المبتكرة مع الكثير من الإرهاصات التي تعكس مزاجهم الفني». فرانسوا ماري مؤلف موسيقي وملحن وفنان تشكيلي، كان يغني بداية بشكل فردي ثم اجتمع مع عدد من أصدقائه الموسيقيين، وهم أموري رانجر وبيير لوستونو وجون تيفينين على الإيقاع، والإسكتلندي جيرار بلاك على لوحة المفاتيح لتكوين الفريق في عام 2005 ليقدموا موسيقى البوب الفرنسي والإنكليزي ويمزجونها مع البوب إيندي والبوب الشعبي (فولك بوب) مع الإيقاعات الأفريقية. وعن سبب اختيار «جبال الأطلس» اسماً للفريق، يقول: «هي إشارة إلى موسيقى البدو الرحل الذين يعيشون بسفح جبال الأطلس». وقدّمت الحفلة في إطار احتفال فرنسا بعيد الموسيقى في نسخته الـ33، إلى جانب 700 مدينة في أكثر من 120 دولة بمختلف أنحاء العالم، وانطلقت الفكرة في العام 1982 بمبادرة من جاك لانغ وزير الثقافة في عهد فرانسوا ميتران، حيث يشهد معظم الشوارع والميادين والساحات والمقاهي والمتنزهات، وحتى المتاحف والمستشفيات والسجون في ربوع فرنسا، مجموعة من الحفلات الموسيقية المجانية المتاحة للجميع.
مشاركة :