ارتفع اليورو قليلا مقابل الدولار الأمريكي أمس، ليظل قريبا من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، الذي بلغه في وقت سابق من الأسبوع، إذ توقف المتعاملون عن البيع لجني أرباح أحدث ارتفاع. وخلال جلسة التداولات في آسيا، انخفض الدولار الأسترالي وعملات أخرى شديدة التأثر بالمخاطر قبل أن تتعافى وترتفع مقابل الدولار الأمريكي الذي يعد ملاذا آمنا، عقب ارتفاع أسهم أوروبا. وكان المستثمرون قرروا في وقت سابق تخفيض مراكزهم بعد زيادة سريعة في الرهانات على الأصول عالية المخاطر التي انطلقت بفضل آمال لمزيد من إعادة فتح الاقتصادات في كثير من الدول. وارتفع اليورو 0.1 في المائة إلى 1.1315 دولار، ليظل قريبا من 1.1422 دولار وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر الذي بلغه يوم الأربعاء. وصعد الدولار الأسترالي 0.4 في المائة إلى 0.6881 دولار أمريكي بعد أن نزل لأدنى مستوى في عشرة أيام عند 0.6799 في الجلسة الآسيوية. وارتفعت عملات دول الشمال الأوروبي، وكذلك فعل الدولار الكندي الشديد التأثر بالنفط، الذي صعد في أحدث تعاملات 0.3 في المائة إلى 1.3585، وسجلت الكرونة النرويجية أكبر تحركات إذ ارتفعت 0.6 في المائة إلى 9.5665 مقابل العملة الأمريكية. وتجاهل الجنيه الاسترليني حقيقة انكماش الاقتصاد البريطاني بوتيرة قياسية بلغت 20.4 في المائة في نيسان (أبريل) من آذار (مارس)، إذ أمضت البلاد الشهر في إجراءات عزل عام مشددة بحسب ما أظهرته بيانات رسمية أمس. ويرى المستثمرون أن الرقم هو على الأرجح قاع الانهيار قبل تعاف طويل وبطيء. واستقرت العملة البريطانية في أحدث تعاملات عند 1.2606 دولار وانخفضت 0.1 في المائة مقابل اليورو إلى 89.79 بنس. إلى ذلك، استقر الذهب أمس، إذ بدد ارتفاع الدولار أثر تضاؤل الإقبال على المخاطرة بفعل مخاوف بشأن موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا وفترة مطولة من التعافي الاقتصادي، بينما يمضى المعدن الأصفر على مسار تحقيق أول ارتفاع أسبوعي في أربعة أسابيع. ولم يطرأ تغير يذكر على الذهب في المعاملات الفورية عند 1727.72 دولار للأوقية "الأونصة" بحلول الساعة 05:31 بتوقيت جرينتش، وارتفع المعدن النفيس نحو 2.5 في المائة منذ بداية الأسبوع، وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 في المائة إلى 1732.60 دولار للأوقية. وبحسب "رويترز"، قال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني "زيادة حالات كوفيد - 19 أدت إلى تنامي العزوف عن المخاطرة، ما قاد إلى ارتفاع الدولار الأمريكي، وهو ما يؤدي بدوره إلى انخفاض أسعار الذهب". وواصل مؤشر الدولار مكاسبه، ما يزيد من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى. وبعد موجة صعود قوية، نزلت الأسهم الأمريكية ما يزيد على 5 في المائة أمس الأول في أسوأ أداء يومي منذ منتصف مارس، وتراجعت الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف حيال ظهور حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا. وقال جيفري هالي المحلل لدى "أواندا"، "إن أي ارتفاع للذهب اليوم سيكون محدودا، إذ يبدو أن التصحيح النزولي للأسهم ما زال مستمرا لبعض الوقت". وأضاف أن "إعادة تأكيد مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" موقفه الذي يميل إلى التيسير النقدي الشديد، والسياسة النقدية عالميا ستقدمان الدعم للذهب". وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلن مسؤولون في "المركزي الأمريكي" الحاجة إلى إبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر حتى 2022 على الأقل، وتعهدوا بدعم "طريق طويل" لتعافي الاقتصاد الأمريكي. ويميل الذهب الذي لا يدر عائدا إلى الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة، إذ إنها تقلص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1925.34 دولار للأوقية، بينما تراجعت الفضة 1 في المائة إلى 17.54 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 1.3 في المائة إلى 821.37 دولار، لكنه يتجه صوب أكبر انخفاض أسبوعي منذ نيسان (أبريل).
مشاركة :