عمال النظافة.. أبطال حقيقيون في زمن كورونا

  • 6/13/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مواطنون: فرسان في الصفوف الأمامية.. ويعملون بضمير صادق رغم الفيروسمنذ تفشي فيروس كورونا في البحرين، توجهت الأنظار والإشادات نحو الكوادر الصحية والأمنية لما يقومون به من جهود استثنائية عظيمة في محاربة الفيروس ووقوفهم في الصفوف الأمامية حماية للمواطنين والمقيمين، إلا أن عمال النظافة كان لهم دور كبير كذلك بعيدا عن أضواء الإعلام في الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، إذ كان لهم دور استثنائي في تنظيف الشوارع والحدائق والساحات والأماكن العامة رغم الأزمات المتتالية التي خلفتها أزمة كورونا على مدار الأشهر الماضية.«أخبار الخليج» رافقت عمال النظافة فجر الخميس لرصد مدى الجهود التي تقوم بها هذه الأيادي السخية التي تعطي ببذخ لتبدو لنا الشوارع والحدائق والأزقة والساحات في حلة بهية ونقية، ولم نرصد سوى أن هؤلاء العمال يعملون بصدق وجهد كبير في سبيل أن تحافظ شوارع المملكة على نظافتها كما عهدناها قبل كورونا.وقال المواطن حسين العالي الذي صادفته «أخبار الخليج» وهو أمام منزله: عمال النظافة فرسان غير مرئيين لدى أغلب الناس، لكن أثرهم واضح في حياة كل الناس في زمن كورونا، حيث إنهم يستيقظون في الساعات الأولى كل يوم وحتى في إجازة نهاية الأسبوع والمناسبات والأعياد، ونراهم صيفا وشتاء ونحن في طريقنا إلى مقرات العمل وهم يقومون بتنظيف الشوارع من المخلفات، معرضين أنفسهم للخطر في سبيل العمل بضمير صادق, مثنيا ومشيدا بدور الدولة في توفير العمالة رغم الظروف الصعبة، مؤكدا أن البحرين لطالما عرفت بنظافة شوارعها وأماكنها العامة من خلال وعي كبير يتمتع به المواطنون والمقيمون على أرض المملكة.أما المواطنة زليخة ناصر فأبدت حرصها على تقديم المشروبات للعمالة التي تعمل في الشارع المقابل لمنزلها بعد انتهائها من صلاة الفجر، مؤكدة أن هؤلاء يستحقون الدعم من المواطنين في هذه الأزمة، وخصوصا أنهم يحرصون على تنظيف جميع الشوارع يوميا رغم ارتفاع درجات الحرارة تزامنا مع تفشي فيروس كورونا، مشيدة بدور وزارة البلديات في الأزمة التي مضت من دون أن تتأثر نظافة الشوارع والأماكن العامة.وتحدث عدد من العمال إلى «أخبار الخليج» عن أن قانون حظر العمل وقت الظهيرة واقتصاره على المساء أسهم في مضاعفة الإنجاز في وقت العمل، وبين لنا اهتمام البحرين بعمال النظافة من خلال توفير جميع التسهيلات والحقوق لنا كعمال، مؤكدين أن العمل في وسط المجتمع البحريني بين لنا أهمية دور عمال النظافة من خلال تعاونهم معنا في توزيع الوجبات والمشروبات بشكل مستمر، والحفاظ على نظافة مواقعهم من خلال رمي القاذورات في أكياس بلاستيكية في الأماكن المخصصة.أما بخصوص انتشار فيروس كورونا فأكد العمال أن البحرين وفرت جميع المستلزمات الصحية للعمالة من قفازات وكمامات وإجراء فحوص دورية لهم حفاظا على صحتهم وصحة المجتمع، موضحين أنهم يعملون وسط اهتمام حكومي وشعبي كبير مما ساعد في استمرارهم في الوظيفة رغم الخطورة، موضحين أن بعض السلوكيات الفردية مثل رمي الكمامات متوقعة، وهي حالات بسيطة جدا يتم التعامل معها من دون تعريض أنفسنا للخطر.الجدير بالذكر أن البحرين من أوائل الدول في تطبيق حظر العمل تحت أشعة الشمس بدءا من يوليو، حيث يتم توجيه جميع الجهات والمؤسسات إلى التزام قرار حظر العمل وقت الظهيرة، الذي يحمل في طياته أبعادا إنسانية واقتصادية، ويهدف إلى حماية العمال وتأمين سلامتهم من مخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس ومختلف أمراض الصيف والحد من الحوادث المهنية خلال هذه الفترة من العام والتي تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة ونسب الرطوبة العالية مقارنة بغيرها من شهور فصل الصيف.وينص قرار حظر العمل وقت الظهيرة، الذي تشرف على تطبيقه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، على أنه «يعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالعقوبات المنصوص عليها في المادة (192) من قانون العمل في القطاع الأهلي الصادر بالقانون رقم (36) لسنة 2012، والتي تنص على أنه يعاقب كل من يخالف أيا من أحكام الباب (15) والقرارات الصادرة تنفيذا له بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وبالغرامة التي لا تقل عن 500 دينار، ولا تزيد على ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين»، علما بأنه في حال تكرار المخالفة تتضاعف الغرامات المالية المضاعفة للمخالفين.

مشاركة :