النقاب عادة أصلها يهودية

  • 6/13/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

«الحريديم» هى طائفة يهودية متطرفة، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق «التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية»، وهى وفق هذا المعنى طائفة يهودية أصولية وقد أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية اسم «أمهات الطالبان».وكلمة «حريديم» كما يقول الباحث فراس حسن، هى جمع لكلمة «حريدى» وتعنى «التقى» وربما يكون الاسم مشتقًا من الفعل «حرد» الموجود فى اللغة العربية بمعنى اعتزل أو اعتكف. و«الحريديم» يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهى معطف أسود طويل وقبعة سوداء وبالإضافة إلى «الطاليت» وهو شال خاص بصلاة اليهود غالبا ما يكون أبيض اللون فى زواياه الأربع «التزيتزيت» وهى مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة.ويرسل رجال الحيرديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة. تتشابه نساء الحيريديم فى ملابسهن إلى حد كبير جدا مع النساء المسلمات الأصوليات المتطرفات، إذ ترتدى الكثير من نساء الحيرديم لباسا يكاد يطابق البرقع الذى ترتديه النساء المسلمات المتشددات.ويكتب الباحث جون روبرت فى موقع your jewish news المختص بأخبار اليهود فى العالم ومقره فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية عن نساء هذه الطائفة «أنهن كن دائما فخورات بلباسهن المحتشم.. الذى يسمى فرومكا frumka» يطلق عليه البعض اسم «برقع طائفة الحيرديم»Haredi burka sect وتعليقا على الموضوع قال الحاخام بنيزرى لموقع your jewish news «إن الطائفة اعتمدت هذا اللباس بسبب مخاوف بشأن حالة تدهور الحياء فى المجتمع اليهودى المتشدد».ويذكر أن اليهود الحيرديم يتحاشون قدر الإمكان التحدث بالعبرية إذ يعتبرون العبرية لغة مقدسة يفضل تجنب استخدامها، ويستخدمون بدلا منها لغة أخرى تسمى «اليديشية» وهى حسب موسوعة ويكيبيديا «لغة يهود أوروبا، نمت خلال القرنين العاشر والحادى عشر الميلاديين من لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية . يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز» و«اليديشية تستخدم الحروف العبرية فى الكتابة ولكنها تختلف عنها فى نفس الوقت. ومن أهم سمات الحيرديم التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية «الهالاخاه» الأرثوذكسية وترفض إعادة النظر فى الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية. وهم يفضلون نوعا خاصا من المدارس الدينية اليهودية يدعى «اليشيفات» يتم فيها تعليم الدين التقليدى والشريعة والتلمود. ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق. أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، فمرفوض عند اليهود الحريديين.وهم يتحفظون بقوة وقلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التليفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ. ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذى كان شائعا لدى اليهود فى شرقى أوروبا قبل القرن الـ 20 الذى تحدثنا عنه سابقا. واليهودية الحريدية موجودة فى مدينة القدس (فى حارة «مئة شعاريم» مثلا وفى حارات يهودية أخرى)، فى مدينة بنى براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها الشرقى وفى بعض حارات مدينة نيويورك. ولا علاقة لليهود الحيرديم بالصهيونية عند تأسيسها، بل عارضها الكثير منهم بشدة فى مراحلها الأولى إذ اعتبروها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية.أما اليوم فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها، باستثناء مجتمعات معينة مثل حركة «ناطورى كارتا» ما زالت معارضة بشدة لمؤسسات الدولة وترفض التعاون معها. ويذكر أن أحد قادة ناطورى كارتا الحاخام موشيه هيرش كان معارضا لقيام دولة إسرائيل، وكان هو وجماعته الصغيرة يحرقون أعلام إسرائيل فى «يوم استقلال إسرائيل» وكان موشيه هيرش مقربًا من الزعيم الراحل ياسر عرفات الذى عينه وزيرًا لشئون اليهود فى السلطة الوطنية الفلسطينية وكان مستشارا له أيضًا.

مشاركة :