قبل دخول كاتب هذه السطور، عالم الصحافة الرياضية، في العام 1980، ومع انطلاق بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم، كتبت ثلاثة مقالات دعماً لمنتخب الكويت الذي كان يخوض «العرس القاري» على أرضه وبين جماهيره.اتجهت إلى مقر جريدة «السياسة» وسلّمت المقال المقال الأول إلى المسؤول في قسم الاستقبال عند البوابة.عدت بعدها إلى المنزل على أمل أن يتم نشر المقال في الصفحة الرياضية، وهذا ما حصل وفي مكان بارز منها.كانت فرحتي كبيرة حينها، الأمر الذي دفعني إلى إرسال المقال الثاني والثالث.لقد تعامل الراحل فيصل القناعي مع المقالين بالاهتمام نفسه، كما المقال الأول.وقبل يوم من المباراة النهائية للبطولة القارية بين «الأزرق» وكوريا الجنوبية، تلقيت منه اتصالاً هاتفياً يزفّ لي من خلاله خبراً سعيداً يتمثل في إعجاب رئيس اتحاد كرة القدم في حينه، الشهيد فهد الأحمد، بمقالاتي التي تم نشرها في الجريدة، وبأنه سلمه دعوة شخصية لي لحضور المباراة النهائية، يمكنني تسلمها عند بوابة الاستقبال.وبالعفل تسلمت الدعوة وحضرت المباراة من المقصورة الرئيسية.في اليوم التالي، اتصل بي «أبو غازي» وسأل: «هل لديك رغبة في الانضمام إلينا كمحرر في القسم الرياضي؟». زادت فرحتي... وقبلت العرض فوراً.بدأت رحلة الألف ميل في عالم الصحافة الرياضية التي لم تكن سهلة، كما هي اليوم. فالصحافة عالم آخر يحتاج إلى المثابرة والصبر والتحمل، وهو ما غرسه بي ذاك الرجل الذي وثق في قدراتي وتنبأ لي بأن أكون من الصحافيين الرياضيين الوطنيين الذين كان يحتاجه إليهم شارع الصحافة حينها.وضعني الراحل في مرحلة اختبار امتدت ستة أشهر كاملة تعمّد ألا يرفق اسمي على أي مباراة كرة قدم أو موضوع أقوم بتغطيته حتى يختبر قوة تحملي، وما إذا إن كنت جئت الصحافة من أجل شهرة ومادة أو عن حب ورغبة. اجتزت المرحلة بنجاح وكان لي بمثابة الموجّه الذي تعلمت منه الكثير وتتلمذت على يديه.نشأت في بيئة صحافية نظيفة واستمررت بالعمل والاستزادة من خبرته ومدرسته 10 سنوات كاملة حتى اشتد عودي وشربت من مشواري الممتع معه وأنا تحت ناظريه.كنت وما زلت أعتبره شيخاً وزعيماً وإمبراطوراً وأسطورة الصحافة الرياضية محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً ودولياً. إنه معلمي وأستاذي، فيصل مبارك القناعي، الذي فقدته الصحافة الرياضية في يوم حزين، فوداعاً يا «أبو غازي»... وإنّا لفراقك لمحزونون.اللهم اغفر له وارحمه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسّع مدخله.
مشاركة :